في مثل هذا اليوم عام 1981 تولى محمد حسني مبارك رئاسة مصر، حيث استمر في الحكم قرابة الثلاثين عامًا، وخلال فترة رئاسته لم تكن الحركات والاتحادات الطلابية تتمتع بكامل حقوقها وحريتها طوال الثلاثين عامًا، ففي بداية حكمه، كانت اللائحة الطلابية التي أصدرها السادات عام 1979هي المطبقة، حيث كانت تعتبر من أسوأ اللوائح الطلابية، وعُرفت بـ "لائحة أمن الدولة" لأنها قضت على أى عمل للاتحادات الطلابية، وهمشت أدوار الطلاب، وجعلت الجامعات تعيش في مناخ يسوده الخوف والترهيب، وبالتالي تحولت الاتحادات الطلابية إلى كيانات صورية وفقًا لرغبة سلطة الجامعة وجهاز أمن الدولة.
قام مبارك بتعديل اللائحة مرتين، ففي المرة الأولى عام 1984 قام بتغيير وظيفة التواجد الأمني في الجامعة من مجرد حماية المنشآت إلي حماية أمن الجامعة، مع عدم تحديد ما المقصود بأمنها، فأمنها وفقا لتعريف الإدارة الجامعية هو أي طالب يحاول الخروج عن الخط الدقيق الذي ترسمه له الإدارة، مما أدى إلى اعتقال الطلاب وشطبهم من الانتخابات وغيرها من أوجه عرقلة العمل الطلابي.
وعُدّلت للمرة الثانية في2007 لتضيف قيود أكثر على العمل الطلابي، حيث كان الجدل حول الباب الثامن وقد أشارت مؤسسة حرية الفكر والتعبير أن وزير التعليم العالي آنذاك قد ذكر أن مناقشة اقتراح التعديل يقتصر على أعضاء الاتحادات الطلابية دون غيرهم من الطلاب، وقد اعترف بأن مشاركة الطلاب في الانتخابات الطلابية تدنت لتصل إلى 7% مما أدى إلى تعيين معظم اتحادات الكليات والمعاهد من قبل إدارة الكلية أو الفوز بالتزكية، وهو ما مثَّل ضربة قاضية على العمل الطلابي.
كانت الحركات الطلابية في عهد الثمانينيات والتسعينيات تدور حول القضايا الإقليمية أكثر من القضايا الداخلية حيث كانت المتغيرات الإقليمية أشد وطأة وتأثيرًا على العمل الطلابي، فساندت الحركة الطلابية انتفاضة الحجارة الفلسطينية في 1987، كما ثار الطلاب بشدة ضد الحرب التي شاركت فيها مصر ضد العراق في 1991، وفي 1998 اشتعل الموقف الطلابي ليتجاوز طلاب الجامعة في الاحتجاج على اقتحام شارون للمسجد الأقصى، ثم التحرك القوي لرفض الهجوم على العراق في 2003 تحت ذرائع وهمية.
وقد ساند مبارك تنظيمًا شبابيًا "حورس"، الذي كان يهدف إلى استقطاب الشباب بعيدًا عن السياسة وليس لتكوين تيار سياسي جديد أو إنعاش الحركة السياسية، بل تتابعت الفضائح الأخلاقية التي ارتبطت بهذا التنظيم، خاصة الفضائح الجنسية، مما أدى إلى تقليص حضور هذا التنظيم برغم استمرار دعمه من جانب الدولة.
ويقول محمد القصاص، عضو اتحاد الطلاب بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة لعام 1995، إن اتحادات الطلاب في عهد التسعينيات كان لها دور فعّال سواء تجاه القضايا الإقليمية أو الداخلية وكانت الانتخابات تتم بشكل حقيقي لم يكن هناك تزوير أو تدخل في العملية الانتخابية للاتحادات الطلابية، فكانت المنافسة آنذاك بين التيار الإسلامي والتيار الاشتراكي وتنظيم حورس المدعوم من جانب الدولة.
في نصف التسعينيات بدأ الحزب الوطني يدعم بعض الأسر وبعض المرشحين، ثم بدأ التدخل الأمني في الانتخابات من خلال شطب أسماء المعارضة من الترشح أو إلغاء الانتخابات.
كانت المظاهرات في التسعينيات تنقسم إلى شقين، أول شق عن القضايا الإقليمية والإسلامية مثل تظاهر الطلاب ضد الحرب التي شاركت فيها مصر ضد العراق في 1991، ومذبحة قانا 1996 في بيروت وفي 1998 تدعيم القضية الفلسطينية والتنديد على انتهاكات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني، والقضايا الإسلامية مثل البوسنة والهرسك وبعدها انتفاضة "الأقصى والاستقلال".
أما ثاني شق عن القضايا الداخلية والأوضاع المحلية عام 1995، كان هناك تغير نوعي هام فيما يتعلق بتحويل المدنيين لمحاكمات عسكرية، ففى يوم 5 نوفمبر عام 1995 تجمع الطلاب من أنحاء الجمهورية بجامعة القاهرة اعتراضًا على محاكمة المدنيين عسكريًا ومعارضة مبارك وسياساته وكان رد فعل الأمن شديد حيث تم إغلاق عدة مناطق وحلّقت الطائرات فوق سماء الجامعة وشهدت حملة قبض عشوائي واسعة ضد الطلاب.
ويصف القصاص أن الحركات الطلابية الحالية أبطال حيث وجاهوا القمع باختلاف أشكاله، فلم يكن مسموح أثناء فترة التسعينيات أن تدخل الشرطة مدرجات الطلاب والقبض عليهم من داخل الجامعات كما يحدث الآن.
وزاد التدخل الأمني بالجامعات وسياساتها الداخلية مما أدى إلى انتفاضة الحركة الطلابية، ومن أشهر الصدامات بين الطلاب والنظام ما حدث بجامعة عين شمس 2006 فقد كانت الاشتباكات عنيفة بين الطلاب والبلطجية التي أدخلتهم قوات الأمن، وأحداث الأزهر الشهيرة عام 2006 بعد العرض الرياضي لطلاب الأزهر، حيث تم القبض على مئات الطلاب وعقدت محاكمات عسكرية للمرة الأولى للطلاب.
وقبل ثورة يناير، في 2010 تزايدت الاحتجاجات الطلابية الرافضة للحرس الجامعي حتى حكمت المحكمة بإلغاء الحرس الجامعي، لكن الأحوال تغيرت بالكامل في وجه النظام في مطلع عام 2011 باندلاع ثوره 25 يناير التي أطاحت في نهايتها بنظام مبارك، حيث لعب الطلاب دور بارز فى الثورة.