انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: سامح خليل
08 نوفمبر 2014
10732


"اللي على راسه بطحه بيحسس عليها" مثل مشهور يطرق أسماعنا دائماً...تحدث جريمة...يرتكب خطأ لايد لنا فيه...تصرخ أنا برئ...معملتش حاجه فيتم التعامل معك بخشونه _رغم براءتك_وذلك من باب يكاد المريب أن يقول خذوني و تلك البطحه الوهمية التي لا وجود لها و التي نُتهم دوماً بتحسسها.
ما ذنبنا إن كان هناك من يضربنا عمداً ليهدي لنا تلك البطحه ليستطيع أن يلقي الاتهامات بالجمله...كثيراً ما يفاجأ المرء باتهام يقذف في وجهه و هوه لا بيه و لا عليه فيقفز و هو مخضوض و يبدأ بالدفاع عن نفسه...بعد أن أصبح الأمر فوق التحمل لجأ الكل لخطه أخرى و بدلاً من تلك الخضات و الذعر الذي يعقب تلقي الاتهامات تجد الكل يعتبر نفسه مذنب طوال الوقت و عندما نسمح صرخه...جريمة... إمسك حرامي... مين اللي عمل كده؟...تجد الكل ينظر لنفسه و كأن الكل أصبح يعتبر نفسه مجرم بدوام كامل و هذا ما جعل من بعض الناس جلادين بدوام كامل أيضاً.
كنت أجلس كعادتي في آخر المدرج لأمارس هوايتي المفضله في مراقبة قفا زملائي و زميلاتي دون أن يستطيع أحد أن يفعل ذلك باستثناء تلك الذبابة التي تزن خلف رأسي... توقف الدكتور في منتصف الجمله ثم صاح "اللي بتضحك ورا تقف"، أعتقد أنه يقصدني لأنني كنت ابتسم لمؤخرة رأس زميلتي التي تجلس أمامي انتشلت نفسي من أفكاري عندما كرر جملته بصوت راعد... وكزتني صديقتي التي تجلس بجواري فهمست لها "مش أنا" ، رفضت أن أعتبر الكلام لي، اتسعت ابتسامتي عندما سرت همهمة و بدأت كل فتاة بالنظر لجارتها تحثها على الوقوف و الاعتراف بجريمتها... بعدما كرر جملته للمرة الثالثة كانت المفاجأة عندما وقفت أربع فتيات في نفس الوقت في أماكن متفرقة بالمدرج معترفات بجريمة لم ترتكبنها... كنت أعرف كما يعرف الدكتور أنه و لا واحدة منهن كانت المقصودة لكنه عاقبهن على إعترافهن بالجريمة فالاعتراف سيد الأدله...
طردهن بعدما أخذ أسمائهن و توعد لهن بالويل بينما أكملت إستمتاعي بباقي المحاضرة حيث استأنفت مراقبتي لزملائي الأفاضل و كيفية هرشهم لرؤوسهم علامة على الفهم العميق.
كما وضعنا أنفسنا في قفص الاتهام من حق هؤلاء أن ينصبوا أنفسم قضاه يطلقون الأحكام و يطبقوها علينا و إن كانت جائرة.
بقولكم إيه أنا معملتش حاجه... ملاقيش حد يحاسبني على براءتي؟
بعد إذنكم يا سادة اللي بيضحك على المقال يقوم يقف... ايوه اللي قاعد ورا.


تعليقات