انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: سامح خليل
08 نوفمبر 2014
10958

جلست الإعلامية المعروفة على مقعدها الوثير وأخذت تصيح وتولول على هيبة الحرم الجامعي التي تم انتهاكها من قبل الاخوان الذين قاموا ب-"حرق السيارات" و-"الإعتداء على الطلاب" وما إلى ذلك من أفعال همجية وكان الكلام مصحوباً بصورة لصديقي العزيز محمد زلط مرتدياً تيشرت أصفر وبالطبع الأصفر يعني رابعة..معروفة يعني. كنت جالس بجانب جدي وعلى غير العادة كنت قد قضيت نهاري بأكمله في الجامعة وبالتالي كان عندي الجانب الأخر من القصة حيث لم يحدث أي شيء مما ذكرته الإعلامية المعروفة بدون ذكر أسماء لميس الحديدي. تجلت المصيبة المأساوية في تصديق جدي والد أمي لما تقوله الست لميس وتكذيبه واستنكاره لما أقول أنا؛ الموضوع حقيقي وجعني.

الأمر كان مثير للدهشة ومثير (بالنسبة لي) للرجوع بالذاكرة إلى الوراء لحالات ومواقف مشابهة وهي كثيرة.

في ظل عهد المعزول غير المأسوف عليه محمد مرسي قامت الدنيا ولم تقعد على سد النهضة وعلى تعامل النظام مع سد النهضة الذي كان آية في الفشل ولكن كالعادة الإعلام بيظيط فالظيطة. بعد عزل مرسي والإتيان بحكومة جديدة طل علينا حازم الببلاوي متحدثاً عن أن الحكومة تبحث عن سبل الإستفادة من السد!! في عهد المعزول كان الأمر أزمة وفضيحة ولكن بعد عزله اصبحنا نبحث عن سبل الإستفادة من الأزمة والفضيحة حيث أنها الآن ليست أزمة أو فضيحة.

كل ما قيل يمكن قوله على كل شيء آخر؛ إنقطاع المياه والكهرباء كان سابقاً "فشل" و-"إهمال" و-"الكهربا بتاعتنا بتروح غزة يا جماعة!!!" ولكن الآن "لازم كلنا نستحمل عشان مصر" و-"هو الراجل هيجيب منين ولا منين" و-"أنا مش قادر اديك..مش مش عايز..أنا مش قادر" والإعلام يطبل بعد ما كان رفع الأسعار مستحيل يحصل قبل إرتفاع المرتبات على لسان سيادة الريس.

مع ذلك ستجد من يقوم بالتبرير وهؤلاء هم المنافقون ولكن هذا المقال ليس عن منافقون ولكن هو عن الإعلام وعن نفاق الإعلام لأن هذا الإعلام هو الساكت الآن عن المجزرة التي تحدث من قبل الإحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطنيين ولكن لا يقوم اعلامنا بابلاغنا لأن هذا يعني ضمنياً الإعتراف بعجز السلطة المصرية عن فعل أي شيء تجاه هذه المهزلة أو عدم رغبتها أو أنها "مش فاضية" و-"احنا خلينا في البلاوي اللي احنا فيها" ودة طبعاً بيكون بعد ما يبدأ الهجوم على الآلة الإعلامية المصرية لتجاهلها الجرائم المرتكبة في حق الفلسطينيين.

الحقيقة أن تلك الآلة الإعلامية قامت بعملية تشكيل للوعي والرأي العام في مصر حتى أصبح تقبل تناقضات السلطة شيء عادي لا حرج فيه وحتى أصبح كره المرء لمن هو مختلف عنه شيء بديهي وحتى أصبحت القضية الفلسطينية شأن داخلي فلسطيني لا علاقة له بمصر أو بأمنها وكائن الفلسطينيون دول لا هما اخوتنا ولا جيراننا. 

من حقك أن تتقبل كل ذلك ومن حقك أن تدافع عنه ولكن إعترف فقط أنك مثل الخروف في القطيع وقبل ما تتعصب أنا ماقلتش عليك خروف..أنا قولت انك زيه..الخروف يعني.

كل سنة وانتوا طيبين ومصر أم الدنيا وقد الدنيا.

 


تعليقات