انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: سامح خليل
08 نوفمبر 2014
11184

انتوا مدركين المستنقع اللي بقينا عايشين فيه؟ مدركين حجم الوساخة المتأصلة في الناس قبل ما تكون متأصلة في السلطة؟ مدركين إن احنا في علم موازي؟ طب مدركين إن احنا مهما غيرنا في الدايرة اللي حوالينا أو حتى الدايرة الأبعد اللي احنا قادرين نوصلها إن في أماكن وناس احنا عمرنا ما حنوصلهم ودول هما أساس أي تغيير حقيقي؟ طب كمان مدركين إن أي تغيير إيجابي بتعمله بييجي مكانه تغيير سلبي من عوامل تانية وبتأثير مضاعف؟ كأنك بتحفر حفرة في الرملة على البحر..وتيجي موجة تغرقلك معظمها..وعلى ما تيجي تبدأ تاني تكون إتغرقت كلها.

هل احنا كطبقة أو فئة أو جزء من المجتمع بتسمي نفسها مثقفة ومتعلمة فعلاً مثقفين ومتعلمين؟ أشك. لو كنا فعلاً كذلك ماكناش هنلاقي اللي بيشمت في القتل واللي بيشمت في السحل وإنتهاك الأعراض والإغتصاب. احنا مش قادرين ندرك إن احنا كل شوية بيحصل كارثة...ونهيج ونزعق وبعد كدة نكمل حياتنا عادي جداً وبعدها نفوق على كارثة أوسخ بمراحل.. ومش مدركين إن حتى الزعيق والغضب بتاعنا مش بيوصل أصلاً لحد غيرنا ولو وصل فهو منعدم التأثير! احنا ازاي نسينا إن في كشوف عذرية حصلت في التحرير والموضوع أخد وقته وعدى وإن في بنت إتقلعت في الشارع من عسكري قذر والموضوع أخد وقته وعدى هو كمان..وإن في بنت عندها سنين متتعدش على ايدين تم اغتصابها والموضوع أخد وقته وعدى؟ نسينا إن في ١٠٠٠ روح زهقت في مذبحة رابعة العدوية على مرأى ومسمع من الجميع والموضوع خد وقته وعدى ونسينا إن في ظباط موتوا ٣٧ شخص في عربية ترحيلات ودلوقتي تم تبرئتهم. الصدمة عمت على الكل..والصدمة رد فعلي طبيعي على حجم الجرم اللي حصل ولكن هو احنا فعلاً كنا مستنيين إيه غير كدة؟ الموضوع كان مسألة وقت. 

في ناس من اللي هتقرا الكلام دة هتكون من بدري استغلت الموضوع إستغلال سياسي وكأن السياسة لها أي علاقة من قريب أو بعيد باللي حصل وكأن الإستغلال السياسي لجريمة زي ديه شيء من الممكن تبريره تحت أي بند ولكن هما هيبرروه عشان هما نفس الناس اللي سكتت وأومأت براسها موافقةً على الجرايم السابقة ديه كلها أو حتى كانت شايفة انها جرايم لابد منها من أجل إحكام سيطرة الدولة في سبيل الإستقرار المزيف..الناس ديه أنا لا أكن لها أي ذرة إحترام وانصحهم بعدم الإستمرار في معرفتي لأن معرفتهم ابتلاء.

هل أدركنا خلاص إن احنا مش أجمل شعوب العالم؟ هل أدركنا إن مصر ليست بلد الأمن والأمان؟ وهل أدركنا إن احنا نغوص في الوحل لحد ما الوحل بقى هو المحيط بنا وهو السمة الأساسية للواقع بتاعنا؟ هل فهمنا إن ذكر مصر في القرآن مش معناه إطلاقاً إن احنا شعب الله المختار وإن هو بيحبنا أكتر من غيرنا؟ ويبدو إن اللي بيقول جملة إن مصر مذكورة في القرآن مقراش كتابه المقدس بما يكفي ليدرك أن ذكر مصر لم يكن دائماً بصورة إيجابية؛ فمصر تم ذكرها عند الحديث عن فرعون وجنوده وتم ذكرها في الحديث عن سيدنا يوسف وقضاء مصر الشامخ حينذاك الذي حكم عليه بالسجن ظلماً مع توافر الأدلة التي تبرئه! سبحان الله يا أخي..يعني احنا كدة من زمان بقى! في ناس فعلاً عايشة على أوهام الماضي وعندها إقتناع إن الماضي المضيء كافي للوصول لمستقبل وكأن الماضي الذي لم يشاركوا في صنعه يشفع لهم في فشلهم وكسلهم في العمل على صنع مستقبل حقيقي.

أنا لا أجد أي فخر في كوني مصري! أترى حولك ما يدعو للفخر؟ تخيل شعور أي بنت أو ست شافت الفيديو اللي بيظهر الإعتداء على البنت! أنا اللي ولد حسيت اني انتهكت وإن كرامتي انتهكت..ما بالك بقى لو بنت شافت دة! هتحس بإيه؟ تفتكر ديه لو كرهت الرجالة كلهم تبقى غلطانة؟ تفتكر ديه لو بقت خايفة تمشي في الشارع أو تركب مواصلات أو تمارس حقها في حضور حفلة مثلاً تبقى غلطانة؟ 

سيبوا البلد وامشوا؛ نحن غير مرحب بنا هنا. سيبوا البلد وامشوا عشان رغبتك في الحياة حياة كريمة حقك ومن حقك تدور على حقك في أي مكان على وجه الأرض. مصر ليست أمك ومصر ليست أمي ومصر ليست أم الدنيا ولا أم أي حد والشعب المصري ليس أجمل شعوب العالم ومصر ليست أجمل بلاد العالم. ربنا ماخلقش العالم دة كله لينا عشان نفضل حاصرين وحابسين نفسنا في بقعة من الأرض تحت شعارات زائفة يخترعها الحكام لكي تقوم بدور التسكين للشعوب واقناعهم أن مجرد حملهم للجنسية المصرية مدعاة للفخر لهم. لا يوجد أي سبب للفخر؛ جميع القيم الإنسانية والدينية تم انتهاكها تحت بنود مختلفة تعتبر أعذار أقبح من الذنب وهذا من قبل شعب يقولون عنه أنه متدين بطبعه! أي تدين هذا؟! أنا عندي يقين إن ربنا غضبان علينا واننا أصلاً ماعملناش حاجة عشان نستاهل نبقى في وضع أحسن من كدة. "الثوار" اكتفوا بالتظاهر وكأن أهداف الثورة ستحقق بالتظاهر، و-"حزب الكنبة" إكتفى بالجلوس على الكنبة وتحرك من عليها من أجل تلبية دعوة من شخص وكأن هذا الشخص يحمل في يده عصا سحرية ستخلصنا من مشاكلنا، وال-"سياسيين" اغلبهم إكتفى بركوب الموجة، ومن سموا أنفسهم لبراليين وعلمانيين كانوا أول من إنتهك مبادئ أفكارهم، ومن سموا أنفسهم اخوناً مسلمين خانوا الإسلام وخانوا المسلمين، ومن سموا أنفسهم صوفيين خرجوا على تعاليم الصوفية ودخلوا وحل السياسية، ومن سموا أنفسهم "نخبة" كانوا أحط وأقذر مما يمكن أن أصفهم به، ومن سموا أنفسهم سلفيين وهو إسم يعني الاقتداء بالسلف الصالح أشك أنهم يعلمون حقاً شيئاً عن السلف الصالح. وصلت؟ 

يا عزيزي ماذا تتوقع كنتيجة لكل ذلك إلا ما حدث وما سيحدث لاحقاً والذي سيكون أسوأ بكثير مما رأينا. الحياة تسخر مننا! بعد أن تقوم السلطة بإصدار قانون يجرم التحرش تحدث حادثة إغتصاب جماعي في الميدان الذي يتم الإحتفال به بالرئيس الجديد! الواقع يقف ويخرج لسانه لنا والشيطان أظن أنه هجرنا من زمان؛ مافتكرش إن الشيطان ممكن يفكر يغتصب واحدة. البنت ديه حياتها إتدمرت، البنت ديه ماتت من جوا..البنت ديه مافيش حاجة نقدر نعملها ليها غير القصاص ودة حتى مش هنعرف نعمله في ظل الأعداد المهولة من الحيوانات اللي كانت بتقوم بانتهاكها؛ البنت ديه ضحية البلد ديه والمجتمع دة والناس اللي عايشين فيه..هي الحقيقة دايماً مرة كدة. 

استعدوا لما هو أسوأ واستقيموا يرحمكم الله.

 


تعليقات