انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: سامح خليل
05 نوفمبر 2014
10309

فى ثنايا ضَوء خافِت يتُضِح أنُه صادِر مِن لَمبَه مُوَفِرَة و صَوت ضَجيج من خارِج الشَرفَة ناتِجَ عَن مُمارسَة أسود الأمَة للعُرس الديمقراطى فى وَطنُه مَع تأيد و دَعم مِن الإخوَة الأشقاء للعمليَة الديمُقراطيَة التى إعتادوا على مُمارستها لإختيار رَجُل مِن كُل قَبيلَة حَتى يتناثَر دَم مُحَمد بَين القبائِل ، ظل جالِساً مُتضرِعاً إلى الله عَز وجَل يُناجيه أن يوَلى مَن يُصلِح و لا يَنسى الدُعاء لفَلسطين و لمَصر حَتى تستَطيع القَضاء عَلى إسرائيل أمِلاً فى إستِعادَة الناصِر صَلاح الدين من جَنبات كُتب التاريخ المُرصعَة بحبات التُراب حتى يتثنى لَه صَلاة رَكعتين فى مِحراب الأقصَى قَبل أن يوارى التُراب سَوءَته.
حَتى خَرج عَليه شاب مِن الثوار المُرابطين فى الميادين مُقاطِعاً : إسمها الأرض المُحتلَة يا جِدى ، مفيش حاجَة إسمها إسرائيل ، أو مُمكِن تقول الكَيان الصَهيوُنى #حتما_سنعود لأرضِنا ، فهُنا توَقف النِقاش تماماً و تقَطعَت أواصِر الحَديث لَم ينتبِه الشاب أن هَذا العَجوز لا يُبالى بِما يَقول سواء قال فَلسطين أو إسرائيل أو الأراضى المُحتلَة ، فكُل ما يشغَل بالُه أن ينال صلاًة فى الأقصَى ، لكِن دَع حَديث الشاب الثَورى و أمال العَجوز إلى جانِب الحائِط ، فمِن المَنطِق أنه عِندما تَقول شيئاً يَجِب أن يسبِقُه أو يتبَعُه أفعالاً حَتى تستَطيع الوصول إلى ما تَطمَح إليه دون أن تكون مُجَرد أحلام رومانسيَة.
قَبل أن تُكَشِر عَن أنيابَك و تاخُذَك العروبَة " إركن العروبة شوية" و تفكَر فى عِدَه أسئلَة مِن المُمكِن أن نَطرحها سوياً حَتى نصل لرؤيَه مبدئيَه تِجاه هذا الملف بدايَة ننظُر إلى إشكاليَة التسميَة التى يتصارَع حَولها البَعض ، هل تُسمَى فَلسطين أم إسرائيل؟ هل المُطالبَة بالحَق سَبيل لإستعادتُه؟ هل الفَلسطينين يُريدون أن تعود لهُم أراضيهُم تَحت سُلطتهُم؟ هَل نَحن كعَرب نستحِق أن نتواجَد عَلى هذِه البُقعَة مِن الأرض؟ فدائِماً ما تأخُذنا الحِميَة و الغيرَة حينَما نتحَدث عَن القَضيَة الفلسطينيَة و نُرَدِد شِعارتِنا الرَنانَة و نتضَرع إلى الله عَز وَ جَل لينتَقِم مِن أحفاد القِرَدَة و الخَنازير ، لكِن فى بدايَة الأمرِ يَجِب أن نَنظُر لِحالِنا كأسرَة ، مُجتمَع و وَطن فالأسَر إنصاعَت لأحاديث الإعلام و المُتشَدقين بالثقافَة و الوَطنيَة و جَعلت مِن الإخوة القاطنين فى غَزة شياطين يَجب رَدعهُم و مِن اليَهود قاطنى تَل أبيب شُركاء فى المَنطِقَة و عَلى هذا المِنوال يترَبى النشئ الذى مِن المُفترَض أن يَخرُج مِنُه جَيش تَحرير الأقصى ، و على صَعيد المُجتمَع تَجِدُنا طوائِف مُتصارِعَة من أجل البقاء كَما كان الإنسان فى الحالة الطبيعيَة الأولى ترى الشَباب شُغلهُم الشاغِل هو التحَرُش بالفَتيات ليشعُر برجُولتِه و مِن الكِبار طُغاه عَلى الصِغار دون تَقديم نَصيحه فلا تَجِد مِنهُم سِوَى السَب و القَهر إلا مَن رَحِم رَبى ، أما الوَطن فهو خارِج نِطاق الحياة.
ينتفِض الشاب العَربى إذا قيلت أمامُه دولَة إسرائيل لأنُه غير مُعترِف بِما يُسَمى بإسرائيل فهو مُتمسِك بتسميتها بفَلسطين دون أدنى نِقاش سابِق ، نأتى لنعرِف ماهى الدولَة فى البداية هى "إقليم و شَعب و سيادَة" فدولَة إسرائيل تمتلِك هذه المقومات بعيداً عَن كفيفيَة الحصول على هذا الإقليم سواء بشِراء مساحات مِنُه أو الإستيلاء على البقية بالقوَة العسكريَة ، و تمتلِك سيادَة على كامِل الأراضى التى تَقع فى حدودها أو الحدود الفلسطينية "الضَفة و غزَة" و أضِف إليها السيطرَة على أراضى سيناء ، و شَعب أتى مِن كُل حَدب و صَوب لإقامَة الدولَة اليَهوديَة المنشودَة ، فنَحن الأن بصَدد شِبه دَولتين لهُم حكومات و جِهات تنفيذيَه و لكِن النفوذ الإسرائيلية مُتحكِمَة فيما يصِل للأراضى الفلسطينيَة الحاليَة "المياة ، الكهرباء، الغِذاء" ، المُطالبَة بالحَق أحَد سُبل الحصول عَلى الحَق المَسلوب و لكِن تواِجِهنا إشكاليَة كبيرَة فى إنحِصار مساعينا للإستِرداد الحَق فى المُطالبَة به دون النَظر لكيفيه الحصول عليه أو التَطرُق إلى الأليات التى تُمهِد الطريق خُطوَة خُطوَة تِجاه الهَدف المأمول ، فخرجنا مِن المُطالبَة بالحَق التى تَتبَع العَمل و الخِطَط لإستِرداد هذا الحَق إلى مُجرد إطلاق شِعارات لا تُنسَى تُطرِب الأذان ولكِنها شعارات فِضفاضَة دون أليات فنَحن كعَرب تمَيزنا عَن غَيرنا بالشَعارات و الأشعار دون عَمل.
أماذال الفلسطينين مُتمسكين بأرضهُم و بإستعادتها لسيادتهُم؟ مِن المُمكِن أن تكون إجابَة السؤال المنطقية و العادية " أكيد مُتمسكين بأرضهُم" لكِن لنذهب فى إطروحات بعيدَة عَن الأذهاب بعض الشئ ، الفلسطينين يُقاتلون بَعضهُم البَعض و يتصارعون مِن أجل أن يحكُم فصيل دون الأخَر ما تَبقى من رُفات الوَطن الفَلسطينى فماذا سيفعلون لو إستردوا الوَطن من سُلطات الإحتِلال الفَلسطينى ، السُلطات الإسرائيلية تنتهِك حقوق الفلسطينين يومياً فى الحياة العامَة و المُعتقلات و الحقوق الإجتماعية و السياسية و لكِن هل يوجَد فَرق بين إنتهاك سُلطة الإحتلال للفلسطينين و إنتهاك السُلطات العربية لشعوبِها!! بالطَبع فى الدِوَل العربيَة أبشَع و أضَل سبيلاً ففى سوريا يُضرب المواطنين بالأسلِحَة الكيماويَة و فى مِصر يُغتصَب الرِجال فى طُرقات السجون و إعتقال ما يقرُب مِن أربعون ألف مُعتقَل و ما اكثَر الرَصاص فى صدور الشَباب لمُجَرد إختلافهُم مع رأى السُلطة القمعية ، نَحن كعَرب لا نستَحِق أن نَكون مُتواجدون على أرض فَلسطين فالإسرائليين أحَق بِها فهُم مَن سَبقونا فى إرساء العَدل و تطبيق القانون عَلى المسئولين قَبل أفراد الشَعب فكُل الأفراد هُناك محكومين و لكِن يوجَد فِئَه ترعَى مصالحهُم و تُحاسب إن قصرَت ، هُم مَن إتخذوا مِن العِلم سَبيل التقدُم لتغَلغُل بين أوطاِن واهيَه، هُم يستحِفوها إلا أن نُغير ما بِنا أو يُبدِلنا الله بمَن يُقدِر دَم الإنسان و تُراب الوَطن ، لَن تستطيع العودَة دون الإعتراف بالإنتكاس الذى نعيش فى طياتُه مُنذ عُقود طويلَة إذا أردتُم العودَة فإعملوا حَتى تستحِقوها.
مِن المُمكِن أن تكون نظرتى للقضيَة نظرَة واقعيَة و مِن المُمكِن أن تُدرَج فى إطار النظرَة المُتشائِمَة بعض الشَئ ولكِنها تقتصِر عَلى الإطار السياسى و تبتعِد كُل البَعد عَن تربيَة النشئ ، علِموا أبنائكَم أن فَلسطين أرضهُم حَتى و إن تخَلى عَنها مسئولين فَلسطينين فمُنذ مَتى كان الحُكام العَرب سِوَى مُجَرد عَبيد للسياسات الغربيَة المُتحكِمَة فى مصائِرنا مُنذ قديم الأزَل ، علمُهُم أن الوَطن نِتاج لكرامَة الشعوب و دون ذلِك فهو سِجن أو حظيرة يقطنها الخِراف تأكل و تُشبِع شَهواتِها دون معرِفَة سَبب وجودهُم فى الحَياة ، عَلِموا أبنائكُم أن يفنوا عُمرهُم فى البَحث وراء سَبب وجودهُم فى الحياة و دورهُم الذى رَسمُه رَب البريَة علموهُم أن يَعملوا حَتى يستحِقوا العودَة و إجعلواها تُطرِب أذنهُم "تَحرير الأقصى نتيجة لتحرير القاهِرَة".
 
 

تعليقات