انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: سامح خليل
05 نوفمبر 2014
11964

فكرت عن ماذا أكتب لشباب مثلي، وترى أي شيء يتوقعون أو يأملون قراءته؟ خاصة لأحد يقرأون له للمرة الأولى، والتي أدعو الله ألا تكون الأخيرة.
هل أحدثكم عن السياسة؟ .. لا.. سأدع ذلك لبقية الـ90 مليون مصري.
عن الحب؟ .. كفانا لغوصة في الجرح.
عن التعليم؟ .. ما لجرح بميت إيلام.
عن العمل؟ .. العمل عمل ربنا.

عن ماذا أكتب إذن ؟
سأكتب عن الحياة !
ولأنني مغرمة بالحكي سأحكي لكم قصة من الحياة.
بينما كنت أتمرمغ في أعمق معاميق اليأس، وأتدحرج في منحدرات الاكتئاب، وأجتر دموعي على أسفلت الواقع .. إذ فجأة شاهدت فيلماً عن فتاة بلا مأوي .. فانفرجت أساريري .. ولملمت دمعاتي المتشردة ونثرت الغبار المتراكم على المكتب وصرخت صرخة طرزانية بحتة وووو فلنكمل القصة فبعضكم بدأ يتثاءب .. آه شايفاكم.

كانت هذه الفتاة تعيش في أسرة طبيعية عادية فأبواها مدمني مخدرات، أمها مصابة بالشيزوفرينيا، والدها ذكي عديم الضمير والمهارات الاجتماعية، وكانا يتعاطيان المخدر في المطبخ وغرفة المعيشة على مرأي ومسمع من الفتاة وأختها كأي أسرة طبيعية عادية.
انتهى الأمر بأن أصيب الأبوان بالإيدز، وانتقلت الفتاة للعيش في مركز رعاية، ثم انتقلت مع أمها وأختها وجدها الذي كان ينتهك أمها جنسياً. وبعد مواجهة عنيفة مع الجد هربت الفتاة مع فتاة أخرى كانت تتعرض لانتهاكات أيضاً في منزلها؛ لتصبح حينها في عمر الخامسة عشر بلا مأوي بعدما كانت بدون تعليم.

هنا القصة لا يوجد فيها ما يثير الاهتمام_ تبا لكِ يا ماجدلينا لما أنتِ عديمة القلب هكذا- المهم هنا تبدأ الأحداث بأخذ تويستاً محبباً بوفاة الأم مما سبب صدمة للفتاة.
ففكرت في حياتها وسألت نفسها ماذا لو؟ .. لو لم تدرس ستبقى بلا مأوى مثلما كانت أمها في مثل عمرها بلا مأوى وهكذا كانت جدتها أيضاً. ماذا لو درست حتى لو كل الدلائل تنبئ بالفشل؟. وهنا تقرر أن تكمل تعليمها، طرقت الأبواب ورُفضت. وبعد ربع ساعة تقريباً من الفيلم قبلت في مدرسة، واجتهدت في أنها استطاعت ضغط سنوات الدراسة في سنتين فقط. وتقدمت على منحة مقدمة لفرد واحد للدراسة بجامعة هارفرد وقُبلت بها.
الفكرة ليست نجاحها _هنا بقى الحتة السيريوس _ الفكرة هي قرارها وتفكيرها الذي أوصلها للنجاح.

هل سمع أحد منكم عن أختها؟ .. هل يتذكر منكم صديقتها التي هربت معها؟ .. لا، لأنهن لم يفكرن ويفعلن مثلها. إذن فهي ليست الظروف ولا المؤهلات ولا الإمكانيات ولا الماضي العصيب.
الفتاة اسمها "ليز موراي"، والفيلم "Homeless to Harvard"، وكتابها الذي يؤرخ تجربتها اسمه "Breaking Night".
سأنهي بكلمات ليز موراي نفسها _ والتي أراهن أنكم سمعتموها أكثر من مرة _ تقول ليز: "لن يفكر أحد أن هذا ممكن إلا إذا فعلته .. لن تدرك أبدأ أنك تستطيع ما لم تحاول .. وهذا هو الرائع في الحياة أن لا أحد يعرف .. فكل يوم هو فرصة أخرى.
قل معي .. لحظة جديدة .. فرصة جديدة".
 

تعليقات