كتب: يحيى خليفة
أطلقت وزارة الشباب والرياضة هذا العام مسابقة "إبداع 6" بمشاركة 137 جامعة وأكاديمية ومعاهد عليا و6500 طالب وطالبة؛ فهي مسابقة تشمل العديد من المجالات الأدبية والفنية والثقافية والعلمية، ومجال الفنون التشكيلية، والمجال الفني، كما تضمنت المسابقة عدة مجالات من أنواع أخرى مثل الأفلام القصيرة، مجال المراسل التليفزيوني والإذاعي الدوري الثقافي المعلوماتي، الطالب والطالبة المثالية، ولأول مرة إضافة مجال الابتكارات العلمية.
قالت رئيسة الإدارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية لدى وزارة الشباب والرياضة والمشرف العام على مسابقة إبداع الدكتوره أمل جمال سليمان، إن المسابقة شهدت تطور هذا العام من حيث عدد الجامعات والطلاب المشاركين وإضافة مجالين هما الابتكارات العلمية والطالب المثالي، موضحة أن القيمة المالية لجوائز الفائزين هي 4.5 مليون جنيه إلى 800 طالب.
وأشارت "أمل" إلى "شفاف" أنه سيتم دعم الفائزين في المجالات المختلفة بعد انتهاء المسابقة، فعلى سبيل المثال سيتم طباعة الأعمال الأدبية الفائزة بالتعاون مع دار المعارف، وفي مجال الغناء سينضم الفائزين أوركسترا وزارة الشباب والرياضة، لافتة إلى أن المايسترو سليم سحاب تعهد بالتعاقد معهم للمشاركة في حفلاته المختلفة، أما في مجال المراسل سيتم دعم المشاركين لحضور دورات تدريبية بالتعاون مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون وترشيحهم لبعض القنوات.
وأوضحت أن هذا الدعم بمختلف أنواعه يحصل عليه أغلب الفائزين في جميع المجالات، ويتم إرسالهم لتمثيل الوزارة في المحافل الدولية والمحلية كأسبوع الإخاء بتونس لحضور ملتقى الموسيقى العربي.
وأكدت على دور الوزارة في دعم إبداع الشباب بمثل هذه المسابقات للقضاء على الإرهاب والتطرف، وتفعيل التعاون بين الوزارة والمؤسسات المختلفة، فعلى سبيل المثال في مجال الابتكارات العلمية دعمت أكاديمية البحث العلمي المشاريع القابلة للتنفيذ بمبالغ مالية، كما حضر وزير الإنتاج الحربي وشاهد الكثير من ابتكارات الشباب وقد تعهد بوجوب دعم وزارته للمشاريع من خلال مصانع الدولة لمثل هذه المشاريع التي ستخدم مصالح الدول.
وأوضحت ضرورة تعاون المؤسسات والوزارات المختلفة لدعم شرائح مختلفة، فمثلا إذا كانت وزارة الشباب تهتم بإبداعات الهواة، على حد قولها، لأنهم ما زالوا طلاب ووزارة الثقافة تدعم إبداعات المحترفين فهذا يخلق حالة من التكامل، كما أن هناك مسابقات أخرى ترعاها الوزارة في مراكز الفنون المختلفة وبالتعاون مع جريدة أخبار الأدب.
وأوضحت أن الفائز الأول في المجال الفردي يحصل على 20000 ألف جنيه، وفي المجالات الجماعية يتم منح مبلغ كافي لأن يحصل كل فرد في الفريق على 5000 آلاف جنية على الأقل مضروبة في عدد أعضاء الفريق.
وأشارت إلى أن جميع المشاركين يعتبروا فائزين بوجودهم في هذا النشاط ومشاهدة عروض زملائهم المختلفة وتعليقات لجان التحكيم، وأن الوزارة تنوي التواصل مع الحاصلين على المراكز الأخيرة لتوفير الدعم المعنوى لهم.
قال الطالب بكلية الصيدلة جامعة أسيوط والفائز بالمركز الثاني في مسابقة شعر الفصحى عن قصيدة "خبر الريح" محمد شوقي، إلى "شفاف"، إنه يشارك في مسابقة إبداع منذ الموسم الثالث مرورًا بالرابع والخامس والسادس، وأنه فاز من قبل في الموسم الثالث بالمركز الثالث.
وأوضح أن تعليق اللجنة هذا العام كان مرضي بالنسبة له ومبشر لكتاباته وترشيحه للفوز هذا العام بشكل يعتز به، مشيراً إلى أن ثلاثة نصوص فقط حازت إعجاب اللجنة والباقي لا لاختلاف أذواق وآراء البعض، لافتاً إلى أنه على مدار الأربع مواسم الذي شارك بها كان غير راضي عن بعض اختيارات اللجان حتى في المرات التي فاز فيها وليس في مجال شعر الفصحى فقط لكن في شعر العامية أيضًا، وقد يكون مخطئ ولكن هذا رأيه الشخصي في مقابل رأي اللجنة.
وأشار إلى أهمية مسابقة إبداع بالنسبة للطلاب المشاركين، لأنه احتكاك وتواصل جيل من الشعراء في سن الجامعة عن طريق الإقامة التي توفرها الوزارة لهم على مدار أيام المسابقة لمدة نصف أسبوع أو أكثر، وأن هذا بالطبع يوجد حالة إيجابية للتعرف على تجارب الآخرين واستفادة من هو مبتدئ بغيره من المتقدمين في المستوى بالإضافة إلى الجائزة المادية بالنسبة للفائزين.
واختتم "محمد" حديثه أنه صدر له ديوان "دمعة تفك حصارين" عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عام 2017، كما حصل على عدة جوائز أخرى في الشعر منها المركز الأول في أسبوع شباب الجامعات المصرية.
قال الطالب بالفرقة الثالثة بكلية التجارة جامعة الإسكندرية والفائز بجائزة المراسل التليفزيوني محمد ناجي، إنه يشارك في مسابقة إبداع منذ موسهما الثالث، وقد حصد فيها المركز الثاني ولكنه لم يوفق في الموسم الرابع والخامس، لأن اللجنة كانت تطلب تقارير مصوره بمواصفات معينة، ولم يستطع استكمال الشروط.
وأضاف إلى "شفاف"، أنه كان يعمل في الفترة من الموسم الثالث حتى السادس على صقل مهاراته الإعلامية المختلفة بالدورات التدريبية والممارسة حتى شارك بالموسم السادس الذي أشادت به لجنة التحكيم بتطورة ومجهودة عبر السنوات السابقة، للوصول إلى مستوى محترف ومبدع ولا يقل كفاءة عن تقارير القنوات المتخصصة، وذلك وفقاً لحديث جميع أعضاء لجنة التحكيم.
وأشار إلى "شفاف" أن التقرير الذي شارك به مدته حوالي 3 دقائق، يحاكي بها قصة الشاب متحدي الإعاقة إسلام مدبولي، الذي صار نموذج متميز للنجاح في تحدي الإعاقة وأصبح مدرب تنمية بشرية يعطي محاضرات تحفيزية.
وأضاف أن المسابقة كان يوجد بها الكثير من القيم التنافسية الشريفةعن طريق مساعدة الطلاب لبعضهم البعض قبل وأثناء المسابقة في إنجاز التقارير وتبادل النصائح بين المتسابقين لتعم الفائدة.
ولفت إلى دور الدولة والمؤسسات المختلفة في دعم المسابقة، لأنها تلعب دور هام في إظهار المواهب الإعلامية على الشاشة من خلال المسابقة وتوفير بعض الدورات التدريبية بسعر مدعم، والقنوات المتخصصة توفر فرص لمثل هؤلاء الشباب للعمل الاحترافي.
استخدث هذا العام دخول المجال العلمي ضمن الابتكارات العلمية، فقال الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة جامعة حلوان محمد حسن، إلى "شفاف"، إن فريقه اللمكون من خمس طلاب جميعهم في الفرقة الرابعة بقسم هندسة الاتصالات بكلية الهندسة حصلوا على المركز الأول بقيمة جائزة مئة ألف جنية توزع عليهم.
وأوضح "محمد" أن المشروع الفائز كان في البداية فكرة مشروع تخرجهم في الكلية وعندما علموا بالمسابقة بذلوا المزيد من الجهد لكي يتمكنوا من الانتهاء منه قبل بدأها، مشيراً إلى أن فكرة الابتكار عبارة عن نظارة "موبايل أبلكيشن" يستخدمها مريض التوحد تحت إشراف طبيب متخصص لتساعده على النمو الاجتماعي ومساعدته على التفاهم مع الآخرين والتحكم في انفعالاته عن طريق بعض الإشارات التي تظهر له وتحفزه على التركيز.
وأضاف أن تفاعل المشاركين في المسابقة كان إيجابي جدًا، مشيراً إلى أن المتسابقين بإدارة الأعمال والبيزنس نصحوه بتسويق مشروعه بشكل أفضل لتميزه، كما أن لجنة التحكيم كانت متعاونة ومدركة لمشكلة المشروع الخاص بهم مما ساعدهم بشكل كبير على التواصل والتفاعل وتقدير قيمة هذا الابتكار.
وأشار إلى أن أغلب المشاركين قد فازوا؛ فمنهم من فاز بالجائزة الجماعية الخاصة بوزارة ومنهم من فاز بالجائزة الفردية، ومنهم من فاز بجائزة أكاديمية البحث العلمي بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وأيضا منح للسفر إلى أندونيسيا، مشيراً إلى أن أغلب المشاريع كانت ذات جودة، ولكن ما يميز مشروعهم من وجهة نظره، هو ارتفاع قيمته الإنسانية من حيث الضرورة وتلبية احتياج مريض لا يستطيع أن يعيش بشكل طبيعي، ليس مجرد رفاهية لشخص طبيعي.
اقرأ أيضًا :
طلاب جامعة الأزهر يحصدون المراكز المتقدمة في مسابقة "إبداع 6"