انشاء حساب



تسجيل الدخول



باحثة أمريكية: "توتر وخوف الطلاب يؤثر على استيعابهم الدراسي"

صورة تعبيرية
كتب بواسطة: عبلة عاطف
11 مارس 2018
2561

ترجمة مقال "How Teachers Can Help Immigrant Kids Feel Safe" للباحثة الأمريكية في مجال التعليم والمتخصصة في علاج أمراض القلب، ايمي ايفا، نقلاً عن مجلة "Greater Good Magazine".

 

يشعر العديد من الأطفال والطلاب المهاجرين والوافدين من البلاد المختلفة، بالتهديد والتوتر، بسبب الخطابات المناهضة للهجرة والمعادية لهم في بعض الأماكن، وتتناول الباحثة في المقال سرد طرق لتعامل المعلمين مع الطلاب بهدف مساعدتهم للشعور بالأمان والاستقرار في بلد ليست مسقط رأسهم.
 

"ماذا يحدث إذا أخذوا والدي؟ هل سيأتون إلى المدرسة لأخذي؟ ماذا لو ضربوني؟"، قالت الباحثة إن هذه هى أكثر الأسئلة التي يطرحها الطلاب على المعلمين، وفقاً لاستطلاع قامت به في مدينة سياتل الأمريكية، الموجود بها العديد من الطلاب المهاجرين غير شرعيين أو الوافدين.
 

وتابعت "ايفا" أن في استطلاع أجُري بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لأكثر من 10 آلاف معلم أمريكي عن أبرز تساؤلات الطلاب، بلغ 80% من تساؤلات الطلاب تظهر قلقهم وخوفهم، وأكدت النتائج أن الأسباب الرئيسية لشعورهم القلق تتمثل في الترحيل أو الانفصال الأسري.
 

وسردت أن إحدى المعلمات في تكساس طلبت من طلابها الوافدين، الكتابة أو الرسم عن مشاعرهم، فكتب طالب "أنا غاضب وحزين"، وكتب أحد الأطفال"أنا خائف جدا"، لذا تنصح الباحثة المعلمين التشاور مع منظمات المجتمع المحلي للتعامل بالطريقة المناسبة مع هولاء الطلاب، وتوفير الدعم النفسي اللازم لتحقيق استقرار وأمن الطلاب.
 

وقالت الباحثة إنه لا يمكن للدول أن تمنع الطلاب من حقهم بالتعليم، بغض النظر عن وضع الهجرة، وتابعت أنه بموجب القانون الفيدرالي الحالي، يتمتع جميع الطلاب بحق قانوني في التعلم، لذا يجب على المعلمين التأكيد للطالب على انتمائه إلى المدرسة والفصل الدراسي وأنه لا يختلف عن أي طالب أخر.

 

وأكدت أنه يجب على المعلمين السماح للطلاب بفرصة التعبير عن أنفسهم ومشاعرهم، حتى إذا لم يُسمح لهم بمناقشة موضوعات الهجرة في الفصل الدراسي، يمكن أن يتم ذلك في أماكن مناسبة للطلاب للتعبير عن مشاعرهم، كما أوضحت ضرورة أن يطلب المعلمون من الطلاب المشاركة في الأعمال الفنية، والانخراط في أنشطة الكتابة التعبيرية التي تركز على تسمية الأفكار والمشاعر.
 

وطالبت "ايفا" المعلمين بوضع خطة للتعامل مع الطلاب الوافدين والمهاجرين، لمساعدتهم على الشعور بالاستقرار والأمان، مستكملة: "يعلم المعلمون أن العقول الخائفة هى عقول مختطفة، ومن المؤكد أن الأطفال الذين يشعرون بالتهديد من قبل شخصيات السلطة لا يستعدون للتعلم"، وأكدت أن الشعور بالتوتر والخوف يقلل من وظائف استجابة العقل للانتباه، واحتفاظ الذاكرة بالمعلومات على المدى البعيد.

 

وفي نفس السياق، أضافت: "هناك عدد من طرق الاسترخاء التي يمكن دمجها في بداية اليوم الدراسي، أو في الفترة ما بين الفترات الدراسية، على سبيل المثال، جرّب تمرينًا لمدة دقيقتين، حيث يمكنك توجيه الطلاب إلى التنفس لمدة من ثلاث إلى خمس ثواني لتنظيم عملية الشهيق والزفير والتي لها تأثير مهدئ على أجسامهم وقدرتهم على التركيز والاستيعاب".

 

وتابعت أنه بالنسبة للأطفال الذين يكونون أقل راحة، ويلاحظ المعلمون ذلك على أجسامهم أو أنفاسهم، يمكن  لمعلميهم إجراء هذه التمارين من خلال جعلهم يوجهون انتباههم إلى شيء خارجي لأجسامهم مثل الصوت داخل أو خارج الغرفة، أو تقديم لهم أداة للضغط مثل كرة أو قطعة من الطين، كذلك تساعد تمارين وممارسات اليوجا البسيطة في تخفيف التوتر واسترخاء الجسم. 


وحذرت الباحثة المعلمين، من إجبار الطلاب على ممارسة الأنشطة وأن يعتمدوا على اقناعهم، وأن يجعلوا جميع ممارسات الاسترخاء اختيارية، كما أن للطلاب الحرية في إبقاء أعينهم مفتوحة بدلاً من إغلاقها خلال جميع الأنشطة.

 

كما أشارت إلى أن شعور الطالب بالاستقرار والانتماء، إلى الفصل الدراسي الذي ينتمي إليه يعطي نتائج إيجابية على العملية التعليمية، مضيفة: "يستجيب الطلاب بشكل إيجابي عندما نخلق شعورًا بالثقة في غرفة الصف التابعة لنا، وإذا كان الطلاب يتلقون الرسالة بشكل منتظم عن أهمية دوره بالفصل الدراسي، فمن المرجح أن يشعروا بمزيد من الأمان".

 

ويستطيع المعلمون بتنظيم بعض الممارسات تعزيز الترابط بين الطالب وزملائه، على سبيل المثال، الجلوس في وضع دائري عن الاستماع للدروس بالفصل، والتي فيها يتقاسم الطلاب مجموعة واسعة من الموضوعات والاحتفال بالنجاحات، ومواقف السعادة ومناقشة الغضب والحزن والعرق وعدم المساواة والصدمة.
 

وأضافت أن عقد جلسات الاستماع الفعّال بين الطلاب، ومناقشة أفكارهم ومشكلاتهم والأنشطة سوياً، يوفر الألفة والترابط بينم وبين زملائهم، وتابعت أنه تم تصميم ممارسات الدائرة لتوفير مساحة للاستماع النشط كأحد أنشطة الهوية المشتركة.
 

وقالت: "عندما يشعر الطلاب بالغربة والعزلة، ويجلسوا معاً للتحدث والاستماع والمناقشة، سيستفيد جميع الطلاب من الاستماع إلى قصص بعضهم البعض، ومشاركة لحظات الاتصال".
 

وأشارت إلى أن الأهم من شعور الطالب بالاستقرار أو الترابط مع زملائه، أن يتم التركيز على كيفية مساعدة الطلاب ليشعرون بالسيطرة على حياتهم، متابعة: "إذا كنا نريدهم حقًا أن يلعبوا دورًا في ديمقراطيتنا، يمكننا أن نوفر فرصًا للعمل الإيجابي والدفاع داخل مدارسنا".
 

وأضافت: "لقد حان الوقت لمضاعفة الجهود، للتركيز على تطوير السلوكيات الاجتماعية الإيجابية في مباني المدارس، يمكننا المشاركة في إنشاء بيئة تتمحور حول العلاقات بين الطلاب والمعلمين والموظفين، والمفتاح هنا هو التركيز على طرق تشجيع مشاركة الطلاب بدلاً من اتباع نهج من أعلى إلى أسفل".
 

وعن مشكلات الطلاب المهاجرين والوافدين، قالت الباحثة إنه يجب التعامل مع مخاوف الطلاب غير المسجلين وعائلاتهم، وتوفير المنافذ المناسبة لأفكار ومشاعر الطلاب، ورعاية التواصل في غرفة الصف، وتشجيع أصوات الطلاب وأفعالهم.
 

واختتمت "ايفا" مقالتها مطالبة المعلمين، تطوير خطتهم للتعامل مع الطلاب، متابعة: "يحتاج طلابنا المهاجرين، أكثر من أي وقت مضى، إلى اختبار الشعور بالسلامة والمجتمع في المدرسة".

 

وفي نفس السياق، قال الدكتور العيد بوعكاز، الباحث في جامعة مالمو وستوكهولم، والمحاضر في علوم التربية وشؤون المدارس، التي تضم نسبة عالية من أبناء المهاجرين، ويرأس حالياً البعثات العلمية الخاصة بالطلاب الوافدين الجدد وعلاقتهم بالمدرسة السويدية، إن أهم الإشكاليات التي تواجهها المدارس السويدية عند تعليم وتنشئة الأطفال الجدد هى قضية النقد والتعبير عن الرأي.

 

وتابع في حواره لموقع "الكومبس" أن دراسته عن الطلاب المهاجرين، أكدت أن الطفل القادم من دول العالم الثالث، لا يستطيع أن ينتقد المادة العلمية التي يقدمها المعلم، أو إعطاء رأيه في مادة معينة، على عكس الطالب السويدي الذي يستطيع مناقشة معلمه وإعطاء رأيه بكيفية تقديم المعلومات له والطريقة المناسبة.

 

وأوضح أنه يُجري إعداد العديد من الأبحاث حول الوافدين الجدد من الأطفال، حيث وجدت الأبحاث أن المدرسة لا تقوم بإجراء عملية جرد للتنشئة الاجتماعية والتكوين الديمقراطي السابق للطفل، وأكد أن المسؤولون بالمدارس السويدية، لا يدركون أن الطفل الوافد اعتاد الحفظ والتكرار، عكس التعلم في السويد الذي يعتمد على التفكير والمناقشة والعمل ضمن مجموعات صغيرة، وإجراء أبحاث وأوراق للعمل.

 

ويذكر "بوعكاز" أن أحد الطلاب قال له أن تصرفاته غير المسؤولة في المدرسة، هى انتقاماً من شخص المعلم في بلده، ولذلك أكد أن المدارس السويدية يجب أن تفهم التنشئة الاجتماعية للطفل الجديد، بالإضافة إلى التركيز في بداية دخول الطفل إلى المدرسة على التربية الاجتماعية، والمفاهيم المتبعة في السويد واحترام القانون، وكيفية المطالبة بحقوقه والتزامه بواجباته ومسؤولياته.

 

وفي رده على سؤال حول مشكلة الاندماج في المدارس بين الطلاب الأجانب والسويديين، يشير إلى أنه في بلدية مالمو عندما تم دمج مدارس ذات الكثافة الأجنبية مع مدارس الطلاب السويديين، كانت المشكلة عدم تقبل جميع الطلاب السويديين للطلاب الأجانب والعكس، أي كان الموقف متبادل بينه الطلاب.

 

وأضاف "بوعكاز" أن المدارس السويدية لم تنجح في عملية ادماج الأطفال الجدد في المجتمع، لأنها رفضت هوية الطفل الاجتماعية والثقافية المكتسبة من بلده، بسبب قيام المعلمين بمحاولات تغيير الطفل الجديد إلى طفل سويدي غير معروف الهوية، من خلال العمل على إنكار وإلغاء هويته الأصلية، وعدم السعي لإجراء تكامل بين الهوية الأصلية والهوية السويدية.

 

اقرأ أيضًا :

منحة ممولة لشباب الفنانين بالولايات المتحدة الأمريكية بدون "تويفل"


تعليقات