واقعة تداولتها المواقع الإخبارية خلال اليومين الماضيين لتعوق ماراثون امتحانات الفصل الدراسي الأول من الانقضاء بسلام بجامعة بنها، حيث شهدت الجامعة تسريبًا لامتحان مادة النحو والصرف للفرقة الأولى بقسم الإعلام كلية الآداب داخل لجان الامتحان.
الأمر الذي آثار غضب طلاب الكلية بشكلٍ واضح؛ حيث ظهر ذلك من خلال منشوراتهم، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فأرجع الطلاب تلك الواقعة إلى الطلاب الوافدين "الكويتين"، وترددت أنباء حول رغبة رئيس الجامعة الدكتور السيد القاضي في إعادة الامتحان مرة أخرى.
منشور طالبة على موقع "فيسبوك"
"ضمت جامعة بنها خلال السنوات الثلاث الأخيرة عددًا كبيرًا من الطلاب الوافدين من دولة الكويت بشكلٍ خاص، ويُلحظ تغيبهم طوال العام وتواجدهم خلال فترة الامتحانات فقط مع وجود تسهيلات كثيرة في عملية الغش"؛ كانت تلك كلمات طالب الفرقة الأولى (ع.حمدي)، مؤكدًا أن هذه الواقعة تتكرر دومًا، مشيرًا إلى أن الطالب الكويتي يحصل على الامتحان مُجاب عنه في نصف الوقت_ على حد قوله_.
منشورات الطلاب
كما تابع حمدي، إلى "شفاف"، "المرة دي الامتحان انتشر أسرع من البرق، والنحو اتسرب أسرع لأنه أطبع بره، وأحنا اتكلمنا كتير بس إيه الفايدة"، وأكد على رفضه التام لفكرة إعادة الامتحان مرة أخرى، ذلك لأنه اجتهد طوال الفصل الدراسي حتى يحصل على تقديرات مرتفعة، وإعادة الامتحان ظلم للطالب المصري على الأخص.
وذكر الطالب أنهم دفعة تسريبات "شاومينج" وقد اعتادوا على هذا الأمر، ودائمًا يلاحظوا التسهيلات التي يقدمها المراقبون داخل اللجان للطلاب الوافدين من خلال الغش عبر الهواتف المحمولة، الكُتب الدراسية، والمذكرات، وهذا الأمر بالطبع ممنوع منعًا باتًا داخل اللجان الأخرى.
الطلاب الوافدين أثناء الغش من الهاتف المحمول
ومن ناحية أخرى، ذكر أحد الطلاب أن الامتحان يُسرب في منتصف الوقت ويحصل عليه الطلاب الوافدين وخاصة الكويتين، وهذا الأمر الذي اكتشفه أحد الطلاب عندما انتهى من الإجابة على الامتحان وشرع في تسليم ورقته والخروج من اللجنة، قائلًا "فكرة إعادة الامتحان مرفوضة تمامًا بالنسبة لهم".
وأضاف، إلى "شفاف"، أنهم قرروا تنظيم مظاهرات اعتراضًا على ما يحدث داخل أسوار الكلية من غياب تام للإدارة، لكن سريعًا ما أدركهم الخوف من أن يتعرضوا لأذى أو يُتهموا بفعل الشغب.
منشورات الطلاب
وفي سياق متصل، عبرت إحدى الطالبات عن غضبها، من خلال منشور لها عبر الجروب الرسمي لطلاب الفرقة الأولى على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلة "حسبي الله ونعم الوكيل بجد على اللي بيحصل ده، يعني علشان الكويتي بيدفع 70 ألف في الفصل الدراسي واحنا بندفع 200 بس فيغش".
فيما سردت حوارًا دار بينها وبين مجموعة من المراقبات، حيث قالت لها أحدهم" أحنا بناخد الفلوس نفيد بيها مستشفى الجامعة والكلية"، ونهرتها الأخرى قائلة "دول بهايم، وبعدين حقهم يغشوا الكويتي بيدفع 70 ألف أنتي بتدفعي كام؟".
المنشور الخاص بالطالبة
وفي سياق أخر، صرح دكتور مادة الصرف والنحو المسربة الدكتور بقسم اللغة العربية سامح عمر، أن ما حدث لن يسميه إلا "غش جماعي" وهو غير مسؤول عنه بالمرة، فتسريب الامتحان يحدث عندما تكون ورقة الأسئلة في يد الطالب قبل موعد الامتحان، وهذا لم يحدث قط، فقد سَلم أوراق الامتحان بعد طباعتها في مظروف مغلق للكنترول ولم يطلع عليه أحد.
كما أضاف عمر، في تصريح إلى "شفاف"، أن الطالب الكويتي يدخل لأداء الامتحان ويجد من ينتظره في الخارج ليتواصل معه ويرسل له نماذج الإجابات، وعبر عن غضبه من هذا الأمر قائلًا "الكويتي لو خدت منه موبايل بتلاقي التاني ولو خدت التاني بتلاقي الثالث موجود، والكلام ده أنا قولته لرئيس الجامعة".
فيما أصدرت جامعة بنها بيانًا تناقلته الصُحف المصرية، ذكرت فيه قرار الجامعة بشأن إحالة واقعة تسريب امتحان اللغة العربية للفرقة الأولى بكلية الآداب لكلية الحقوق لمباشرة التحقيق، وموافقة مجلس الجامعة على الاستعانة بلجنة من كلية الآداب بجامعة عين شمس لتصحيح أوراق الإجابة وتقديم تقريرها لرئيس الجامعة، وسيتخذ القرار بناءً على ما توصلت إليه اللجنة.
وقال رئيس جامعة بنها الدكتور السيد القاضي، خلال البيان، "إنه ليس لدينا ما نخفيه، وليست لنا مصلحة في عدم التصدي لأي تجاوز"، وأوضح أن سمعة جامعة بنها وسلامة العملية التعليمية بها فوق كُل اعتبار وأن القرار الذي سيتم اتخاذه يتوقف على ما تتوصل إليه اللجنة وما تراه عند تصحيحها لأوراق الإجابة وهي التي ستقرر هل هناك شبهة في تسريب الامتحان أم لا".
هذا وقد أُثيرت قضية أخرى في نهاية العام الدراسي الماضي داخل قسم أول بنها، حول واقعة حصول مدير إدارة الأمن بأحد الكليات الأدبية بالجامعة على رِشوة من طالبة خليجية في مقابل حصولها على تقدير عام امتياز في عامها الأخير بالكلية، وذلك فور علمه بأنها مصابة بمرض خبيث وتتابع مع مجموعة من الأطباء المصريين، وعند ظهور النتيجة وجدت أنها لم تحصل على التقدير المتفق عليه، كما طالبته بالمبلغ لكنه أبى الدفع وحررت محضر ضده.
كما أضافت في المحضر أنها تمتلك تسجيلات وأوراق تفيد حصوله على هذا المبلغ، وأنها تتلقى تهديدات كثيرة جراء البلاغ الذي تقدمت به، مشيرة إلى أنها قدمت تلك التسجيلات والأوراق إلى هيئة الرقابة الإدارية في بنها ومدينة نصر، وطلبت مواجهة المتهم بالشهود أمام النيابة، وقال المتهم في تحقيقات النيابة إن جميع الاتهامات عارية من الصحة وإنه لم يتحصل على أي مبالغ مالية.