انشاء حساب



تسجيل الدخول



"حرب بين دولتين وسقوط 4000 قتيل وانتحار طفلة".. نتائج متوقعة لأحداث الشغب

صورة أرشيفية لممارسات المشجعين في الملاعب الرياضية
كتب بواسطة: عبلة عاطف
20 أكتوبر 2016
11899

تعددت حوادث الشغب بالملاعب الرياضية العربية والعالمية، وكانت النتيجة الخسائر الفادحة بإزهاق أرواح مشجعيين، وأحيانًا لاعبين، مما يؤدي إلى تكسير وتدمير للملاعب بلا داعي سواء كان بسبب التعصب الرياضي>

 

وفي بعض الأحيان الصدفة كانت هي محرك المأساة، كما لم يكن في مخيلة كلًا من اللاعب والمشجع انتهاء المباراة بمثل هذه النهايات من وفيات، وإصابات، كما لم يتوقعوا تحول الأمر من ممارسة رياضة ومتابعة من قبل المشجعين إلى كارثة بشرية.

 

وفي ذكرى أسوأ كارثة رياضية في روسيا والمنتهية بسقوط 340 قتيلًا نتيجة التدافع بملعب "لوجينكي" بموسكو أثناء حضور مباراة فريقي "سبارتاك" الروسي و"هارلم" الهولندي، وكانا في المرحلة الثانية من كأس الاتحاد الأوروبي 1982.

 

وحدثت الكارثة قبل دقائق قليلة من نهاية المباراة حيث كان الفريق السوفياتي فائزًا بهدف مقابل لا شئ، حيث بدأ الجمهور بمغادرة المدرجات، والخروج من باب واحد كان هو المتاح لدواع أمنية من أصل 4 أبواب في الملعب، وفجأة سمع المشجعيين هتافات من داخل المدرجات تدل بأن الفريق الهولندي سجل هدف التعادل في اللحظات الأخيرة.

 

ونتيجة لما حدث عاد الجميع لمتابعة وقت المباراة الضائع، وأثناء العودة تداخل العائدون بمن كانوا في طريقهم للخروج، وبدأ تدافع شديد منذ لحظاته الأولى، إلى درجة أن كل واحدًا منهم لم يكن يعرف اتجاهه الصحيح للخروج أو الدخول.

 

من بعدها تطورت الأمور إلى الأسوأ، وراح العشرات يدوسون على من وقع أرضًا، وبعضهم راح يشد شعر الآخر من شدة الخوف أو يجذب أحدهم ذراع سواه، وهناك من مات اختناقًا من شدة الضغط عليه، كما سقط آخرون قتلى بالعشرات من التدافع على المدرجات، وانهارت بعض الحواجز الحامية للجماهير بفعل الفوضى، وقام الحرس بإخراج أكبر عدد ممكن من المشجعين الهولنديين.

 

صورة أرشيفية لحادثة ملعب "لوجينكي"

 

ووثق محرر صحيفة "سوفيتسكي سبورت" في عدد 8 يوليو 1989 ماحدث، قائلًا: "وفق تعبير شهود العيان في ذلك الوقت عند رؤيتهم لبعض الجثث واصفيين وصول الأمر إلى قد اقتلاع نصف يد من بعضها من قوة الشد والتجاذب بين المتدافعين"، وقد علق في تقريره على سرعة حدوث المأساة أن تحول موجات التدافع الهستيري بالملعب قد حوله بشكل لحظي إلى مقبرة.

 

أحداث الشعب بالملاعب العالمية ونتائج قاسية

وفي السياق ذاته تباينت حول العالم حوادث ملاعب كرة القدم، ففي  ملعب "هيسيل" في العاصمة البلجيكية بروكسيل، حيث سبق المباراة النهائية للبطولة الأوروبية بين "يوفنتوس" الإيطالي، و"ليفربول" الإنجليزي في 1985 اشتباكات بين جماهير الفريقين ناتجة عن هجوم جماهير "ليفربول"، وعقبها انهيار حاجز يفصل بينها وحدثت اشتباكات عنيفة.

 

أسفرت تلك الاشتباكات عن سقوط 39 قتيلًا أكثرهم من الإيطاليين، وحُرمت الفرق الإنجليزية على إثر الحادث من المشاركة في البطولات الأوروبية لمدة خمسة أعوام، واعتبرت أحد حوادث الشغب على مر التاريخ التي انقلب العالم على إثرها وكانت بداية لسن قوانين متشددة ضد المشاغبين وزيادة حراسة الملاعب.

 

فض قوات الأمن الاشتباكات بملعب "هيسيل" وسقوط أكثر من 39 قتيل

 

 

 

مباراة تشعل حرب ضحيتها 4000 آلاف شخص.. وطفلة تنتحر

صورة أرشيفية لواقعة دولتي "هندوراس" و"السلفادور"

 

وتُعد من أشهر الحوادث على الإطلاق التي كانت كرة القدم سببًا فيها، هي الحرب التي نشبت بين دولتي "هندوراس"، و"السلفادور" عام 1970 في تصفيات كأس العالم للقارة الأمريكية، حيث كان يتوجب على فريقي هندوراس والسلفادور خوض مباراة فاصلة بينهما لحسم الموقف في إعلان الفريق الذي سيشارك في نهائيات كأس العالم.

 

كان "روبرتو كوردونا" لاعب هندوراس هو الذي أشعل فتيل الحرب بين الدولتين، حين وضع كرته في مرمى فريق السلفادور في الدقيقة الأخيرة من المباراة، هذه الكرة التي أصبحت فتيل اشتعال الحرب، حيث قامت طائرات السلفادور الحربية بقصف مدن ومنشآت هندوراس في حرب استمرت مائة ساعة.

 

خلفت وراء هذه الكارثة أكثر من 4 آلاف قتيل و12 ألف جريح، بالإضافة إلى تدمير آلاف الدور السكنية بحيث فقد أكثر من 50 ألف شخص بيوتهم نتيجة الحرب.

 

كما أن هدف "روبرتو كوردونا" لم يشعل حرب فقط راح ضحيتها أكثر من 4 آلاف شخص، بل كان سببًا في فاجعة أخرى، فالكرة التي سددها هذا اللاعب بقدمه لم يتخيل ما تسببت به، فتحركت "إميليا بولونياس" فتاة سلفادورية ذات الـ18 عامًا من أمام شاشة التليفزيون حيث كانت تراقب المباراة نحو مسدس والدها وأطلقت النار على رأسها لتلقى حتفها، ومع الغارات الجوية والحرب بين بلادها وهندوراس سار الآلاف في جنازتها في شوارع العاصمة "سان سلفادور".

 

 

سقوط الضحايا والإصابات نتيجة قاسية لشغب الملاعب 

صورة أرشيفية لشغب الجماهير والتحرك دون نظام

 

وفي مايو 1964، تسبب إلغاء هدف لمنتخب "البيرو" أثناء مواجهته مع نظيره "الأرجنتيني" على الاستاد الوطني في العاصمة ليما، في إثارة الجماهير واندلاع أحداث شغب كبيرة سقط خلالها 318 قتيلًا، وأصيب أكثر من 500 شخص حيث تدخلت قوات الأمن وألقت قنابل الدخان على المدرجات، وكانت الأبواب موصدة ما تسبب بسقوط مئات الضحايا بسبب التدافع والاختناق بالغاز.

 

كما تكرر الأمر خلال مباراة في الدوري الاسكتلندي1971 بين فريقي "سلتيك" و"غلاسكو رينجرز" حيث أسفر تغير نتيجة المباراة في الثواني الأخيرة، في نفس الوقت الذي كانت فيه الجماهير تغادر الملعب، في حدوث حال من الفوضى والتدافع سقط على إثرها 66 قتيلًا.

 

وفي الأرجنتين كذلك تسبب التدافع بحدوث ذات المأساة من سقوط ضحايا ومصابين، حيث شهدت مباراة في الدوري المحلي بين الفريقين "ريفر بليت" و"بوكا جونيورز" في 1974 تدافعًا عند إحدى البوابات مما تسبب بسقوط 74 قتيلًا وإصابة أكثر من 150 شخصًا.

 

 

اشتباك اللاعبيين وسقوط دراجة في الملعب وقذف القنابل.. أبرز الحوادث الرياضية

صورة أرشيفية لشغب المشجعين بالملاعب

 

أما عن حادثة يوغسلافيا وسويسرا 2001 فتوقفت المباراة في الدقيقة 17 احتجاجًا على هدف سويسرى غير واضح، مما جعل الجمهور اليوغسلافي يقلبون أجواء اللقاء رأسًا على عقب، ويعتمدون أحداث الشغب، ويقذفون قنابل الغاز في كل مكان بالملعب.

 

كما استعمل اللاعبون العنف تجاه لاعبي سويسرا وجهازهم الفني، بينما كان تواجد الأمن منعدمًا تماما، وكانت العقوبة من الفيفا وقتها هي غرامة 7 آلاف و500 يورو على الاتحاد اليوغسلافي.

 

وتبعتها بعد عام حادثة مباراة "كارديف سيتى" أمام "ليدز"  حيث أصيب عدد من مشجعي فريق ليدز يونايتد واللاعبين بصواريخ موجهة من جماهير كارديف سيتي الثائرة، التي نزلت لأرض الملعب ودمرت كل شىء.

 

وفي نفس العام في لقاء "ميلوول" أمام "برمنجهام" قامت جماهير ميلوول بعد مباراة فاصلة بين الفريقين بأعمال شغب كبيرة اعتبرتها الحكومة الأسوأ في تاريخ بريطانيا العظمى، حيث أصابوا 47 شرطيًا، و24 من خيول الشرطة.

 

ومن أغرب أعمال الشغب بالملاعب الرياضية ماحدث في مباراة "إنترميلان" و"أنتلانتا" عام 2006 حيث تشتهر بأعمالها المشاغبة، وقام خلالها مشجعي الفريق الإيطالي بإلقاء دراجة نارية بمحرك من أعلى مدرجات الدرجة الثانية على لاعبي المنافس.

 

فيما شهد لقاء "باريس سان جيرمان" أمام "هابويل" حيث دمرت بعض جماهير باريس سان جيرمان والتي اقتربت من 100 مشجعًا ملعب "حديقة الأمراء"، والهتاف بعبارات خارجة ضد جماهير خصمهم اليهودى هابويل تل أبيب، في اللقاء الذي جمعهما في كأس الاتحاد الأوروبي وانتهى بخسارة الفريق الفرنسي، مما دعا الشرطة لإطلاق النار على مشجعي فريق باريس، وقتلوا منهم مشجع وأصيب آخر.

 

وفي السياق ذاته تسببت حالات فرار جماعي من الملعب في مقتل 84 مشجعًا خلال مباراة "غواتيمالا" و"كوستاريكا" في مدينة غواتيمالا سيتي في العام 1996، كما تسبب التدافع في ملعب "إيليس بارك" في جنوب أفريقيا، في سقوط 43 قتيلًا خلال مباراة بين فريقي "كايزر تشيفز" و"أورلاندو بيراتس "في 2001.

 

كما شهد عام 2009 حادثة مأسوية أخرى، حين سقط 19 قتيلًا بسبب تدافع مشابه في ملعب أبيدجان قبل انطلاق المباراة بين "كوت ديفوار" و"مالاوي" في تصفيات كأس العالم.

 

 

"الدفاع الجوي" و"بورسعيد" كارثتين في مصر 

صورة أرشيفية لحادث "الدفاع الجوي" بمباراة الزمالك

 

وعلى الصعيد المصري حصدت مصر المركز الرابع عالميًا والأول عربيًا في قائمة الموت بملاعب كرة القدم، حسب موقع "المنتدى الرياضي السويدي" والتي كان آخرها حادثة ضحيتها 42 من مشجعي نادي الزمالك بسبب التدافع خلال مواجهات مع قوات الأمن، في فبراير 2015 بملعب الدفاع الجوي بالقاهرة، وذلك على هامش مباراة بين فريقي الزمالك وإنبي ضمن مباريات الدوري المصري الممتاز.

 

وكانت أولى تلك الحوادث سقوط مدرجات حلمي زامورا عام 1974 أثناء مباراة "الزمالك" مع "دوكلا براغ" التشيكي، مما أسفر عن مقتل 48 من مشجعي الزمالك، تلتها حادثة وفاة ثمانية من مشجعي نادي "الاتحاد السكندري" أثناء مباراته مع "الكروم" بسبب التدافع وتأخر فتح أبواب الملعب عام 1999.

 

وكانت أكثر الحوادث دموية بتاريخ الرياضة المصرية في فبراير 2012، حين هاجم المئات من مشجعي جمهور نادي المصري البورسعيدي مشجعي النادي الأهلي داخل ملعب بورسعيد دون أن تتحرك قوات الأمن للفصل بين الطرفين، مما أدى إلى وفاة 73 من مشجعي الأهلي،  ومئات المصابين من جماهير الأهلي، وفي 9 مارس الماضي قضت المحكمة بإعدام 21 شخصًا وسجن 21 آخرين، من المتهمين في ارتكاب هذه الكارثة.

 

مقطع فيديو لأحداث مباراة بورسعيد


تعليقات