تتصفح مواقع التواصل الإجتماعى أو تشاهد بعض الفيديوهات على اليوتيوب حتما ستظهر لك إحدى الفيديوهات بإسم نساء لجنة ما ترقص على أنغام بشرة خير أو تسلم الأيادى أمام اللجنة الإنتخابية أو حتى تقرر أن تشاهد أحد القنوات الفضائية التى تتابع الإنتخابات الرئاسية عبر كاميرات تترقب أن تكتشف أى خطأ أو تلاعب أو حادثة تزوير أو مشاحنة هنا أو هناك ولكن بدلا من ذلك ستجدها تترقب إحدى نسائنا المصريات تغمرها السعادة المبالغ فيها فتأخذها إحدى تلك النوبات من الرقص فى الشارع وأمام أعين عشرات الرجال دون خجل وربما الملايين إذا رصدتها إحدى تلك الكاميرات أو سجلتها إحدى كاميرات الموبايلات حتى تنتشر على الإنترنت إما من جانب المؤيدين دليلاً على تأييد للإنتخابات ومرشحهم والمشاركة وإما من جانب المعارضين دليلاً على سطحية وقلة ذوق وأدب مؤيدين المرشحين ولكن لست أتحدث هنا عن الإنتخابات نهائياً..أنا أتحدث عن أنه كلا الطرفين أو بمعنى آخر مصر كلها هتنشر الفيديو وهتشوف رقص حضرتك..
فهل يستحق "عرش" مصر هتك عرض نسائها؟؟؟!!
هناك من سيتحدث عن الحرية الشخصية وأنا من اشد مؤيديها ومعتنقيها ولذلك من واقع الحرية الشخصية أكتب هذا المقال..لستِ فى حاجة إلى أن تغمسى جسدك فى أعين الرجال لتعلنى التأييد لمرشح ما إذا كنتى تستطيعى أن تغمسى إصبعك فى الحبر الفسفورى وتدلى بصوتك من أجله فهو خير وأبقى وهو ما سيتم عده وإحتسابه فى صالحه.
ولعل من السطحية ذكر ذلك ولكن على كل حال أنا أعرف الكثير ممن لا يهتمون بالسياسة ولم يتفاعلوا مع ثورة يناير أو الدستور الحالى والسابق ولا انتخابات مجلسى الشعب والشورى ولا انتخبات الرئاسة السابقة وحتى لم يهتموا بـ30يونيو ولا فض رابعة ولا أى حدث سياسى وفوجئت اليوم بأنهم فى طوابير الإنتخابات .. وعندما قابلت أحدهم اليوم قال لى ما جعلنى أكتب هذا المقال .."لماذا أذهب إلى شارع النخيل بالإسكندرية أو شارع الهرم إذا كان كل حاجة عندى هنا" بالطبع هنا ليس هناك سياسة ولا رئاسة ولا شهداء ولا انقلاب ولا ثورة .. كل ما هنا عورة.
أمهاتى وإخواتى .. لا يهم من ينتصر ولا من يرأس مصر ولا من يحكم ويتحكم قدر ما يهمنا ألا ترقصوا لعرش
فتصنعوا منا كلنا عروشاً!!