انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: سامح خليل
12 أكتوبر 2014
11206

ستظل مصر إلي أبد الآبدين هي الوطن الذي أعشقه ، فمصر رائعة للغاية كوطن ، دائمًا ما نحلم به و تغمرنا مشاعر الحنين إليه حتي و إن كُنا نحيا فيه وعلي أرضه، ولكنها سيئة للغاية كدولة و كمؤسسات، لا يوجد مؤسسة واحدة في مصر يمكنك الإعتماد عليها، لا يوجد شئ جيد هنا، لا صحة ولا تعليم ولا إقتصاد و لا أمن و لا سياسة ولا قضاء ولا إعلام، كل شئ هنا سئ لدرجة الكآبة و اليأس. فيا عزيزي المُقبل علي الزواج و الحياة هنا في تلك البلدة، لا تفكر في إنجاب طفل في هذا المجتمع المقزز، إياك و أن تفكر أن تظلم طفلًا بأن تجعله يحيا هنا .

أنا عن نفسي أريد لأطفالي أن يحبوا و طنهم و هو ما لن يحدث إذا عاشوا هنا .

لاتنجب طفلًا قد يموت تحت عجلات (قضبان) القطار و هو ذاهب إلي مدرسته ، لا تنجب طفلًا قد يموت في مدرج لتشجيع فريقه المفضل في كرة القدم أو قد يموت و هو في جامعته داخل ما يسمي بالحرم الجامعي برصاصة تحتار الدولة و تتسائل و سائل الإعلام يوميًا عن مصدر إطلاق الرصاصة و من أين أتت .

لا تنجب طفلًا قد يقتله أمين شرطة أو ضابط و هو يعذبه داخل أحد أقسام الشرطة لا لشئ سوي لتفريغ عقدهم النفسية المكبوتة ، لا لشئ سوي إنهم مرضي نفسيين .

لا تنجب طفلًا قد يموت و هو يصلي في دار عبادة و تحتار الدولة مرة أخري في هوية قاتله هل هو مختل عقليًا أم إرهابي أو ربما وزير داخلية سابق .

لا تنجب طفلة قد تغتصب و تقتل و هي في الرابعة من عمرها أو قد تكبر لتجد تفسها في مجتمع يبرر فيه المُعظم لمس جسدها و تحسس أجزائه علنًا و في وضح النهار لأن ملابسها غير ملائمة أو طريقة سيرها غير معتدلة من وجهة نظرهم الخرقاء البالية . و تجد هذا يطلب منها أن ترتدي سروالًا أوسع قليلًا و آخر يطلب منها العودة إلي منزلها مُسرعة و أن تسكت عن حقها منعًا للفضيحة .

لا تنجب طفلة قد يجبرها ضابط أن تفتح ساقيها لينظر هو و يفحص و يتأكد من عذريتها لأنها ضُبطت في تظاهرة تهتف ضد سيادته .

لا تنجب طفلة قد تُجبر يوميًا علي سماع أقذر الإيحائات و أن تري أشخاصًا يتفحصون جميع أجزاء جسدها حتي تكره هي جسدها بل تكره حتي كونها أنثي .

لا تنجب طفلًا قد يتجمد علي قمة جَبل بعد عاصفة ثلجية و ترفض الدولة إنقاذه لأنه ليس أجنبيًا ،بل ستظل جثته عالقه فوق الجبل ل 4 أيام قبل أن يُفكر أحدهم أن يتحرك لإنتشاله أو بالأحري بإنتشال جسده بعدما رفضوا إنقاذ الجسد عندما كان لايزال يحوي الروح بداخله .

أعلم أن كل تلك الحوادث قد تحدث في أي مكان في العالم و لكن إذا حدثت في أي مكان غير مصر علي الأقل سأضمن أن أعيد حق طفلي إليه ، حيًا أو ميتًا سأري العدل يتحقق أمامي أما هُنا فلن أري سوي حقًا يتوه بين القيل و القال و السبب و المتسبب و الضرر و المتضرر دائرة مُفرغة لن تصل بنا إلي شيئ ..

أرجوك لا تكن أنانيًا و تنجب طفلك هنا ، هذا إن كُنت تريد لطفلك أن ينجو.. علمه أن يعشق مصر الوطن ، فقط الوطن.


تعليقات