انشاء حساب



تسجيل الدخول



عام الفيروس

كتب بواسطة: محمد عبد اللطيف
26 أغسطس 2016
13302

عام الفيروس 3

 

1) دائمًا ما نترك حقائبنا وبداخلها كل حاجياتنا إلى أن ننتهي من المحاضرات العملية، كانت محاضرة ألعاب القوى بالفرقة الثانية، وبعد الانتهاء من المحاضرة لم أجد حقيبتي!

سُرقت الحقيبة بكل ما فيها، واضطررت أن أقترض من زميلي ثمن المواصلات"تاكسي" لأني كنت أرتدي الزي الرياضي،(شورت، تيشيرت) زي المحاضرات العملية، المشكلة في تلك السرقة ليست الحقيبة، المشكلة أن تحاليل أكثر من ثلاثة أشهر سُرقت! وقد عانيت كثيرا من التحاليل بالمستشفى الجامعي بالحسين.

فقد عرفت أن سبب عدم قبولي بكلية الشرطة إصابتي بفيروس C لتبدأ رحلة من التحاليل، والتخلي عن تمرين الملاكمة نظرًا للتعرض في أي وقت للجروح أو النزيف.

بدأت بعمل التحاليل مرة أخرى، وبعد أخذ عينة من الكبد والتأكد، بدأت رحلة العلاج التي معها قل مجهودي البدني، وازداد نشاطي الذهني.

الطريف في يوم أخذ العينة الكبدية وكانت تُجرى بدمياط كنت أضحك من دمياط إلى بورسعيد بسبب المخدر!

أضحك على أي شيء واللاشيء، ليس مبالغة ولكن هذا ما حدث حقا، حتى كانت الضحكات تؤلمني مكان جرح العينة، ولا أظن أني سأضحك بهذا العنف مرة أخرى!

 

2) أول يوم في بدأ العلاج بحقن "الانترفيرون" كان يصادف تجهيز المعسكر الأول "لحركة طلاب مصر القوية" ببورسعيد، لم أكن أعرف تأثير تلك الحقن بعد.

لذلك بعد تلقي الجرعة نزلت مع الأصدقاء للبحث والسؤال عن بعض متطلبات المخيم، وفي أخر اليوم، بدأت أشعر بالأعراض الجانبية للعلاج، باختصار؛ دور شديد من الحُمى يتملكك، مع ضعف الشعر ليصبح خفيفًا فيما بعد، ولكن من السخرية أن ذلك جعل شعري أفضل!

هذا لا يقارن بشيء بالعلاج الكيماوي لمرضى السرطان، وبعد فترة بدأت أتأقلم على العلاج، وبالكاد أذهب إلى الجامعة.

ونحل جسدي كثيرًا، وزاد معدل قراءتي أكثر!

بدأت أتعرف على نفسي! كانت فترة العلاج لمدة عام، وكانت تلك الفترة أوج النشاط الطلابي.

 

3) تم عمل العديد من الفاعليات بالجامعة، وبدأت الحركة تثبت أقدامها داخل الجامعة.

وفي خضم الأحداث نظمت الحركة فاعلية "بعد أحداث استاد بورسعيد" لتضم الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي الدكتور مصطفى النجار أستاذ محمد عثمان كل الإجراءات الإدارية تمت بالفعل.

وفوجئنا في يوم الفاعلية بأن الأمن يرفضها بُحجة الاختلاط!

مع العلم بأن الفاعلية بقاعة كلية الصيدلة بكلية البنات، ومن المعتاد تنظيم فاعليات طلابية بها، ولكن تعنتهم لم يمنعنا.

فقد تحايلنا على الموقف، وأدخلنا الأولاد ومع زخم اليوم وكثرة الأعداد قمنا بإدخال الفتيات، وأثناء اليوم، هتف أحد الحضور"يسقط يسقط حكم العسكر"

لترد عليه سيدة من الحضور معترضة على الهتاف ولكن بشكل غير لائق ليحدث بعض التوتر والشد والجذب وينتهي بخروج السيدة قبل انتهاء الندوة.

 

4) بعد نجاح مرسي في الانتخابات، بدأت سطوة طلاب الأخوان تظهر بشدة في الساحة الجامعية، فكنا نتعامل مع الأخوان في عدة صور (أسر، اتحاد، طلاب الإخوان المسلمون، ثم بعد 30 يونيو، طلاب ضد الانقلاب)

ومع مرور الوقت وثبات فشل السياسة الإخوانية، وديماجوجية الجماعة، صغيرها قبل كبيرها، بدأ تكوين تيار مدني داخل الجامعة ليشمل(طلاب مصر القوية، طلاب حزب الدستور، طلاب 6 أبريل) ليتكون ائتلاف "صوت الطلاب".

ليبدأ الاصطدام الفعلي مع طلاب الجماعة الذي وصل للتشاجر.

فبعد 30 يونيو، أعتقل الكثير من الطلاب وخاصة من جامعة الأزهر، ولكن طلاب الاخوان كانوا مصممين على إقحام شرعيتهم في أي شيء.

فقد كنا في فاعلية لإحياء ذكرى محمد محمود، فما كان منهم إلا أن اعترضوا المسيرة وقاموا بالاشتباك، بالرغم أنهم ليل نهار يتظاهرون في الجامعة! للأسف لم يستمر"ائتلاف صوت الطلبة" سوى لشهر واحد فقط، لينهار التيار المدني الأول بجامعة الأزهر، فقد انهار بسبب.... يتبع


تعليقات