انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: عمرو ممدوح
25 مارس 2016
3217

الواقع أحيانًا يكون أكثر مأساوية، وتعجز عن وصفه الكلمات، فقد التقطت الدكتوره بمستشفى الدمرداش التابعة لجامعة عين شمس إيمان عبد العزيز صورة تلقائية تحمل كل معاني الأسى لمريضة على سريرها داخل ساحة مستشفىيات جامعة عين شمس، طالبها الأطباء بالانتقال إلى قسم أخر لاستكمال العلاج دون توفير مسعف لينقلها، فقط اعتمدت على سيدة كانت عكازها في هذه اللحظات ليبحثا معًا عن القسم الذي وصفه الأطباء لهما، وأثناء بحث المريضة عن القسم الذي وصفه؛ قررت أن تستريح وتهرب من أشعة الشمس لتستظل أسفل لوحة كبيرة تعلن عن مؤتمر كلية الطب بجامعة عين شمس تحت عنوان "مستقبل الطب بين الواقع والمأمول".

 

جسد وجود المريضة على سريرها أمام لوحة المؤتمر بالكلية صورة تحكي عن مستقبل الطب الجريح على فراشه، تائه لا يجد من يرشده، وسرعان ما انتشرت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"؛ لما فيها من تجسيد للواقع الذي تشهده المنظومة الصحية في مصر.

 

وقالت الدكتوره صاحبة الصورة إيمان عبد العزيز، إن الواقع ربما يكون في مصر مأساويًا إلا أنَّه في أحيان كثيرة يترتب بطريقة سينمائية، ويرسم لنا لوحًا لو أراد أعظم مُخرج على وجه الأرض أن يخرجها لنا في مشهد ما استطاع.

 

كما أضافت عبد العزيز، في حديثها إلى "شفاف"، "كنت في الطريق إلى المستشفى، وإذا بلافتة كبيرة تعلن عن مؤتمر مستقبل الطب، ولكن لم يكن ذلك هو الحدث بل وجود سيدتان في أواخر العمر يستظلان بتلك اللافتة وأحدهن ملقاه على سرير التمريض والأخر تجلس بجانبها، فكانت هذه اللافتة بمثابة المنجد لهم من حرارة الشمس، وعني حجبت مأساوية الواقع".

 

والجدير بالذكر أن هذه الحالة ليست الأولى من نوعها في مستشفى "الدمرداش"، فطالما ما كانت المشفى حديث الصحافة والناس لم تتعرض له من إهمال وضعف في خدماتها المقدمة للمرض، وكانت أخرها تعرض مبنى النساء والتوليد إلى التهالك من تسبب في اعتصام الأطباء ورفضهم دخولهم إلى هذا المبني، وتسبب هذا الضغط في إخلاء المبنى من الأطباء والمرضى للتصليح، كما قال مدير المستشفى السابق  الدكتور محمد حسن، في تصريحات صحفية نشرت له على موقع "البديل"، أن الأزمة لا تكمن فقط في نقص الأسرة بالمستشفيات، بل في قلة عدد فريق التمريض، مضيفا "إذا وفرت وزارة الصحة أسرة للمستشفيات بشكل عام والرعاية المركزة بشكل خاص، فلن نجد فريق تمريض يستطيع تلبية خدمات المرضى".

 

وتابع "عندما كنت أدير مستشفي الدمرداش، كانت الأبواب تغلق في وجه عشرات المرضى يوميا؛ بسبب عدم توافر الأسرة، وبعضهم مات علي أبواب المستشفي"، مطالبًا الدولة بتفعيل قرار وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين بإعادة مستشفيات التمريض مرة أخرى؛ حتي لا نجد أنفسنا أطباء بلا تمريض.

 

 


تعليقات