حين تطرأ قدمك خطوتها الأولى نحو بوابة مستشفى الدمرداش، يملأ ضجيج الباعة الجائلين أذنك، حيث يصطف الباعة من محطة مترو الدمرداش وصولًا إلى بوابة المستشفى الرئيسية، وإذا قررت الدخول من البوابة الثانية تجد من يردد كلمات “مين يزود” في مزاد علني تدور أحداثه بميكروفونات عالية الصوت داخل جمعية اجتماعية ملاصقة للمستشفى.
سرقة لقرنية أحد المرضى بعد وفاته بمستشفى الدمرداش، وسرقة مواد بلاستيكية غير صالحة قبل إعدامها في “المحرقة”، وإعادة بيعها في الأسواق، ومدير مستشفى الدمرداش الدكتور آسر مصطفى يرفض التعليق.
وبعدما تتخطى بوابة المستشفى متجهًا إلى غرفة الاستقبال، والتي تشبه مخزن للأشياء المتهالكة، يتكدس بها المرضى والزائرين، يواصلون النهار مع الليل في انتظار أن يحين دورهم سواء في الكشف أو الزيارة، مفترشين الأرض بعدما امتلأ آخر شبر بالمقاعد يصلح للجلوس.
وبالدخول إلى مستشفى الأطفال، تجد القطط تداعب الأطفال في ممرات المستشفى، ومنها إلى مستشفى الباطنة فتأخذك عيناك إلى لوحة مكتوب عليها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تم افتتاح مستشفى طب المسنين، تحيط بهذه اللوحة بقايا مبنى وقوالب من الطوب والأخشاب المكسروة تطل على مبنى مستشفى الباطنة.
خطوات معدودة لتصل إلى سلالم مستشفى الباطنة والتي تكتظ بالمرضى والزائرين، والذي قرر أحدهم أن ينام على بلاطها بعد أن قضى نهاره في مكانه، وفي ممرات المستشفى من الداخل تجد أبواب العنابر مفتوحة على مصراعيها، وكأنها أكشاك لبيع الحلوى، وفي آخر الممر صندوق للقمامة امتلأ عن آخره وأحاطت به القمامة دون أن تجد من يسأل عنها متروكة ليتغذى عليها القطط المارة بالمستشفى.
وعن أدوات الأطباء فقد أجمعوا على بدائية مستواها وتأخرها سنوات طويلة عما يستخدم في مستشفيات العالم، والتي تقلل من مجهودات العامل البشري وتقلل نسبة الخطأ التي تصل إلى أن تكاد تكون معدومة.
وبالنسبة لأعضاء هيئة التدريس فيعملون بهذه المستشفيات بالمجان، بحجة أنهم يتقاضون رواتبهم عن عملهم في التدريس، ما يثقل الأعباء على كاهلهم.
ويتجه معظم المرضى إلى مستشفى الدمرداش وقصر العيني بالأخص والمستشفيات الجامعية عامة، لثقتهم في كفاءة الأطباء بهذه المستشفيات ومهارتهم، ما يزيد الضغط على المستشفيات الجامعية بالمقارنة بمستشفيات وزارة الصحة.
وفي سياق متصل قال مصدر بمستشفى النساء والتوليد التابعة لمستشفيات الدمرداش، إن المستشفى مغلقة منذ فترة، وذلك بعد فحص لجنة من كلية الهندسة بجامعة عين شمس لمبنى المستشفى، والتي أكدت أن المبنى آيل للسقوط.
وأكد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى “شفاف” أن إدارة المستشفى قررت إخلائها من المرضى، وتم تسليم الأطفال الموجودين بحضانات المستشفى للأهالي ليبحثوا عن مستشفيات لهم.
وأضاف أن إدارة المستشفى أمرت جميع الأطباء وطاقم التمريض بمغادرة المستشفى، وأنهت عقود الموظفين المؤقتين بالمستشفى، وترفض تسجيل باقي الموظفين في كشوف الحضور.
وتابع المصدر، أن الموظفين احتجوا على إنهاء عقودهم وتسريح الإدارة لهم، من خلال تنظيم وقفة احتجاجية أمام مبنى المستشفى.