منذ ثلاث سنوات بدأت كلية الصيدلة بجامعة بورسعيد في استقبال الطلاب رغم عدم وجود مبنى لها، حسب قول عميد الكلية، ومع استقبال الكلية دفعة ثالثة، أصبح للكلية مبنى ولكن تحت الإنشاء.
وبعد هذا التخبط الإداري في القرارات، السؤال اليوم، هل يحاسب من وضع اسم “صيدلة بورسعيد” في قائمة تنسيق القبول بالكليات؟ أم يدفع هؤلاء الطلاب الثمن وحدهم؟
أكد عميد كلية الصيدلة بجامعة بورسعيد الدكتور عاطف عبد الباقي، إن الدراسة بدأت بالكلية قبل الانتهاء من أعمال البناء، وكان من المقرر استلام المبنى نهاية عام 2016، قائلًا: "احنا اللي تطفلنا علي المقاول وطلبنا منه يقفل جزء عشان نشتغل فيه".
وأضاف عبد الباقي في تصريحات خاصة إلى "شفاف"، أن طلاب الفرقة الثانية كان عددهم ٧٧ طالبًا، إلا أن الكلية فوجئت بالعدد الكبير الذي أرسله مكتب التنسيق بالدفعة الجديدة، والذي بلغ ٣٠٠ طالبًا، ووصل عدد الفرقة الأولى إلى ٢٨٧ بعد تحويل بعض الطلاب من الكلية.
وأوضح عميد كلية الصيدلة، أن الدراسة كانت بكلية العلوم في بادئ الأمر إلا أن العدد الكبير للدفعة الجديدة لم تستوعبه كلية العلوم، وتم التوصل لاتفاق مع المقاول ورئيس الجامعة لبدء الدراسة بمبنى كلية الصيدلة.
وأشار الدكتور عبد الباقي، إلى أن المحاضرات بالكامل تتم في مبنى كلية الصيدلة، ولا محاضرات تعقد بكلية العلوم الآن، قائلًا: “المعامل كاملة واشتغلت بالفعل وشغالين بيها من الترم الأول”، مضيفًا أن: “المدرجات مكيفة في الكلية ومفيش أي كلية في الجامعة فيها تكييف بالمدرجات”.
وتابع أن قرار إنشاء كلية الصيدلة منذ ٣ سنوات تم اتخاذه بدون وجود مبنى للكلية، وبعد ذلك تم نقله ليتولى منصب عميد كلية الصيدلة، وشدد على المقاول قائلًا: "قناة السويس اتعملت في سنة مش عارفين نعمل مبنى في سنة؟!".
وأشار عبد الباقي، إلى أن رئيس جامعة بورسعيد خلال انعقاد مجلس الجامعة قال: "لو الدكتور عاطف عبد الباقي بيبني في بيته مش هيعمل كده".
وأضاف عميد كلية الصيدلة، أن رقم هاتفه مع جميع الطلاب، وأنهم إذا درسوا في أي كلية أخرى سيدركوا الفارق، قائلًا: "أقسم بالله بنعامل الطلاب كأنهم أولادنا، وكل الدنيا فيها قصور"، مشيرًا إلى أنه يخصص وقت إضافي للشرح للطلاب، وأن جميع زملائهم بالكليات الممثالة يعتمدون على الكورسات، لكن في صيدلة بورسعيد "مفيش واحد بياخد كورس إطلاقًا".
وفي سياق متصل أكد الدكتور عاطف عبد الباقي، أنه يستعين بجميع أساتذة كلية العلوم للتدريس للطلاب، وأنه يستعين أيضًا بأستاذ من كلية الآداب ليدرّس لطلاب كلية الصيدلة علم النفس الطبي، قائلًا: "أنا متعلم إعدادي صيدلة في علوم الزقازيق، وكلية العلوم أقوى من الصيدلة في مجال الكيمياء".
فيما نفى عبد الباقي، نجاح ٣٢ طالبًا فقط من طلاب الفرقة الأولى، مؤكدًا أن أسوأ مادة وهي الكيمياء بلغت نسبة النجاح فيها ٧٠٪، وأن نسب النجاح تصل في بعض المواد إلى ١٠٠٪، مضيفًا أن نسبة النجاح إذا كانت أقل من ٥٠٪ فبلاد أن تراجع ولا يمكن اعتمادها، مع العلم أن درجات الرأفة يتم إضافتها نهاية العام الدراسي.
وأردف عميد الكلية أن مشكلته الوحيدة هي الطلاب، حيث أنه يعتبر نجله جالسًا في المدرج، قائلًا: "عميد كلية العلوم قال لي، حاسس إنكم مدعلين الطلبة، فاحنا مدلعين الطلاب بتوعنا"، مؤكدًا أن أجهزة المعامل بالكلية بلغت تكلفتها٧٥٠ الف جنيه، وأنه اختار جهاز إداري للكلية بمسعادة إدارة الجامعة من أكفأ الإداريين بالجامعة.
من ناحية أخرى أكد الدكتور عاطف عبد الباقي، أن هناك مجموعة من الطلاب من المغتربين لم يتمكنوا من التحويل، وهناك من قال لهم: "اعملوا شوشرة عشان تقدروا تحولوا وده السبب الخفي".
كانت قد قالت إحدى طالبات كلية الصيدلة بجامعة بورسعيد بالفرقة الأولى، أنه لا يوجد بها إلا معيد واحد، وأستاذ واحد فقط من جامعة الأزهر يدرّس مادة معينة لكل دفعة من فرق الكلية الثلاثة، أي يشرح ثلاث مواد.
وأضافت الطالبة، التي فضلت عدم ذكر اسمها في تصريح لـ"شفاف" أن الكلية لا يوجد بها أي مرافق ولا مياه، ويذهب الطلاب إلى دورات المياه بكلية العلوم لعدم وجود دورات مياه بكلية الصيدلة، مضيفة أنهم يتعرضون لمعاملة سيئة واضهاد من المعيدين بكلية العلوم، كما أن المحاضرات تعقد بمدرج لا يسع لأكثر من 100 طالبًا، ويستمع الطلاب لمحاضراتهم على أصوات أعمال البناء.
وأوضحت أن المستوى التعليمي بالكلية فاشل، قائلة: "مفيش كلية أصلًا"، ورغم مرور 3 أسابيع على بدء الفصل الدراسي الثاني فلم تبدأ المحاضرات إلا الإثنين الماضي.