عمرو ممدوح في إطار محاولات وزارة التعليم العالي، لإنشاء كليات جديدة، وإقناع الطلاب وأولياء الأمور بذلك، ابتكرت الوزارة "مسكنات" لعلاج أزمة الأعداد الكبيرة للطلاب بالكليات، وكانت من بين هذه المسكنات، كلية الصيدلة بجامعة بورسعيد، كلية بلا أعضاء هيئة تدريس أو أي مرافق، فلا يوجد سوى الطلاب الذين دفعهم مكتب التنسيق للدراسة بكلية تحت الإنشاء يدرس فيها الطلاب على “نغمات” أعمال البناء.
قالت إحدى طالبات كلية الصيدلة بجامعة بورسعيد بالفرقة الأولى، إن الكلية بدأت استقبال الطلاب للدراسة بها منذ 3 سنوات، ومازالت تحت الإنشاء حتى الآن، مؤكدة أن الدراسة كانت في بادئ الأمر بكلية العلوم، أما العام الجاري بدأ الطلاب في الدراسة بمبنى كلية الصيدلة رغم عدم اكتمال أعمال البناء.
وأكدت الطالبة التي فضلت عدم ذكر اسمها، إلى “شفاف”، أن كلية الصيدلة بجامعة بورسعيد، لا يوجد بها إلا معيد واحد، وأستاذ واحد فقط من جاعة الأزهر يدرّس مادة معينة لكل دفعة من فرق الكلية الثلاثة، أي يشرح ثلاث مواد!.
وأضافت الطالبة، أن الكلية لا يوجد بها أي مرافق ولا مياه، ويذهب الطلاب إلى دورات المياه بكلية العلوم لعدم وجود دورات مياه بكلية الصيدلة، مضيفة أنهم يتعرضون لمعاملة سيئة واضهاد من المعيدين بكلية العلوم، كما أن المحاضرات تعقد بمدرج لا يسع لأكثر من 100 طالبًا، ويستمع الطلاب لمحاضراتهم على أصوات العمال وأعمال البناء.
وأوضحت أن المستوي التعليمي بالكلية فاشل، قائلة: “مفيش كلية أصلًا”، ورغم مرور 3 أسابيع على بدء الفصل الدراسي الثاني فلم تبدأ المحاضرات إلا اليوم الاثنين، ولم تبدأ السكاشن حتى الآن.
من جانبها قالت طالبة أخرى بكلية الصيدلة جامعة بورسعيد بالفرقة الأولى أيضًا، أن المعامل بالكلية عبارة عن سيارميك بدون أي أدوات، مضيفة أن من يدرّس لهم بالكلية أساتذة ومعيدين من كلية العلوم.
وأصافت الطالبة إلى”شفاف” أن طلاب الدفعة نحو 300 طالبًا نجح منهم 32 طالبًا فقط، وعندما اشتكى الطلاب من النتيجة، كان رد إدارة الكلية “ماحدش له عندنا حاجة وننجح اللي احنا عايزينه”.
وأكدت أن عدد من الطلاب التقوا بعميد الكلية الدكتور عاطف عبد الباقي، والذى قال لهم “دي الميزانية المتاحة ومانقدرش نسرع أعمال البناء أكتر من كدة”، وعند طلبهم مقابلة القائم بأعمال رئيس الجامعة الدكتور راشد القصبي، كان رده “مش عايز أقعد مع حد”.
وكان قد دشن عدد من طلاب كلية الصيدلة بجامعة بورسعيد، هاشتاج “حقنا كلية كامة” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وعرض الطلاب من خلال الهاشتاج مشكلاتهم والتي تتمثل في دراستهم داخل كلية تحت الإنشاء على أصوات أعمال البناء، بدون وجود أساتذة.
