في ظل الأجواء البائسة التي نحياها ربما لاتكون للكتابة قيمة اذا كانت عاجزة أن تكون جزءا من الحل لانها لا تنحصر في كونها أداة فقط للشكوى والنحيب دون ان يكون لها جدوى لكن إن تعلق الأمر بأحد أصدقائك ربما ستجد في الكتابة متنفسا عما تكبته داخلك من القهر والألم.
سمعنا كثيرا عن معتقلي القهوة ومعتقلي السحور والمعتقل الإلكتروني حتى أصبح الأمر أشبه بالفكاهة في دولة اللاقانون ! ويتكرر الأمر مع نجيب طارق الذي تم القبض عليه اثناء خروجه من أول امتحان له الأحد الماضي
يتداول أصدقاء نجيب قصة اعتقاله بسخرية فما عاد الأمر يحتمل الجد !
كانت تهمة نجيب الوحيدة أنه كان يحتمي من برودة الجو بشال فلسطيني يضعه حول رقبته ، ما خطر بباله للحظة أن ذلك الشال سيكون تهمته فيما بعد وسيكون سببا في وضع اسمه ضمن قائمة " الجماعة المحظورة "
في المحضر الهزلي تلفق له عدة قضايا من بينها المشاركة في تظاهرة ، في الوقت الذي يتحدث اصدقاؤه ساخرين عن صدى تلك المظاهرة التي لم يروها او يسمعوا لها هتاف ، لا أدرى إلى أى مدى وصلنا ؟
إن مايحدث الآن ومنذ شهور من انتهاكات سافرة بحق الطلبة وتعديات لا تحتمل يوصلنا إلى حلقة مفرغة أخطر ماتكون على أولئك الشباب الذين يجدون أنفسهم في زقاق الزنزانة بدون جريمة ، أيكون مستبعدا بعد ذلك أن يصل بهم تفكيرهم الى فعل مايستحق الاعتقال مادامت الزنزانة هي الوجهة الوحيدة التي تؤدي لها كل الطرق !
وعلى هذا يمكننا القول بأن تجلي ظاهرة الاعتقال العشوائي وزيادة أعداد ضحاياها يوما عن يوم من شأنه أن يُكرّس لرد فعل غاضبة في الوسط الطلابي لاتُحمد عقباها وسيكون قد فات الأوان حينها لتدارك نتيجة تلك الغضبة
ليس لدينا شك أنه سيأتي يوما ما وتحرر قيود صديقي وكل من معه ممن يقبعون خلف تلك الجدران العابسة وسنظل في المواجهة من أجل ذلك لا يرهبنا شيء ، لأننا نرى أن الحرية هي إحدى مقومات الحياة شأنها شأن الهواء والماء ، فمن يتنازل عنها لا يستحق العيش حينها .