انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: سامح خليل
24 ديسمبر 2014
11468


صدرت منذ حوالي أسبوعين تقريباً لائحة طلابية جديدة بقرار من السيد وزير التعليم العالي ووفقاً لما تمر به الجامعة المصرية ووفقاً لظروف المناخ السياسي الحالي كان من السهل التوقع أن هذه اللائحة لن تحمل خيراً إلي الحياة الطلابية وقد كان, وقبل الدخول في تفاصيل هذه اللائحة يجب التنويه بأن لا أحد يعلم فعلياً من قام بكتابة هذه اللائحة ! فلم يشارك أي طالب في صياغتها وبطبيعة الحال لم يتم اقرارها من خلال جموع الطلبة ولا حتي من الاتحادات الطلابية القائمة حالياً بإعتبارها الكيانات الشرعية الممثلة للطلاب, وبالتالي وجدنا أنفسنا أمام لائحة جاءت من اللاشئ ثم إلي الوزير ثم إلي الجريدة الرسمية, جدير بالذكر أن لائحة عام 1979 الشهيرة بلائحة "أمن الدولة" جاءت بنفس الطريقة ونفس الملابسات تقريباً لكنها كانت بقرار رئاسي.

وبالمرور سريعاً علي هذه اللائحة نجد أنها لا تختلف كثيراً عن لوائح ماقبل الثورة فقد عاد من جديد بند يتيح للإدارة شطب الطلبة من قوائم المرشحين متي أردات ذلك من خلال بند فضفاض "أن يكون للمرشح نشاط طلابي ملحوظ" ولا أحد يعلم ماهو النشاط الطلابي الملحوظ؟ ولا من سيقرر هل الطالب له نشاط أم لا؟ وهل ملحوظ أم غير ملحوظ ! وبالتماشي مجازاً مع هذا البند العقيم هل أصلاً عزوف الطالب عن المشاركة في الأنشطة يسلب حقه في الترشح للانتخابات ؟!. ومن المؤكد أن الدولة سوف تعتبر الطلبة أصحاب النشاط السياسي والطلاب الذي ليسوا علي هوي الادارة أو بالأحري ليسوا علي هوي الجهات الأمنية ليس لهم نشاط ملحوظ ومن ثم يتم شطبهم من قوائم الانتخابات, وبالنسبة لصلاحيات الاتحاد في اللائحة فقد تم غلق جميع المساحات الضيقة التي كانت متروكة لممثلي الاتحاد من خلال تفصيل قاعدة قانونية تم تضمينها في جميع المواد والقاعدة هي أن جميع قرارات الاتحاد الادارية والمالية تكون علي درجتين الأولي هي التوقيع والثانية هي الاعتماد وجعلت اللائحة دور الاتحاد مقصور علي التوقيع فقط أما الاعتماد فيكون من السلطة المختصة ولم تعرف حتي اللائحة ماهي السلطة المختصة؟ ولكن مؤكد أنها لن تخرج عن وكيل الكلية والعميد ومدير رعاية الشباب.

ربما أسوء شئ في كل هذا ليس كل ماسبق ذكره ولكن الأسوء هو ردة فعل الحركة الطلابية علي هذه اللائحة وكانت ردة الفعل :لاشئ, لم تحرك الحركة الطلابية في الجامعات المصرية ساكناً بعد صدور هذه اللائحة لا من خلال الكيانات الطلابية المختلفة ولا من خلال الاتحادات الطلابية, ربما السبب الأكبر في ذلك التعتيم الحكومي والاعلامي الذي مرت به اللائحة فاللائحة خرجت بدون أي تصريح رسمي من الوزير بخروجها, فقط تم إرسالها في صباح يوم 27 نوفمبر إلي مطابع الأميرية ليتم طباعتها في الجريدة الرسمية ولا من شاف ولا من دري, حتي أن اللائحة لم ترسل لكل الجامعات حتي الآن!


وربما أن عزوف الطلاب عن التعليق علي اللائحة سببه عدم إدراج قضية اللائحة الطلابية من الأساس علي أجندة الحركة الطلابية في الوقت الحالي, الوقت الذي تنشغل فيه الحركة الطلابية بالطلبة المعتقلين وبصد الهجمات الأمنية الشرسة عليها, هذا بالإضافة إلي أن قضية اللائحة أصلاً لا تهم العديد من الطلبة حتي في الظروف العادية -لائحة 2013 مثال- ربما بسبب انخفاض مستوي الوعي وعدم قدرة الكيانات الطلابية علي تحريك هذه القضية وإبرازها علي الساحة خلال الثلاث سنوات الماضية.

مهم جداً الفترة القادمة أن تقوم الحركة الطلابية بتنظيم نفسها وأن تراجع الكيانات الطلابية المختلفة أساساتها الفكرية وتحدد أولوياتها وتحاول أن تضع إطار لعملها يحوي بقدر الإمكان القضايا الطلابية, ولابد أن يعلم النشطاء الطلابيين أن الحركة الطلابية لن تستطيع وحدها الاشتباك مع كل القضايا المطروحة علي الساحة, فهناك أحزاب وحركات وحملات تقوم بدورها قدر الإمكان خارج الجامعة, أما داخل الجامعة لا يوجد أحد ليشتبك مع القضايا الطلابية سوي الطلبة والكيانات الطلابية.


تعليقات