انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: سامح خليل
24 ديسمبر 2014
10689

مع إقترابى لجامعة القاهرة ورؤيتى للقبة التى تشهد على ما يحدث من أحداث فى محيطها وتنظر بعين حسرة على ما كانت تتمتع به من حرية وإستقلال، الآن ترى الداخلية والعساكر ببنادقهم حولها مستعدون للقتال. فتلك الجامعة العريقة التى كانت منبرا للحرية والإبداع والثقافة أصبحت كالسجن. فمنذ بضعة أشهر شهدت الجامعة حدا للإنتهاكات التى أُرتكبت ضد الطلاب فممنوع أن نتكلم فى السياسة ممنوع ان نفهم ماذا يحدث ممنوع ان نتعمق فى الموضوعات الهامة ممنوع أن نرفرف ونطير فالحرية بالنسبة لهم عبودية وإذلال والجهل قوة لهم وحرية الرأى والتعبير فوضى بالنسبة لهم. تذكرت فى بداية الدراسة فى السنة الماضية إنتهاكات الجامعة وتعسفها ضد تسكين الطلاب فى المدينة الجامعية بحجة الإصلاحات بالمدينة مع أنه لم يوجد اى إصلاحات تستدعى تأجيل تسكين الطلاب لمدة شهر كامل من ابتداء الدراسة نفسها. ولم تقترح الجامعة بديل لطلاب المدينة أثناء قرار تأجيل التسكين بالمدينة الجامعية بل تناست الأمر وكأنه ليس من ضمن مسئوليتها وكأن هدفها هو خنق الطالب وتطفيشه.

لم أنسى قط الدخان المتصاعد فى الجامعة وغلق نوافذ الغرف بالكليات على أمل ألا نستنشقه وألا يحرق أعيننا، لم أنسى صوت سرينة عربات الأمن وسرينة الإسعاف ترن فى آذاننا، لم أنسى التوتر ودعوات الله وإتصالات الأهالى والأصدقاء للإطمئنان على مَن هم بالجامعة ،لم أنسى المكوث داخل الكلية حتى يهدأ الوضع خارج الجامعة لكى نأمن الرجوع بسلام، لم أنسى إلغاء ما يوجد فى الهواتف من صور أو أدلة تثبت الإنتهاكات التى حدثت، لم أنسى صوت طلقات الرصاص والخرطوش وقنابل الغاز، لم أنسى القناع الأسود على وجوه الأمن المركزى وملابسهم السوداء لكى تذعر أى شخص لم أنسى البنادق المستعدة لقتل من يتظاهر أويعترض أو قتل شخص واقف فى حاله داخل كليته، لم أنسى دماء الطلاب على الأسفلت. لم أنسى "محمد رضا" ذلك الشاب المتفوق الذى يدرس بكلية الهندسة والذى استشهد برصاص الداخلية داخل الكلية لم يكن متظاهر بل كان يرى ما يحدث خارج أسوار كليته والذى دفع ثمنا غاليا فى المقابل وغيره ممن استشهدوا سواء فى جامعة القاهرة والجامعات الأخرى بالإضافة إلى حملة الإعتقالات الواسعة.

فى بداية السنة الدراسية الحالية قامت وزارة التعليم العالى بتوقيع بروتوكول تعاون بينها وبين شركة "فالكون" للحراسات والأمن لتأمين 15 جامعة خلال العام الدراسي الجديد من ضمنها جامعة القاهرة، بعد الأحداث التي شهدها العام الدراسي المنقضي بين الطلاب وقوات الشرطة. وقامت بوضع بعض الآلات الإلكترونية لتفتيش الشنط ووضع بعض الزجاج المكسور الحاد فوق السور الجامعى ووقوف عربات الأمن المركزى والمسلحين على مقدمة بعض البوابات داخل الجامعة مستعدين لإنهاء أى مظاهرة معارضة للنظام بكل قوة حتى ولو استدعى قتلهم داخل الحرم الجامعى. توجد  بالتأكيد بعض الإيجابيات من الإستعانة بفالكون ولكن هذا لا يعنى ألا يوجد أى سلبيات أو سخافات تقوم بها من ضمنها مثلا القبض على أحد الطلاب لأنه يضع دبوس حريمى مكتوب عليه"انتصارك بكرة جاى" أو مصادرة رواية 1984 لدى طالب وضمها ضمن الأحراز وكأنها جريمة أن تقرأ رواية !                                                   

 فالجامعة ليست منبرا للعلم فقط وليست سجن أذهب إليه لكى أحضر بعض المحاضرات وأدرس ثم أذهب وكأننى مقيدة ومكبلة ولا أعبر فيه عن رأيي بسلمية فالجامعة هى مجتمع مصغر تشمل العديد من الفئات والطبقات والإختلافات من حيث التوجه والفكر فإذا تم تقييد الجامعة فهذا يعنى تقييد المجتمع نفسه، إن الجامعة هى منبر للثقافة والحرية والوعى والإبداع، فقريباً سترفرف الجامعة وتستنشق نسمات الحرية.


تعليقات