انشاء حساب



تسجيل الدخول



مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال والتجاره بآلام سرطان الأطفال

الخير مش للعرض
كتب بواسطة: أمير عمرو
12 نوفمبر 2015
13192

تبرع  و لو بجنيه
مساعدتك تفرق كتير
أنقذ طفل مريض

هذه مجرد عينه فقط من الجمل التى تجدها أينما شاهدت أى قناه تليفزيونيه وبالأخص فى رمضان، هذه الجمل التى فقدت معناها مع الوقت وتحولت من دعوة الناس للخير لإستجداء الناس لفعل الخير.

فى مصر كثير من الناس يعشقون فكره الخير شو، أو بمعنى آخر خير للعرض أمام الناس.

فى مصر تحول الخير من كونه علاقه بين العبد وربه لعلاقه بين العبد وعدسه الكاميرا أو بين العبد والمنظره والفشخره على خلق الله.

أنا من الجيل الذى كبر على إعلانات مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال منذ بدايتها حوالى 1999. فى البدايه كان مفهوم الغرض و المغزى من هذه الاعلانات و هو حث الناس على المشاركه والتبرع لهذه المستشفى الوليده التى تعالج أخطر الأمراض وبالمجان، فكره كانت من نبلها يتهافت الكل وقتها على المشاركه فيها.

وكان مفهوم أيضا الاستعانه بفنانين ونجوم كرة وسياسيين للمشاركه فى هذه الإعلانات من أجل تشجيع الناس أكثر على التبرع، ولكن كما يقول المثل: اللى يزيد عن حده ينقلب ضده.

مع تقدم السنين تحولت الإعلانات من مجرد دعوه للخير لوسيله ليظهر النجم (الذي يشارك فى الإعلانات) كم هو إنسان و مدى شعوره وإحساسه  بالآم المرضى ومعانتهم فقرر مساعدتهم، و تحولت إعلانات الخير من وسيله لمساعده الناس لوسيله لإرضاء غرور نفسك ورغبتها كنجم مشهور فى إظهار مدى غنسانيتك (المصطنعه) إمام الكاميرا.

و بعد إن تم إفتتاح المستشفى فى 2007 لم تتوقف هذه الإعلانات أو تقل وتيرتها بل حدث العكس، زادت الإعلانات لدرجه تحولت معها المستشفى لاستوديو كبير لتصوير إعلانات الخير، أى شخص يريد أن يظهر مدى رقيه الإنسانى يذهب للمستشفى و يصور إعلان خير.

أعلم أن السؤال الذى يدور فى ذهنك الآن: وأنت بسلامتك عايز تجذب الناس العاديين إزاى عشان خاطر يتبرعوا؟!,  ما لازم يجيى ممثلين و لاعيبه كوره عشان تأثيرهم على الناس و بالتالى هيشجعهم يتبرعوا.

سأرد على كلامك وأقول إنه كلام صحيح، و لكن ما أعنيه ان الإعلانات أصبحت ماسخه لأقصى درجه، الموضوع تحول إلى متاجره بالمعنى الحقيقى للكلمه بالآم مرضى السرطان أكثر منه مساعده لهم فى محنتهم. هذا ليس إعلان شامبو او عطور أو شيبسى حتى استعين بنجم سينما أو لاعب كوره كى يزيد مبيعات المنتج، هؤلاء مرضى سرطان و ليسوا جمادً لا يشعر بشئ، هؤلاء بشر لا يمكن أن نحولهم لسلعه وكل شهر أحضر لهم شخصيه عامه تتصور معهم فى الإعلانات.

والأكثر إثاره للقرف و الإشمئزاز أن هؤلاء الاطفال المرضى مطلوب منهم فى كل إعلان أن يبتسموا ويضحكوا و يقبلوا النجم المشهور ليظهروا له مدى إمتنانهم لأنه تعطف وتلطف و قرر يتبرع للمستشفى ويحضر لهم كام لعبه لهؤلاء الاطفال ليتصور فى الاعلان وهو يعطيها لهؤلاء الاطفال مع إبتسامه سمجه ومصطنعه منه ليظهر كم هو معطاء محب للخير ومساعده المرضى والمحتاجين.

الموضوع لم يتوقف عند مستشفى 57357 بل أصبح شامل لأى عمل خيرى وأى مؤسسه خيريه أو تسعى لعلاج المرضى الفقراء أو مساعده المحتاجين، سواء المعهد القومى للأورام أو معهد القلب بأسوان أو دار الاورمان أو أى مؤسسه لمساعده اليتامى. أصبحت إعلانات الخير موضه يذهب الكل ليشارك فيها دون أن يعلم ما معنى إعلان خير أصلاً.

و تسببت إعلانات الخير والتبرع فى كوارث:

1- الإعلانات أصبحت أشبه بشحاته أو تدليل على الخير و كأن الشخص الذى يريد المساعده ليس له عزه نفس وكرامه يسعى للحفاظ عليها أكثر من سعيه للحصول على المساعده.
2-  تحويل شهر رمضان فقط إلى شهر الخير والتبرعات و مساعده أصحاب الحاجات و كأن بقيه شهور السنه لا يحتاج الناس فيها للمساعده, أكبر ضغط من إعلانات الخير تجده فى شهر رمضان حتى أصبحت اغلب المساعدات الإنسانيه والتبرعات مرتبطه برمضان ففط، وعندما تتبرع فى رمضان هكذا تكون أديت واجبك و أرحت ضميرك.
3- كثره إعلانات الخير و التبرع أصبح هناك شبه عرف ان مساعده الفقراء و مشاكلهم أصبحت مقتصره فقط على الجهود الذاتيه لأفراد، بمعنى آخر أن الحكومه بتشيل إيديها عن أى شئ له علاقه بالمشاكل التى تسعى (و لو ظاهريًا) إعلانات الخير أن تحلها و هى المشاكل الناتجه عن إهمال وفشل مسئولين الحكومه على مدى سنين من الغباء.

 بإختصار
الخير ليس للفشخره
الخير ليس هدفه إنك تتصور و أنت تقوم به
الخير و مساعده الناس ليست وسائل لذل الناس وإستغلال حاجتهم
الخير ليس وسيله لكى تستغلها كدعايه لنفسك كنجم و تظهر مدى نبلك الإنسانى
الخير علاقه بين العبد و ربه، إذا أردت أن تحولها  لعلاقه بينك و بين الفشخره و المنظره على خلق الله بمدى تضحياتك فى سبيل الفقراء و المحتاجين
يبقى من الأفضل متعملش خير

( بالتأكيد لا أعنى دعوه الناس لعدم فعل الخير أو التوقف عن مساعده المحتاجين، بالطبع لا، كل ما اقصده هو احترام فكره الخير و عدم استغلال حاجه الناس لتكون وسيله للشهره)


تعليقات