انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: سامح خليل
08 نوفمبر 2014
10431


ألا قبحا لصوتك يا نجاتي ** بِحق أنت احدى المزعجاتِ
ولو غنيتَ في عرس بهيج ** لصيرت الرواقص لاطماتِ
ولو أذنْتَ حي على صَلاة ** رددت المُسلمينْ عَن الصَلاةِ
ولو عَرِفَتْك أمريكا أغَارت ** بِصَوتَك لا بِنار القاذِفاتِ
ولو بنِدائِك الأموات تحيا ** أصر الميتون على المماتِ

مَع دَقْة الساعَة الوَاحِدَه ظُهراً تَستمِع لنِداء الصَلاة مِن أبواقْ مِن المُمْكِن أن تَدفَعَكْ إلى مُلازمَة الصَلاة وَحِيداً فى بَيتِكْ، شَتان الفارِق ما بَينْ صَوت الأذان العَذب و الأصوات المُتداخِلَة و التى تُوضَع فى إطار التلَوُث السَمعى، و صِراع طاحِن بَين المؤذِنينْ حَتى يُلاحِظ السادَة سُكان المنطِقَة المُحيطَة مَن مِنهُم صاحِب الحنجرَة الذَهبيَة. 

هَذه الكارِثَة الزَمنيَة لَم تنفَرِد بِها القاهِرَة وَحدها و لكِنَنى لاحظْتها فى بَعض مُؤذنِين الحَرم المَكى، فمِن المُمكِن إعتِبار ما نُعاصِرُه مِن مصائِب لا تُختزَل فى الأنْماطْ الظاهِرَة فى المُجتمَع، و لكِن علينا الإنتِقال مِن التحَدُث عَن mainstream و الغَوض قَليلاً فى تفاصيل الوُصول إلى سَبب المُعاناه التى نتْعَايَش مَعها، و نرى فى المؤذِن و الإمام مُجرد موَظفين يؤَدُون وظيفتهُم للحصُول عَلى مُرتب و مسكَن داخِل المَسجِد، فالإِمام إن كَرِهُه المَؤمُومُونْ فإِن صَلاتَه لا تتجاوَز رأسه و يُعَد هذا إبتِعاد كُلى عَن ما قالَه الرَسول ﴿ﷺ﴾ عِندَما إختَص بِلال بالأذان لأنَه الأندى صَوتاً دون غَيرُه مِن الصَحابَه ، للحِفاظ عَلى بَعض الثوابِت القَليلَة عَلينا قَول أن نداوَة الصَوت ذَهب مَع صاحِبها بِلال ﴿رضى الله عَنهُ﴾.

و بَعد الإنتِهاء مِن حالَةْ الضَجيج المُتبادَل بين المأذِن و إصطحاب طِفلَك إلى الصَلاة لتتعَلق قلوبُه بالمساجِد و يشعُر أن الطُمأنِينَة تَكْمُن بالتَواجُد بِساحِة مَسجِد الحاكِم بأمِرالله، و لكِنَك تَصْطَدِم بأحَد الشيوخ أو العاملين بالمَسجِد يصرُخ فى الأطفال المُتواجدين و يأمرهُم بالمُغادرَة حالاً لأنَهُم يُشَتِتون المُصَلين عَن الخشُوع فى الصَلاة، بالطَبع هو غافِل أنُه بِهَذه الغِلظَة يُعطى إنطِباع دائِم لطِفل تَتْشَكل هُوِيَتُه عَلى أن المساجِد للمُسِنين و مَن عَلى شاكِلتهُم ناهيك عَن إزعاج هذا الشَخص للمُصَلين بمِقدار مُضاعَف عَن شقاوِة الأطفال، و عِندَما يَخدِمُه القَدر و يستَطيع أن يَكون ضِمن المُصَلين فى المَسجِد و تبدَء الصَلاة و يُحاوِل أن يتلَذذ بإحتِضانُه لرَب البَريَة، يَجِد مُتسَلِط يسحَبُه مِن قَميصُه بشَكل غير أدمى عَلى الإطلاق إلى الصُفوف الخَلفيَة إنطلاقاً مِن نظريَة أنَهُ أكبَر سِناً و مقاماً فيَستَحِق الصُفوف الأمامِيَة دون الأطفال .

الإبتلاء الأعظَم لأمَة مُحَمد الأن هو كَيفيَةْ إِظهار تفاصيل الدين الإسلامَى لأن الإعلام المَحلى و العالَمى بالكامِل مُسخَر للتَشهير بالإرهاب دون تَعريف مُحَدد لَه، و الرَبط المُرعِب بَين كُل شَئ يَخُص الإسلام بالغِلظَة فى كُل الطُرقات سواء المُجتمعيَة أو السياسيَة عَلى وَجه الخُصوص أصبَح مُرعِب، فإستِخدام الدين كفزاعَة تَحرِق مَا تَمُر بِه يَجب أن يُعامَل بطريقَة مُستحدثَة و لِيس بالشَجب و الإدانَة و التَصريح بأن التطَرُف ليس من الإسلام فى شئ، لكِن بأن يَكون الرِفق هُو الأساس لحياتِنا مَع الجَميع، الرِفق بالأطفال و مُحاولَة إكتِشاف إهتِماماتُه حتى نُساعِدُه فى تَنميتها ، و الرِفق الإناث و التعامُل مَعهُم كإنسان دُون التَصنيفات التى تُحاوِل تَقزيم وجودها فى الحياَة، و الرِفق بالشَباب و تجَنب التعامُل مَعُه عَلى أساس أنَهُ الفَرد المُتهوِر عَديِم الخِبرَة الساعى دائِماً لفَرض رأيُه الخاطئ بالقوَة. 

مِن المُؤَكِد أن كُل هَذه الشَخصيات لَم تَلتفِت بالعِلم أو بالقِراءة عَن تعامُل سَيد الخَلق مَع الحَسن و الحُسَين، فى أحَد المرات صَعد طِفل عَلى ظَهر الرَسول و هُو ساجِد فأطال السجَدة و عِندما إنتَهى مِن الصَلاة سُئِل، لِماذا أطَلت فى هذه السَجدَة يا رَسُول الله ظَننا أن أمر جَلل حَدث أو أن الوَحى قَد أتاك، فقال " كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته". كُل ما عَليكُم فِعلُه فى هَذه الحَياة هو إحياء سُنَتُه.


تعليقات