انشاء حساب



تسجيل الدخول



صورة تعبيرية
كتب بواسطة: عبلة عاطف
29 أبريل 2018
3847

ترجمة مقال "How to Help Students Believe in Themselves" للباحثة فيكي زاكزيوسكي، المتخصصة في شؤون التعليم والطلاب بالولايات المتحدة الأمريكية، نقلاً عن مجلة "Greater Good Magazine".

 

"ستكون مجرد خادمة على أي حال"، كلمات قالها معلم بالصف الخامس بأحد المدارس، اقناعاً للباحثة حتى تتوقف عن تقديم مساعدة إضافية لطفلة ضعيفة المهارات، وتعمل بجد على تطوير أدائها، أثناء عملها في مجال التعليم والأبحاث التربوية.  


وقالت إن برغم صدمتها من كلمات هذا المعلم، إلا أنها أدركت أن معتقدات المعلم وافتراضاته تعرض الطالب أحياناً للخطر بشأن مستقبلة وأهدافه، وتابعت: "على الرغم من عدم وجود أي خطأ على الإطلاق في العمل المنزلي، فماذا لو أراد هذا الطالب أن يصبح باحثاً في مجال السرطان أو طيارًا في شركة طيران".  


وذكرت عبر مقالها، أن الدور الأكثر أهمية بالنسبة للمعلم، من واجباته هو التعرف على الإمكانات الهائلة للطلاب ومساعدتهم على رؤيتها داخل أنفسهم، ومن ثم دعمهم للوصول إلى تلك الإمكانات، مؤكدة: "وبعبارة أخرى، نحن بحاجة إلى مساعدتهم على زراعة الأمل".
 
ما هو الامل؟
عرفت الباحثة الأمل أنه قدرة الشخص على تحقيق الأهداف المرتبطة بتحقيق قدر أكبر من التحصيل الأكاديمي والإبداع، ومهارات حل المشكلات بالإضافة إلى تقليل الاكتئاب والقلق.
 
ويتطلب تحقيقه وضع خارطة طريق للوصول إلى الهدف الذي وضعه الطالب، ويتضمن مسارات بديلة عند ظهور العقبات، وكذلك إيمان الطالب واعتقاده بأنه يستطيع تحقيق الهدف، وأوضحت "فيكي" أنه إذا استطاع الطلاب أن يومنوا بنجاحهم المحتمل، فقد ينخرطوا أكثر في المدرسة ويجتهدوا نحو تحقيق هدفهم أكثر، خاصة عندما يكون الطريق لهذا الهدف مليء بالعقبات. 


ثلاث طرق لاستحداث الأمل الدراسي
أكدت الباحثة أن المفتاح لتطوير مهارات الطالب العمل على تنمية شعور الطالب بالكفاءة الذاتية، أو الاعتقاد بأنه يمكن للمرء أن ينجح في مهمة ما، ووفقاً لديكسون _باحث أمريكي_  فإن الفعالية الذاتية هى مرحلة "يمكن" في مهمة ما، بينما الأمل هو مرحلة "الإرادة".


وأشارت إلى أن خلق بيئة تعلم آمنة عاطفياً واجب المعلمين الدائم، موضحة أن رغبة الطلاب وحافزهم للتعلم والنجاح تزداد عندما يشعرون بالأمان سواء في التفوق الدراسي، أو في وجود العقبات، على عكس شعورهم بالخوف وما ينتج عنه من انعدام في الثقة بالنفس.

 

وقالت الباحثة إن تنمية المهارات الذاتية أمر أساسي للاعتقاد بقدرة الشخص على تحقيقه في المستقبل، ومع ذلك لا يكون لدى بعض الطلاب الكثير من الإنجازات للتغلب عليها، أو ينشأون في بيئة أو مجتمع حيث تكون الفرص، بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم، قليلة على الرغم من عدم وجود حل يمكنه حل مواجهة التحديات على الفور.

 

وترصد "فيكي" ثلاث أفكار تستند إليها الأبحاث لمساعدة المعلمين الذين يعملون على تطوير مهارات الطلاب.

 

 1-كن مدركًا لما يجري في داخلك، من أجل تغيير معتقداتنا عن أنفسنا، علينا أن نعرف أولاً ما هى لكن هذا هو السهل الممتنع حول المعتقدات، نحن غالبًا ما نكون غير واعين بهم أو كيف يقودون خياراتنا وسلوكنا.

 

 وأوضحت أن الطلاب في كتير من الأحيان، يشعروا تجاه وضع أو مهمة محددة أنهم غير قادرين على التعامل معها، وذكرت مثالاً، إذا كان الطالب يعاني من قلق شديد في الليلة السابقة لإلقاء خطاب عام في فصله الدراسي، فيعتقد أنه لا يملك القدرة على إلقاء الخطاب، وبالتالي يقرر أن يكون مريض في اليوم التالي.

 

وأشارت نتائج الأبحاث إلى أن الطلاب الذين لديهم تصرّف أكثر وعيًا خاصة الذين يمكنهم أن يلاحظوا ويصفوا ويتصرفوا بوعي لديهم كفاءة ذاتية أكبر، وبالتالي يرتدّون من الفشل بسهولة أكبر.
  
2- كن لطيفًا مع نفسك وقم بتغيير طريقة سردك للمعلومات في بعض الأحيان للطلاب، إذا تطلب الأمر منك ذلك، وبالنسبة لأولئك منا الذين اعتادوا على ضرب أنفسنا عندما نرتكب أخطاء أو نفشل في مهمة ما، فإن زراعة هذه القدرة على تقبل الإخفاق وتخطي العقبات تمثل تحديًا كبيرًا.
 
وإذا تمكن الطلاب من تعلم ممارسة الشفقة الذاتية، فإن التحدث بلطف مع أنفسهم وإدراك أن ارتكاب الأخطاء هو جزء من التجربة الإنسانية، فقد يكون من المرجح أن يغيروا معتقداتهم.

 

وأكدت الباحثة أن شعور الأمان ينتقل من المعلم للطالب، فإن الطالبة التي تغلبت على قلقها بإخلاص لإلقاء خطابها، تمكنت من ذلك بعد مساعدة معلمها وثقتها بها، ولكن ماذا لو كانت لا تزال غير جيدة وتخاف التجربة؟، وبدلاً من أن يغمرها شعور الفشل، فإنها تُذّكر نفسها بأن الكثير من الناس يخافون من التحدث أمام الجمهور أكثر من الموت، فلا بأس من ألا تخوض التجربة، ولكن بث شعور الثقة بالنفس من جهة المعلم يساهم في انتقال الشعور للطالب.

 

3- أؤمن أن معلمة الصف الخامس التي ذكرتها في البداية ستصاب بالرعب، إذا عرفت التأثير المحتمل لكلماتها على شخصية الطالب ومهاراته الأكاديمية للطالب، وكما أن العلاقة بين المعلمين والطلاب هى جوهر العملية التعليمية، وتظهر الأبحاث مرارًا وتكرارًا التأثير الهائل، سواء على المدى القصير أو الطويل، على هذه العلاقة على الطلاب.
 
واختتمت مقالتها أن مساعدة الطلاب على اكتساب الثقة بالنفس عندما لا يقوم أي شخص آخر بالعمل معهم، لتطوير مهاراتهم أو الإيمان بأهدافهم وخطوات نجاحهم.

 

شاهد أيضًا :

"أنت رائع".. كيف تكتشف قدراتك لتبدأ حياتك


تعليقات