انشاء حساب



تسجيل الدخول



طالب: المغتربين فريسة لسماسرة العقارات

طالبة: أسافر يومياً من بني سويف إلى القاهرة

صورة تعبيرية
كتب بواسطة: عبلة عاطف
26 أبريل 2018
3743

كتب/ أنس أحمد

يفتح حقيبته وبكل سعادة يرتب ملابسه، اعتاد السفر والترحال أسبوعياً ما بين محل سكنه والسكن الجامعي، ولكن الرحيل الآن مختلف ويعني استراحة لا تقل عن ثلاثة أشهر، فإن نهاية العام الدراسي تُعد هدنة طويلة الأمد تُنسي ألم الغربة، والمشكلات المتمثلة في السكن الجامعي، أو تأجير كل مجموعة من الطلاب سكن بالخارج وما يقابله من عقبات التعامل مع السماسرة.

 

غلاء السكن المستأجر يدفع الطلاب إلى "العشوائيات"

قال الطالب بكلية الطب جامعة الأزهرعمار عثمان، إنه انتظر قبول الإلتحاق بسكن المدينة الجامعية، خاصة أنه حصل على مجموع 97.8% في المرحلة الثانوية، وبالرغم من ذلك لم يكن تقديره المرتفع كافياً ليحمية من خطوة تأجير سكن خارجي.

 

وذكر الطالب إلى "شفاف" أن المشكلات بدأت بعد أن اضطر الطلاب إلى اللجوء والتعامل مع سماسرة تنتشر أسماؤهم بجدران الجامعة يعرضوا إمكانية تأجير سكن بأسعار منخفض، وأوضح أن معظم السماسرة يشترطوا أن يدفع الطالب مبلغاً مماثلاً لقيمة إيجار شهر كامل، "عمولة" ومكافأة على مساعدته في إيجاد سكن.

 

وأوضح عمار أن قيمة الإيجار تبلغ ما لا يقل عن 3 آلاف جنيه تقريباً، لإيجار "الشقة المفروشة" في المنطقة المحيطة بجامعة الأزهر، كما أن الطالب يدفع قرب ذلك المبلغ مقدم لصاحب السكن، وأضاف أن الطلاب يريدوا السكن قرب الجامعة، لذا يضطروا للسكن في الحي السادس بمدينة نصر، ويعتبر حي "غير آدمي" للسكن وفق تعبير الطالب.

 

ويحتوي السكن المستأجر -وفقاً لوصف عمار- على أكثر من 12 طالباً في الشقة الواحدة التي تتكون من غرفتين أو ثلاثة على الأكثر وبها دورة مياة واحدة، فيضطر كل خمسة طلاب للعيش في غرفة واحدة.

 

وأكد أنها الغرفة لاتصلح لطلاب علم، مضيفاً: "لا تحتوي على مكتب أو منضدة للمذاكرة أو دولاب يضم ملابسنا، كنا بناكل ونشرب وننام ونذاكر علي السرير".

 

ويحكي عمار أن غلاء الأسعار واستغلال أصحاب السكن والسماسرة يضطر الطلاب إلى السكن في منطق عشوائية مثل الموجودة في منطقة التبة، ما وضعهم في خطر أخر أثناء خروجهم من السكن حيث يجدون من يحاول إقنعاهم بشراء المخدرات، كما تتسم المنطقة بالتلوث الضوضائي الذي لا يساعد على المذاكرة.

 

"التقدير المرتفع" ليس المعيار الوحيد للإلتحاق بالسكن الجامعي

وقال الطالب بكلية الطب جامعة الأزهر حسن سمكة، إنه حصل على تقدير جيد جداً، وبالرغم من ذلك لم يكن من المقبولين في المدينة الجامعية، مما اضطره للسكن في شقة مستأجرة تضم 8 طلاب آخريين بمنطقة المقاولين.

 

وذكر حسن إلى "شفاف" أن الشقة التي يسكنون بها، تقع أعلى مصنع للحديد يعمل من الساعة 8 صباحاً حتى 11 مساءً، مما يجعل الجدران تهتز دائماً، كما أن الصوت مزعج ويسبب الصداع والأرق، ولا يستطعون المذاكرة سوى ليلاً بعد انتهاء العمل في المصنع.

 

ويسرد معاناته في السنة الأولى بالجامعة، عندما اضطر أن يسكن في منطقة التبة، وكان يواجه فيها الكثير من المشكلات، أبرزها انقطاع المياه بسبب عطل في الماتور الذي يرفض صاحب السكن إصلاحه، وأضاف أنه عندما أراد ترك الشقة لم يوافق صاحب السكن أن يرد لهم قيمة التأمين المدفوع مسبقاً.

 

التضحية بالكلية الملائمة لتفادي الاغتراب

تجنباً لتلك الظروف الصعبة التي تواجه الكثير من الطلاب في جامعة الازهر بالقاهرة، لم يوافق والد الطالبة مي عبد الرازق أن تلتحق بأي كلية مقرها في القاهرة، حتى ولو كانت الكلية الملائمة والحلم المرجو، خوفاً من مشكلات الاغتراب، خاصة السكن الجامعي ومستوى خدماته، أو تأحير سكن خاص.

 

وقالت مي إنها حصلت على مجموع 76% بالثانوية العامة، والذي يمكنها من الإلتحاق بمعظم الكليات الأدبية تقريباً، ولكنها اضطرت أن تلتحق بكلية الدراسات الاسلامية بمحافظة بني سويف قربها من محل سكنها.

 

وأكدت إلى "شفاف" أن فرع الجامعة في بني سويف يحتوي على كلية واحدة فقط، وهى كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات، وتكون الطالبات مجبرات على اختيار قسم من أقسامها الثلاثة؛ اللغة العربية أوالشريعة الإسلامية أو أصول الدين.

 

السفر يومياً.. الحل الأنسب للتعلم بجامعة الأزهر

وقالت الطالبة بالسنة الرابعة بكلية اللغات والترجمة بالجامعة فاطمة حسين، إن بعد حصولها على تقدير جيد في السنة الماضية لم تقبل المدينة الجامعية ضمها للسكن.

 

وتابعت إلى "شفاف" أنها ظلت فترة كبيرة تضطر أن تسافر من محل سكنها في محافظة بني سويف إلى الجامعة، وهو ما أثرعلى تحصيلها الدراسي بالسلب بسبب ضيق الوقت ومشقة السفر.

 

اقرأ أيضًا :

طلاب جامعة الأزهر يحصدون المراكز المتقدمة في مسابقة "إبداع 6"

إصابة طالبين بطريق النصر المقابل لجامعة الأزهر

جامعة الأزهر ترد على إصابة طالبات المدينة الجامعية بمرض "التيفود"

 

 

 


تعليقات