175 فيلم من 53 دولة مختلفة حول العالم تركوا ساحات السينما لينيروا قاعات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ39، ليشاهد جمهوره ومحبيه ثقافات متنوعة وأفكار جريئة استطاع صانعو الأفلام ترجمتها إلى نصوص تخرج لتصل إلى قلب المشاهد.
ووسط تزاحم جدول عروض المهرجان وتنوع الأفلام؛ اختارت شبكة "شفاف" الإخبارية أبرز الأفلام المشاركة والتي تمس في موضوعاتها الفئة الشبابية حول العالم، لترصد أفكارهم وآرائهم والعواقب التي تواجههم، فكانت كالآتي:
فيلم "Just Charlie"
"التحول الجنسي"؛ قضية شائكة في المجتمعات وخاصة إذا كانت تلامس وتر اضطراب الهوية الجنسية أو المثلية، وجاء فيلم "Just Charlie" لينحاز إلى هؤلاء الأشخاص الذين يقبلون على هذا التحول والسلوك.
حيث تتضمن أحداث الفيلم قصة فتى لاعب كرة قدم يعاني حالة من التحول الجنسي مما يجعله يتعرض لأشكال كبيرة من الرفض والكبت في الإفصاح عن ذلك، وجاء اسم الفيلم ليحمل اسمًا يمكن أن يطلق على الفتاة والشاب؛ ليكون هدفه أن الروح لا تحمل اسمًا يحدد نوعها.
وتعمل أحداث الفيلم على إيصال رسالة للمشاهد أن الرغبة في التحول الجنسي ليست سوى حق من حقوق الإنسان، معللًا أن روح الإنسان لا تحمل سوى الرغبة في أن تكون هي فقط، لتتوالى الأحداث والسياق الدرامي ليسعى "تشارلي" رغم العنف النفسي والجسدي الذي تعرض له الاستمرار في رحلة تحوله.
فيلم "The Swan"
"التمرد" طبع رائج في فئة المراهقين بين دول العالم، ليأتي فيلم "(Svanurinn (The swan" ذو الإنتاج المشترك بين ألمانيا وإيرلندا ليحكي قصة فتاة صغيرة عوقبت بإقامتها في الريف، ليكون رفضها لطبيعة سكان هذه المنطقة نابع من "قبحها الداخلي" على حد قولهم.
ووسط حالة من العزلة عاشتها الفتاة ذات الـ8 أعوام تأتي إليها شخصية الشابة التي تعود في زيارة سريعة إلى الريف لتعلن للجميع أنها لا تزال متمردة هي أيضًا ورافضة لكل عاداتهم التي تعاني من الجمود.
وجاءت تسمية الفيلم بـ "البجعة" ليستحوى من حكاية هانز كريستان أندرسون عن البجعة القبيحة التي لا تجد لها مكانًا وسط الطيور الأخرى وتتشكل ملامحها النفسية عبر سياقات الأخفاق والرفض والتمرد، ليكشف في نهاية الفيلم أن الطفلة والفتاة الشابة هم في الحقيقة شخصية واحدة كلاهما بجعة في بدايتها القبيحة وتسعى لذروة تحقيق الجميل فيها من خلال "التمرد".
فيلم "محبس"
"محتوى كوميدي ترفيهي ولكنه يحمل بداخله قضية شائكة"؛ هكذا جاء فيلم "محبس" ذو الإنتاج اللبناني السوري المشترك، فهو من الأفلام التي لعبت دورًا أساسيًا على الفكاهة الباكية في الوقت نفسه، لتأتي قصة الفيلم حول امرأة لبنانية تكره الشعب السوري لكونها تراهم سببًا في مقتل شقيقها.
وتصدم المرأة عندما تكتشف أن الشاب الذي جاء لخطبة ابنتها الوحيدة سوري الجنسية، لتتعمد الأم طوال أحداث الفيلم على إفساد هذه الزيجة.
ويعتبر الفيلم من الأفلام التي لم تلعب على السيناريو فقط؛ بل اهتمت المخرجة صوفي بطرس في أول تجاربه على اختيار ألوان الفيلم، الديكورات، والملابس، وكذلك طبيعة الشخصيات وشكل أداء الممثلين. لترسم كل هذه العناصر صورة ملونة مبهجة تحمل بداخلها قضية شائكة بين شعبين.
فيلم "ARABIA"
لوهة يخيل لك من اسم الفيلم أنه يناقش قضايا متعلقة بالعرب، لكن لا تقلق فالفيلم يناقش قضايا فئة المهمشين في دولة البرازيل؛ وهم العمال الفقراء الذين قامت على أكتافهم ثورة البلاد الاقتصادية بدون أي تحسن بسيط في أحوالهم المادية.
وتبدأ أحداث الفيلم البرازيلي بوفاة عامل بأحد المصانع في حادث وتكليف شاب بالذهاب لمنزله لإحضار بعض الأشياء، وهناك يعثر على المذكرات التي كتبها العامل المتوفى على مدار العشرين سنة الماضية، خلال تنقله من مكان لمكان ومن وظيفة يدوية لأخرى، صداقاته ووقوعه في الحب وكل ما يتعرض له في رحلة البحث عن الحد الأدنى من الحياة اللائقة.
و تضيف المذكرات المسموعة خلال أحداث الفيلم بعدًا روائيًا بعيدًا عن الملل أو الخطابة، فهو يتحدث عن الوقائع والمشاعر الملحقة برحلة العامل البسيط.
"لاحركة تتوقف، ولا استقرار يدوم، ولا علاقات تستمر.. لا شيء يبقى سوى رغبة في الحياة"؛ هذه الكلمات وبالرغم من كبر معانيها استطاع المخرج إيصالهم داخل محتوى الفيلم بأبسط أدوات الثقافة البرازيلية وهي "الغناء".
فيلم "عرق الشتا"
ووسط هذه المنافسة كانت لدولة المغرب مشاركة بفيلم "عرق الشتا"؛ ليقدم تجربة جديدة بطولتها أحد المصابين بمتلازمة داون، وكان السبب الرئيسي في حصول الفيلم على عدد من الجوائز العالمية والمحلية بمهرجان المغاربي للفيلم، ومهرجان دبي السينمائي الدولي.
وتأتي قصة الفيلم عن طفل من ذوي الإعاقة مصاب بمتلازمة داون يقوم برعاية الأغنام لأبيه ويحاور الحوريات في خياله، وذلك هربًا من الصمت الذي خيم على منزله منذ فترة بسبب ضائقة مالية يتعرض لها أبيه ليكاد يفقد أرضه التي تمثل له الحياة، في حين تتحلى أمه بالصمت نظرًا للهم الذي يحمله زوجها، وتدور الأحداث في هذا السياق.
فيلم "Girlhood"
يأتي هذا الفيلم الفرنسي ليعبر عن فئة مهمشة في فرنسا وهم أصحاب البشرة السمراء، حيث يناقش الفيلم مفاهيم العرق والجنس والطبقة بين هؤلاء الأشخاص، فيحكي قصة فتاة شابة تعيش في حي خارج باريس، لتتوالى أحداث الفيلم ليصور القصص المختلفة للمراهقين من ذوات البشرة السمراء.
وتم عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي عام 2014، وتم عرضه في قسم السينما العالمية المعاصرة في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي لنفس العام، كما حصل على 4 ترشيحات في جوائز سيزار الأربعين، بما في ذلك أفضل مخرج لـ سيلين سسياما والممثلة الواعدة لكاريدجا توريه.
فيلم "Men Don't Cry"
"الدراما البوسنية" غريبة على المجتمعات العربية، لقلة الإنتاجات الدرامية لدولة البوسنة، لكن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي جاء هذا العام ليستضيف فيلم "(Men Don't Cry ( Muškarci ne plaču "، حيث تدور أحداث الفيلم حول عدد من المحاربين القدامى الذين تسببت الحروب في إصابتهم الجسدية أو النفسية.
ويتجمع هؤلاء الأشخاص باختلاف انتماءتهم وديناتهم في مركز لإعادة التأهيل الجسدي والنفسي، لتبدأ سلسلة متتابعة من الأحداث والمشكلات بينهم بسبب الاختلافات.
فيلم "Ali's Wedding"
تشارك السينما الإسترالية بفيلم "Ali's Weddings" والذي يجسد حياة شاب مسلم يطمح بأن يتخذ خيارات صحيحة في حياته، ويكون طبيب مشهور لكي يرضى والديه، لكنه يفشل في تحقيق ذلك بسبب رسوبه.
ويقع عند التحاقه بالجامعة في حب فتاة وتتوالى الأحداث في الفيلم بمحاولة هذا الشاب علي لتحقيق التوقعات المستحيلة وإنجازات أكاديمية لكسب رضى والده للموافقة على زواجه، وتتوالى مشاهد الفيلم ليحتوي على عناصر التسلية والترفيه للمشاهد في إطار كوميدي.
فيلم "Apricot Groves"
الدراما الآرمينيا حضرت بقوة داخل قاعات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بفيلم "Apricot Groves" الذي تم إنتاجه العام الماضي، ويتناقش الفيلم قصة شاب آرميني إيراني عاش طفولته في أمريكا.
ومع توالي الأحداث يقرر الشاب آرام العودة مرة أخرى إلى وطنه الأم لكي يتقدم لخطبة صديقته التي تنتمي إلى عائلة دينية محافظة، ليجد نفسه واقعًا أمام مجموعة من العادات والتقاليد التي يرفضها لكنه مجبر على اتباعها لإتمام الزيجة، لتستمر الدراما بشكل هادي وسلسل.
اعرف جدول أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وأماكن عرضها