انشاء حساب



تسجيل الدخول



06 أبريل 2017
14963

تعتبر الأخلاق شكل من أشكال الوعي الإنساني، وما يحكم الشعوب هو القيم والمبادئ والأخلاق، بحيث ترتقي إلى درجة أن تصبح مرجعية ثقافية لتلك الشعوب، وكثيرًا ما نشاهد بحياتنا بعض المواقف التي تصف صاحب الفعل بـ"المحترم"، قائلين: "ده عنده أخلاق".

 

كما يشتهر مصطلح "الرياضة أخلاق"، وبالفعل فهي أخلاق قبل أن تكون منافسة، ونرى في الملاعب العديد من تلك الأخلاقيات، ولطالما اقترنت أسماء بعض اللاعبين بأخلاقهم، ودلت تصرفاتهم عليها، ومن هنا  أقرت الأمم المتحدة يوم 6 أبريل، كيوم عالمي للرياضة من أجل تحقيق التنمية والسلام، وذلك نتيجة لدورها في تشجيع التسامح والاحترام.

 

"المصارعة الحرة"ساعدت لاعب كرة قدم في إنقاذ خصمه

 

ما أن تلبث أن تطأ قدمه على عشب أرض الملعب، ليتحدد مرمى هدفه وسط "الشبكة"، لإدخال الكرة بشباك الفريق الخصم، حتى يصيح الجمهور "جوووون"، وهنا ظهر مهاجم فريق ويست بروميتش اللاعب روندون في لقطة إنسانية، عند إنقاذه للاعب "أندريه يدلين" من السقوط على رأسه والتعرض للإصابة، داخل منافسات الجولة التاسعة بالدوري الإنجليزي لعام 2015.

 

فبحركة مصارعة حرة استطاع أن يقلبه رأسًا على عقب، منعًا من عدم اصطدام رأسه بالأرض، وانتهت المباراة بفوز ويست بروميتش بهدف دون رد، وفوز يدلين بحياته.

 

 

قميص "رونالدينهو" بيد أمينة


"رونالدينهو"، يكفي اسمه لذكر العديد من المواقف الإنسانية، وكأنه خُلق لإعطاء اللاعبين دروسًا في الأخلاق، وكان أبرزهم إعطائه قميصه لأحد المشجعين، بعد أن لاحظ أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

فسيظل اسم لاعب برشلونة الإسباني، وميلان الإيطالي سابقًا رونالدينهو يتردد في تاريخ الكرة العالمية دائمًا. 


 

 

كما اشتهر اللاعب بالعديد من المواقف الانسانية أخرها انضمامه لمدة موسم واحد إلى صفوف فريق تشابيكوينسي البرازيلي، بنوفمبر 2016، الذي فقد غالبية لاعبيه وطاقمه الفني، في حادث سقوط طائرته، بعد تصعيدهم إلى نهائي كأس أمريكا الجنوبية لكرة القدم.

 

وقال "رونالدينيو": "يمر فريق شابيكوينسي بأوقات عصيبة حاليًا، إذا اتصلوا بنا، فنحن مستعدون لمساعدتهم".

 

 

صاحبة متلازمة "داون" تحدت الأطباء ودخلت ملعب كرة السلة

 

 

في سابقة هي الأولى من نوعها شاركت لاعبة بمتلازمة داون في مباراة لكرة السلة داخل مدرستها الابتدائية، وكانت "أبيغل كيد" من مدرسة نيو بروسكبيكت بلورينسبورغ،  لديها العديد من المشكلات الصحية الآخرى، حيث ولدت بمشاكل في القلب، وفي عمر الـ 5 أشهر فقط، خضعت لعملية قلب مفتوح، وقال الأطباء إنها لن تعيش لمدة طويلة.

 

ولكن ظلت على قيد الحياة حتى سن 12 عامًا، ودق قلبها مرة أخرى، كما شاركت في فريق النمور لكرة السلة، وعندما حان وقت المباراة ضد مدرسة إيثريدج اعتقد معظم الحضور أنها من ستطلق صافرة الانطلاق ثم تجلس على مقاعد البدلاء.

 

وبعد مرور بعض من الوقت في المباراة طلب منها مدرب الفريق أن تستعد للمشاركة في اللعب على أرض الملعب، فلم يكن شئ مما سبق مخطط له، ولم يكن يعرف أحد ماسيحدث، فما أن أمسكت "أبيجل" الكرة وركضت تجاهل الحكام جميع القواعد وكذلك أعضاء الفريق المنافس، وحققت أول فوز لها.

 

 

العداء الذي رفض الاستسلام

 

عندما نتحدث عن الشجاعة في عالم الرياضة، لا يمكن المرور دون ذكر قصة العداء البريطاني ديريك ريدموند، الذي كان مرشحًا للفوز في سباق 400 مترًا، في أولمبياد برشلونة 1992.

 

وكثير ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فأثناء المنافسات أُصيب بعد مئة وخمسين مترًا تقريبًا، لكنه لم يستسلم، وواصل تقدمه، وفي وسط كل ذلك خرج أحدهم من صفوف الجماهير لمساعدته، اعتقد رجال الأمن أنه من معجبي "ريدموند"، ولكن تبين بعد ذلك أنه والده.

 

 

في مباراة ودية "الشلل الدماغي" يصارع "البدن السليم"

 

 

يُصاب العديد من الأشخاص بالإحباط بعد عدم تحقيق أمانيهم، فماذا عن "جاريد" المُصاب بالشلل الدماغي، فأثبت الأطباء إنه غير قادر على الحركة، ولكنه أثبت لهم إنه قادر على تحقيق أحلامه.

 

كانت تلك هي أول مباراة مصارعة لصاحب الشلل الدماغي، بمدرسة الغروب المتوسطة في برينتوود، "جاريد"، وعلى الرغم من إصابته بالشلل الدماغي إلا أنه يحب المشاركة في جميع الأشكال الرياضة، وكان قد لعب كرة القدم خلال عام 2011، فدعاه المدربون إلى حلبة المصارعة بعام 2012، للعب ضد لاعب آخر سليم، ليثبتوا أن الإعاقة ليست بالجسد، وتأكيدًا على أحقية ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة.

 

وكان أكثر ما أدهش الحاضرون هو قدرة اللاعب السليم على التمثيل، حتى شعروا وكأن "جاريد" فاز بالمباراة، دون انحياز، وبدون أن يجرح مشاعره.

 

 

 

"أعمى" داخل ملعب برشلونة

 

لفت  لاعب برشلونة داني ألفيس الأنظار بمبادرة إنسانية مع طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك خلال المباراة التي جمعت برشلونة وإسبانيول، بالدوري الإسباني. 

وكان "كارلوس" الطفل الفاقد للبصر يرقد على كرسي متحرك بالقرب من مقاعد البدلاء، ودفع ذلك ألفيس للتوجه نحو الطفل وحمله بين أذرعه من أجل التقاط صورة جماعية مع كل عناصر الفريق الكتالوني.


وبدت السعادة واضحة على كارلوس، كما أن رفيقة نجم برشلونة وقائد البرازيلي "نيمار دا سيلفا" ظلت بجانبه تواسيه، ونشرت عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام" مقطع فيديو لهذا الموقف الإنساني.
 

 

هناك ما هو أبعد من اللعب بكرة التنس داخل الملعب

 

من يشاهد كرة التنس يعرف ذلك الصبي الذي يقتصر دروه على تجميع الكرات الضائعة في الملعب، ورمي الكرات الأخرى للاعبين، ولكن هناك من هو يرى بقلبه قبل عينه، فخلال الجولة الثانية من مباراة لاعب التنس نوفاك ديوكوفيتش من بطولة فرنسا المفتوحة ضد جواو سوسا، بدأ المطر يهطل، وكان "صبي الكرة" يفتح مظلة لحماية لاعب التنس، ومن بعدها طلب "نوفاك" من الفتى المجيء والجلوس معه.

 

ومن بعد ذلك أخذ منه المظلة، وتشارك معه في شرب العصير، وكأنهم أصدقاء مقربين.

 

 

ضحّت بسباقها لمساعدة منافستها

 

إذا رأيت أحد سقط بالشارع ستساعده، إنما إذا كنت مشاركًا في منافسة "جري" معه، ستتركه لتفوز بالسباق، ففي تلك اللحظات التي ترك فيها أحدهم الآخر ليسقط، تعثرت العداءة النيوزلندية نيكي هامبلين أثناء سباق 5000 متر بأولمبياد ريو 2016، بفعل سقوط منافستها العداءة الأمريكية دير داجوستينو أمامها، حينها قدمت هامبلين أروع صور الانسانية، إذ رفضت إتمام السباق قبل الاطمئنان على زميلتها داجوستينو، فاحتلت هامبلين المرتبة 29 بين 38 متسابقة.

 

وخرجت المتسابقتان من السباق الذي يقود صاحبات المراكز الـ16 الأولى إلى المرحلة التالية، ولكن الاتحاد الدولي لألعاب القوى اعتبر العداءتين فائزتين ونقلهما للأدوار النهائية لتعزيز مبدأ الأخلاق في روح التنافس الرياضي.

 


تعليقات