انشاء حساب



تسجيل الدخول



طالب حقوق حلوان المتوفي أحمد عيد المشهور بأحمد الصعيدي
18 يناير 2017
3665

هتوحشوني، قولوا لأمي تسامحني.. تلك كانت آخر الكلمات المزعومة بأنها على لسان الطالب بالفرقة الثانية بكلية حقوق حلوان أحمد عيد والمشهور بـ"أحمد الصعيدي"، والتي جاءت الأنباء الأولى بانتحاره عن طريق السقوط من شرفة حجرته رقم (609) بمبنى (15) الدور السادس بالمدينة الجامعية، تاركًا خلفه الكثير من الغموض حول ملابسات وفاته، وهل كانت انتحار أم قتل؟

 

كانت البداية عند تلقي الجامعة خبر سقوط الطالب أحمد، حيث أشارت الجامعة، في بيان رسمي لها، أنه في تمام الساعة العاشرة من مساء الأربعاء الماضي، تم الإبلاغ عن وفاة طالب، وانتقل القائم بعمل رئيس جامعة حلوان الدكتور ماجد نجم على الفور لمتابعة الحادث ومعرفة أسبابه، موضحًا أنه أمر بسرعة نقل الطالب إلى المستشفى.

 

كما قال "نجم"، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي، إن المشرفين تفاعلوا مع الحادث، وانتقلوا إلى مكان الجثة في أقل من دقيقة، وكذلك انتقل الطبيب المناوب، وتم نقل الطالب إلى مستشفى الإنتاج الحربي، إلا أنه توفى فور وصوله.

 

وعن إذا كان الحادث انتحار أو شبهة جنائية، قال إن الأمر كله بيد النيابة العامة والطب الشرعي، مشيرًا إلى أنه بالفعل عثر ظابط المباحث على ورقة "هتوحشوني، قولوا لأمي تسامحني"، مؤكدًا أنها أيضًا قيد التحقيق بالنيابة.

 

السبب وراء وفاة الطالب وروايات أصدقائه المقربين المخالفة للجامعة

على النقيض من تصريحات القائم بعمل رئيس الجامعة، كان للطلاب والأصدقاء المقربين للفقيد روايتهم الخاصة، والمخالفة لأقوال الجامعة حيث قال الطالب بالفرقة الثانية بحقوق حلوان أحمد، والمشهور بـ"بيبو"، إنه علم بوفاة صديقه "منتحرًا" من صفحات التواصل الاجتماعي، في ثاني يوم من امتحانهم، موضحًا أن أحمد خرج من الامتحان الأربعاء الماضي سعيد، ويضحك كعادته، ومؤكدًا على أنه لا يصدق الأحاديث التي نشرتها الجامعة حول انتحاره، قائلًا: "أحمد إيمانه مكانش ضعيف".

 

كما أشار الطالب بالفرقة الثانية والصديق المقرب للمتوفي محمود غريب إلى أن والد الفقيد  كذب قصة الانتحار من بداية الأمر، وكشف عن خلاف بين أحمد و5 طلاب بالكلية والمُقيمين معه في المدينة الجامعية نتيجة سرقة أحدهم للهاتف الخاص به، حيث ترجع الحادثة إلى شهور قبل وفاته، واكتشاف "أحمد" للسارق، الأمر الذي ضايق بعضهم للغاية.

 

وأكد الطالب بالفرقة الأولى بحقوق حلوان محمد ماجد، إلى "شفاف" وهو الصديق المقرب للمتوفي، الشكوك المتعلقة بهؤلاء الأشخاص، متهمًا أحد الطلاب بالاسم، وهو "رمضان"، قائلًا: "السنة اللي فاتت أحمد لما عرف مين ايلي سرق موبايله، مرضاش يعمل مشكلة، ونزل للإشراف، وطالب رمضان بتليفونه عند الإشراف، والمسؤول أدى لأحمد "التاب" بتاع رمضان بدل اللي اتسرق، وأدى فرصة لرمضان أسبوع يجيب تليفون لأحمد"، كما طالب "أحمد" المسؤول عن الإشراف بنقله من الغرفة".

 

ولكن الإشراف قام بنقل الطالب "رمضان" من مبنى رقم 15 إلى مبنى رقم 5، ومن هنا نشبت عداوة بينهما، مؤكدًا على سرقة هاتف "أحمد" مرة أخرى قبل أسابيع من وفاته.

 

وأشار "ماجد" إلى أن أحمد في يوم وفاته كان يجلب بضاعة لأهله من "التوفيقية"، وعرض عليه أحد أصدقائه قضاء تلك الليلة معه نظرًا لطول المسافة للمدينة الجامعية، ولكنه رفض، وبالفعل ذهب إلى المدينة وبعدها بساعة علم بخبر الوفاة، مؤكدًا على وجود أثار لضرب على رأسه،  قائلًا: "أحمد وشه كان بايظ، ودماغه شبه ضايعة من الضرب".

 

الطلاب تدشن هاشتاج "أحمد مات مقتول" وتفاصيل جديدة عن مقتله

دشن عدد من أصدقاء الطالب أحمد عيد، صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "الصعيدي مات مقتول" معبرين عن رفضهم لإيحاء أن الطالب انتحر، ومعبرين عن رفضهم هذا الإدعاء، داعين له بالرحمة، كاشفين عن بعض ملابسات تبرر أنه تعرض للضرب والقتل، وأنه لم يمت منتحرًا، وأن الشخص المُدعي "رمضان" هو الذي وراء مقتله.

 

وقال المسؤول عن الصفحة إبراهيم عابد إلى "شفاف" إن أحمد متوفي داخل المدينة الجامعية، أي قبل ذهابه إلى المستشفى، نافيًا ما ذكره القائم بأعمال الجامعة ماجد نجم.

 

كما أشار إلى رفض المستشفى لصدور تصريح خاص بميعاد وفاة أحمد، مؤكدًا على عدم صحة التوقيت المتداول عن وفاة أحمد في الساعة الحادية عشر مساءً، قائلًا إنه توفى في الفترة من الساعة التاسعة و40 دقيقة حتى العاشرة مساءً، والمسافة بين المدينة ومستشفى الإنتاج الحربي 4 دقائق فقط.

 

وفي السياق ذاته أكد على دفع أحمد خارج شرفه المبنى، معللًا ذلك بأن هناك محول كهربائي أسفل الشرفة، كان من البديهي أن يصطدم به "أحمد" إذا قام بالانتحار.

 

 

تحقيقات النيابة

باشرت نيابة حلوان برئاسة المستشار إسلام سرور، التحقيق في قضية الوفاة بعد أن وجدت رسالة "هتوحشوني، قولوا لأمي تسامحني.. بحبك يا نورهان"، مما انتشرت الأقاويل عن انتحاره بسبب حبه لفتاة، إلا أن اتهام والد المجني عليه، لأحد أصدقائه بقتله؛ جعلت النيابة العامة، تفتح تحقيقًا موسعًا في القضية.

 

 

وعند سؤال "بيبو" عن ما يتردد حول أن سبب إقدام الطالب على إلقاء نفسه هو أن فتاة يحبها تركته وارتبطت بأخر، فقرر التخلص من حياته، قال: "أحمد مش بالعقلية ديه عشان ينتحر".

 

فيما أشار "ماجد" إلى "شفاف" أن هناك العديد من أصدقاء أحمد يعلمون بأنه تم قتله، وذلك عند دخولهم لرؤية صديقهم وجدوا هناك ضربة على رأسه، و"خرابيش" بجسده ورقبته، موضحًا أنه إذا انتحر من الدور السادس مثلما يقال فمن المؤكد أن يكون هناك كسور، ولكن الطب الشرعي ثبت أنه ليس هناك أي آثار لكسور بجسم المتوفي.

 

وعلق على الورقة التي وجدتها النيابة أثناء التفتيش، أن الخط بالورقة ليس خط أحمد، حيث كان أول تعبير له عند رؤية الورقة: "هو أحمد من أمتى خطه وحش كده؟"، وأن الذين قاموا بإلقائه، هم من كتبوا تلك الورقة بخط ايديهم لتضليل لجان التحقيق.

 

وحققت نيابة حلوان، مع 4 أشخاص كانوا في دائرة الاشتباه بقتل الطالب، حيث اتهم والده عمر خالد حسين محمد، 20سنة، طالب بكلية الحقوق بجامعة حلوان، بقتل نجله، ونفى والد المجني عليه تهمه القتل عن الثلاثة الآخرين، وهما: محمود هاشم حمدي، وأحمد ميري لملوم، ومحمد مرجان، مما دفع وكلاء نيابة حلوان، أحمد مدكور، وأحمد إلهامي، بإخلاء سبيل الثلاثة الذين برأهم والد المجني عليه، دون أي ضمانات، وحبس عمر خالد على ذمة التحقيق، لحين ورود تحريات المباحث عن الواقعة.

 

وعن حادثة سرقة الهاتف المحمول قال صديق أحمد المقرب محمود غريب، إن المشكوك في أمرهم هم خمس طلاب، تم التحقيق مع أربعة، الخميس الماضي، وأخلت سبيلهم الجمعة، مع الالتزام بالحضور عند الطلب، وكان آخرهم "رمضان" الهارب بموطنه بمدينة الفيوم، والذي أحضرته النيابة وأدلى بتصريحات وأخلى سبيله السبت الماضي.

 

كما أوضح "غريب" إلى "شفاف" أن والد الطالب عند إطلاعه على أقوال المتهمين، كان كلًا منهم يروي رواية مختلفة، حيث هناك من اتهم أحمد بأنه هو من سرق هاتف أحدهم، وهناك من قام بتأليف قصة وهي أنه نسى "اللاب" الخاص به بغرفة أحمد بالمدينة الجامعية، وعند الذهاب لجلبه سمع صوت ضرب، وآخر قال إنه كان في طريقه إلى غرفة أحمد وعند عدم استجابة أحمد لفتح الباب دخل فوجده مُلقى أرضًا خارج المبنى.

 

وفي السياق ذاته وتأكيدًا على مقتل أحمد أشار "ماجد"إلى أن المتوفي وجد على مسافة 5 أو 6 امتار بعيدًا عن شرفة المبني المُقيم فيه، وذلك دليلًا على دفع أحدهم للطالب من الشرفة، وليس انتحارًا.

 

كما أكد إسلام عيد شقيق الطالب المتوفي إن هؤلاء الأصدقاء هم آخر الاشخاص التي تواجدت مع "أحمد" قبل مقتله بساعات، بحد تعبيره، مشيرًا إلى أن الرسالة التي تركها ليست بخط يده، وأرجع الأمر إلى أن شقيقه كان قد كتب على نفس الورقة التي بها نص "سامحوني أبي وأمي" ولكن من الجهة المقابلة، وكان هناك فرق كبير في الخطوط، مؤكدًا على الذي كتب هذه الورقة هو قاتله.

 

كما أوضح "ماجد" إلى أن التقرير المبدئي للطب الشرعي أشار إلى أن المتوفي تم قتله، وأنها ليس عملية انتحار، كما ترددت أقاويل غير مؤكدة من أحد أمناء الشرطة لأصدقائه بأن هناك تقرير آخر صادر عن الطب الشرعي يفيد بتناول المتوفي جرعة من المخدرات، وكانت تلك أسباب اختلال توازنه وإلقائه بنفسه من الشرفة.

 

إحالة واقعة وفاة طالب بالمدينة الجامعية حلوان للنيابة.. والطالب ترك ورقة: "سامحوني:

أخر ما كتب "الصعيدي" على "الفيسبوك

كان أحمد ككثير من الشباب الذين يتفاعلون مع أصدقائهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وكان مع بداية سنة 2017 كتب أنه سيبدأها بذكر الله، والعديد من المنشورات الآخرى الخاصة به.

 

بعض منشورات أحمد على "الفيسبوك"

 

 

رعب الامتحانات يدفع طالب بصيدلة حلوان لمحاولة الانتحار

 


تعليقات