انشاء حساب



تسجيل الدخول



رئيس الاتحاد المصري للإسكواش عاصم خليفة
31 ديسمبر 2016
10316

خلال السنوات الأخيرة كانت دائمًا ما ترتفع أصداء رياضة الأسكواش على المستوى العالمي، ويرتفع معها أسماء لاعبي أبطال مصر، الذيت يتربعون على عرش اللعبة، بل ويحتلوا الدرجات الأولى في التصنيف العالمي لكل شهر من عام 2016.

 

حيث استمر اللاعبين في احتلال صدارة التصنيف العالمي قرابة عام كامل، وتواجد 10 لاعبين مصريين في أول عشرة لاعبين على مستوى العالم لشهر ديسمبر، وواصل لاعب المنتخب الوطني محمد الشوربجي تربعه على صدارة التصنيف العالمي للرجال عن الشهر الجديد، والذي شهد تواجد ستة مصريين في تصنيف العشرة الأوائل على مستوى العالم.

 

وفي السيدات حافظت نور الشربيني على صدارة التصنيف العالمي للاعبات الإسكواش لهذا الشهر، والذي يتميز بتواجد أربع مصريات، وفي واقعة حدثت للمرة الأولى منذ عام ١٩٩٦ جاءت ٣ لاعبات في صدارة التصنيف من دولة واحدة وهن نور الشربيني، ورنيم الوليلي، ونوران جوهر، في المراكز الأول والثاني والثالث، بينما احتفظت أمنية عبد القوى بالمركز الثامن.

 

وكان لشفاف هذا الحوار مع رئيس الاتحاد المصري للإسكواش عاصم خليفة، ليكشف لنا عن الأسباب وراء نجاح المصريين في تلك الرياضة على وجه الخصوص.

 

برز لنا "عاصم" في بداية حواره عن الأسباب وراء تربع مصر على قائمة الأوائل في الإسكواش، التي كانت أهمها الإسهامات الفنية والمالية التي يقدمها الاتحاد، موضحًا أن الكفاءات الإدارية العالية، ووضع استراتيجية لتدعيم الناشئين هي أول تلك الأسباب، وذلك لأن النشاط المحلي هو أكثر ما يفيدهم، وكذلك الاحتكاك الخارجي.

 

وأشار إلى أن ذلك يؤدي إلى توسيع القاعدة وتوفير احتكاك مناسب، فيجعل هناك احتكاك باللاعبين المحليين، وينافس مستواهم المستويات العالمية،مؤكدًا على نجاح الاتحاد في تحقيق ذلك الهدف.

 

كما أوضح أن دور الاتحاد للأندية، يأتي بعد دور الأندية في عمل قاعدة ناشئين، حيث يعمل الاتحاد على انتقاء العناصر الجيدة، عن طريق الجهاز الفني، ومن هنا تبدأ خطوة الانتقال إلى المنتخب المصري، مع التدريبات والاحتكاكات الخارجية، والسفر للبطولات الخارجية.

 

وأضاف أن اختيار اللاعبين للمنتخب يعتمد على مبدأ الشفافية في المسابقات المحلية، ثم تفرز النتائج التي يتم من خلالها ترتيب اللاعبين، وعن طريق الترتيب، يتم التوصل إلى أحسن العناصر لضمها للمنتخب القومي.

 

وعن المسابقات أوضح أن هناك لجنة تضع الجداول للمسابقات المحلية، والتي تضم اللاعبين في جميع الفئات، مثال بطولة وادي دجلة، ونادي الجزيرة، ونادي الصيد، ونادي هليوبولس.

 

وأشار إلى توفيق الوقت بين التدريب والدراسة لبعض الناشئين، يرجع إلى ضبط الوقت بالنسبة للاعبين، فهناك من يأتي من المدرسة إلى النادي ويلعبوا، ثم يؤدوا الواجبات المدرسية، ويستأنفوا للعب مرة أخرى، وذلك على جانب التدريبات المحلية.

 

أما بالنسبة للبطولات واشتراك الطلاب بها، فأكد أنه عالميًا مواعيد الامتحانات قريبة من بعضها البعض، مما يجعل هناك صعوبة في تنظيم بطولة في نفس موعد الامتحانات، مشيرًا إلى أنه إذا حدث ذلك في ظرف ما بطريقة استثنائية، فيتم إرسال جوابات من الاتحاد إلى المدارس والجامعات بشكل مباشر لامتحان الطلاب قبل الموعد بشكل منفرد أو بعده.

 

وفيما يتعلق بالصرف على اللعبة وكذلك اللاعبين، ذكر إلى "شفاف" أن هناك دعم مقرر من وزارة الشباب والرياضة، ويتم تحديده طبقًا لوجهة نظرها، وذلك بحسب البرنامج التدريبي والمسابقات التي يشارك فيها الاتحاد، فيكون الجزء المخصص للحكومة يزيد عن 50%، والاتحاد يوفر الـ 50% المتبقية من خلال الرعاة وجلب الإيرادات.

 

كما أوضح أن ما يميز الإسكواش عن غيره من الألعاب الآخرى هو أن جميع عناصر اللعبة محلي، وذلك بداية من المدير الفني، ومدير اللياقة، ومدرب الفريق، حتى الملاعب، موضحًا أن اللعبة لاتتطلب مدربين من الخارج مثل التايكوندو على سبيل المثال، الذين يضطرون إلى مدرب من اليابان أو مدرب لرفع الأثقال من روسيا.

 

وذكر مثال أنه عندما كان الاتحاد في حاجة لملعب، قاموا باستيراده فقط من الخارج، وذلك بهدف عمل طفرة في لعبة الإسكواش بمصر، حيث قامت عليه العديد من المسابقات، فيما عدا ذلك أوضح أن الاتحاد يقدر على العمل بطريقة إيجابية بالعناصر المتاحة.

 

وطالب الدولة بمساعدتهم عن طريق وجود فرص لتدعيم البنية التحتية، مثل بناء ملاعب للاسكواش، وذلك نظرًا للامكانيات المالية المحددة للاتحاد، وكذلك أهمية وجود مركز طبي عالمي، أو مركز لعلاج إصابات الملاعب والكشف عن المنشطات، موضحًا أن ذلك ما ينقص اللعبة داخل مصر ليس أكثر من ذلك.

 

وبسؤاله عن اقتصار لعبة الإسكواش على طبقة معينة من اللاعبين، نظرًا للتدريبات المُكلفة ماديًا، قال إن الاتجاه مبني على الفرق بين الممارسة والاحتراف، أي أن ممارسة الناشئين للإسكواش ليست غالية، لأنها متمثلة في إيجار الملعب، مشيرًا إلى أنها تعتبر اللعبة الوحيدة التي من الممكن أن يلعبها اللاعب بمفرده، ويحصل على نتائجها، وإذا شعر بوجود الموهبة بداخله، فمن هنا سيبدأ الجهاز الفني في تبنيه، ويتكفل به ماديًا.

 

وأوضح أن الانتقال من الممارسة إلى الاحتراف، هو أمر مُكلف، إنما طوال فترة الممارسة فهي غير مُكلفة بالمرة، مؤكدًا على اختلاف أسعار التدريبات باختلاف النوادي، وذلك بناءً على مستويات الكفاءة في التدريب، موضحًا أن الاتحاد لا يتدخل في أسعار التدريبات بداخل الأندية.

 

كما تحدث عن البنية التحتية المتمثلة في النوادي، وأنها ليست متواجدة في جميع أنحاء الجمهورية، مشيرًا إلى أنه محصور داخل القاهرة والإسكندرية ومؤخرًا بطنطا.

 

ولكن على الرغم من ذلك إلا إنه أكد على تميز مصر في تدريبات الإسكواش عن غيرها من الأندية الخارجية، قائلًا: "تدريبات الأندية الخارجية ضعيفة بالنسبة للبرامج في مصر، وأحسن تدريب اسكواش، وبرامج تدريبية للناشئين، وبالإضافة إلى برامج لياقة بدنية وتغذية، موجودين في مصر، فهي لديها كيفية صناعة البطل خاصة في الإسكواش".

 

وبسؤاله عن خروج بعض اللاعبين للتدريب بالخارج، قال إن اللاعب العالمي دائمًا ما يحتاج إلى مستويات عالمية للاحتكاك بهم، مشيرًا إلى أنهم بالخارج يتميزون عنا في أسلوب العلاج للعضلات، أو الإصابات فهو أسرع وأفضل، ولكن التدريبات المصرية موجودة بشكل كبير، مثل بطولة محلية لنادي سموحة وكانت المباراة النهائية بين محمد الشوربجي وعمر مسعد، والإثنين أبطال عالميين وفي أوائل التصنيفات.

 

كما أن الميزة التي تجعل لاعبي الاسكواش على مستوى عالي هو القدروة، فهناك قدوة في كلا فريقي الرجال والنساء مثل رامي عاشور والشوربجي في الرجال، ونور الشربيني ورنيم الوليلي وغيرهم في السيدات.

 

وعن اهتمام الدولة بالألعاب الجماعية عن غيرها من الألعال الفردية، قال إنه بالرجوع إلى تاريخ الأولمبياد بيتم تحقيق ميداليات في الألعاب الفردية، مؤكدًا على ضرورة بناء الجهود على هذه الألعاب بتحقيق المزيد من الإنتاج مثل أبو القاسم في الشيش، وكرم جابر في الملاكمة، مشيرًا إلى أن الجهد المبذول في الألعاب الفردية يكون مُجدي أكثر من الألعاب الجماعية، حيث إنه سيؤتي ثماره مع بذل مجهود أكبر في الألعاب الفردية.

 

وفي السياق ذاته أشار إلى أن كذلك الإعلام مُهتم بالألعاب الجماعية أكثر من الفردية، فعلى سبيل المثال لا يتم إذاعة مباريات بطولات الإسكواش بطريقة منتظمة، حيث ينتظر الإعلام بطولة كبيرة أو مهمة لعرضها.

 

إنما الأكثر طلبًا في هذا الاتجاه هو الاهتمام بالأبطال على الجانب الإعلامي والإعلاني من حيث المشاركة في الإعلانات أو المجلات واستضافتهم في بعض البرامج، ومتابعة أخبارهم الشخصية مثل باقي المشاهير ولاعبي كرة القدم التي يتتبع الجمهور أخبار الزواج والسفر، وتمضية الإجازات وهكذا.

 

وعن عام 2016 أشار إلى أن الاتحاد وكذلك المنتخب حصد نتائج جيدة، وجاء ذلك نتيجة جهود كبيرة وتراكم المجهودات من عامي 2014، 2015، ولاستمرار تربع مصر على عرش الإسكواش أشار إلى تتبع ذات المنهجية والحصول على البطولات، ذلك الأمر الذي عمل على لفت انتباه الجمهور خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى الاهتمام بالناشئين الذي يأتي فيالمرتبة الأولى، وذلك نظرًا لأن مصر عرفت كيفية صناعة البطل، فستظل مصنع الأبطال.

 

وفي نهاية حديثه أوضح أن الحفاظ على تربع مصر على عرش الإسكواش ليس بلاأمر اليسير؛ خاصة فيما تمر فيه مصر من أزمات اقتصادية مع ارتفاع سعر الدولار، مؤكدًا على طريقة إيجاد موارد غير تقليدية للصرف على الإسكواش.

 

 

 


تعليقات