انشاء حساب



تسجيل الدخول



اللاعبة هايدي عادل
كتب بواسطة: شيماء الملاح
20 أكتوبر 2016
11720

كل منا يرى الاستثمار بشكل مختلف، فهناك من يراه الإدخار المالي، وهناك من يرى أن الاستثمار الأمثل هو في البشر، سواء كان عن طريق التعليم أوالعمل أوالتفوق العلمي، أو عن طريق التميز في الألعاب الرياضية والتفرد بهذا النوع من التميز، ومن هنا برزت قصص العديد من النجوم الرياضيين والناشئين المتميزين الذين رفعوا أعلام مصر في أهم الملاعب والمسابقات العالمية، ومن بينهم تلك الناشئة الصغيرة البطلة هايدي عادل.

 

بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت مؤخرًا في البرازيل، وسادت حالة السكون، وبدأ كل من الرياضيين الاستعداد لأولمبياد طوكيو 2020، وتأتي إحدى النماذج من الرياضيين الناشئين، طالبة الثانوية العامة، ولاعبة المنتخب الوطني للخماسي الحديث هايدي عادل، والتي تعتبر أصغر لاعبة شاركت في تاريخ الدورات الأولمبية، فبالرغم من أنها ودعت الأولمبياد دون الحصول على ميدالية إلا أنها كانت عنصرًا مشرفًا أمام العالم يحمل علم مصر.

 

اللاعبة هايدي عادل

 

وقالت هايدي إنها بدأت لعبة الخماسي منذ السابعة من عمرها، حيث كانت بدايتها مع السباحة فقط بناء على رغبة أهلها، ومن بعدها سمعت عن رياضة الخماسي من البعض فظلت عالقة في أذهانها، وبدأت تدريجيًا التدريب على الجري بجانب السباحة، ومع إعجبابها الشديد بالخماسي مع مرور الوقت، قررت الاستمرار بها واتخذت منها رياضة أساسية لها.

 

أما عن فكرة اختيارها للخماسي دون باقي الرياضيات التي سبق ومارستها، أضافت إلى "شفاف" أنها تشعر بالملل أثناء قيامها بنوع واحد من الألعاب، موضحة أن المميز في رياضة الخماسي هو أنها تجمع بين خمسة ألعاب مختلفة تمامًا؛ منها ألعاب تعتمد على القوة البدنية بشكل قوي، وأخرى على القوة الذهنية والتركيز.

 

أثناء ممارستها لرياضة الجري

 

وفي سؤالنا عن أخر المسابقات المُشاركة بها في الفترة الحالية أوضحت أن تلك الفترة تعتبر إجازة من الرياضة، وذلك بسبب انشغالها بالدراسة والامتحانات، ومع بداية شهر نوفمبر المقبل سيتم العودة إلى التدريبات مجددًا، استعدادًا للمشاركة في كأس العالم للخماسي الذي سيقام في الولايات المتحدة في نهاية نوفمبر المقبل، ثم المشاركة في بطولة كأس العالم المقامة بمصر في نهاية مارس.

 

كما تستعد خلال الفترة القليلة القادمة لبطولة العالم للناشئين، قائلة "هي بالنسبة لي الأهم لأن هذا العام هو الأخير الذي أتمكن من خلاله المشاركة في البطولة، وهدفي الحصول على المركز الأول بعدما حصلت على المركز الثاني العام الماضي، والمركز الثالث خلال هذا العام"، مؤكدة على أنها منذ عودتها من أولمبياد ريو دي جانيرو وحتى 2020 ستستعد للمشاركة في أولمبياد طوكيو وخاصة بعد الخبرة التي اكتسبتها في الاولمبياد السابقة، والأخطاء التي وقعت بها.

 

أثناء ممارستها لرياضة السباحة

 

وعبرت عن سعادتها لاشتراكها بأولمبياد ريود دي جانيرو، واصفة إياه بالرائع، معللة ذلك بأن الاشتراك بالأولمبياد يعتبر أفضل تجربة لأي رياضي من الممكن أن يمر بها، ولصغر سنها فهذه تعتبر ميزة إضافية، مؤكدة على الخبرة التي تلقتها هناك، قائلة: "أنا اعتبر الأولمبياد هي الخبرة الأكبر التي يمكن أن اكتسبها طيلة حياتي، فوجودي هناك في هذا السن الصغير كان دافعًا كبيرًا لتنمية مهاراتي"، مشيرة إلى أن تأهيلها للأولمبياد جاء بعد فوزها في بطولة أفريقيا 2015، وحصولها على المركز الأول، حيث أنه بناءًا على بطولة أفريقيا يتم ترشيح الفائز الأول بها للأولمبياد.

 

كما استقبلها أهلها بعد عودتها بشكل هائل وقدموا لها كل الدعم والتشجيع، مؤذرين من أشدها، وإنه يكفيها اشتراكها في الدورة على الرغم من صغر سنها، ولا زالت لديها العديد من الفرص في السنوات القادمة، وشكرت مدربها الكابتن شريف الذي كان دائمًا ما يؤكد لها أن دورها هو بذل أقصى ما لديها، وتأدية واجبها فقط.

 

مشاركتها بأولمبياد "ريو" 2016

 

وبالنسبة للتوفيق بين الدراسة والرياضة، أوضحت أن الأمر ليس بالسهل، بل ويزداد صعوبة عام بعد الآخر، ولكن تنظيم الوقت يسهل من العملية، مشيرة إلى أنها تعوض ما فاتها خلال أيام الإجازة بمساعدة أصدقائها، وكذلك الاتحاد يساعدها فيما يتعلق بإنجاز الأوراق الدراسية عند مشاركتها في بطولة ما.

 

وحددت "هايدي" هدفها الرياضي في الحصول على "الميدالية الأولمبية"، أما على المستوى الدراسي فكان هدفها الالتحاق بكلية الصيدلة، مؤكدة على أنه بالرغم من استمرارها في الرياضة، فيومًا ما ستتركها لعوامل كثيرة، لذا كان لابد من خلق محال أخر بعيد عن الرياضة لتستكمل بها حياتها العملية فيما بعد.

 

 

وبسؤالها عن إذا كان هناك أي من جوانب التقصير من قبل وزارة الشباب والرياضة، خاصة بعد اشتراكها بأولمبياد "ريو"، نفت وجود أي تقصير، موضحة أنه مع الوقت تتزايد المعسكرات وكذلك السفر، بل وتجد كل ما تحتاجه سواؤ من الوزارة أو الاتحاد، ووجهت بالشكر إلى وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز، ورئيس اتحاد الخماسي الكابتن شريف العريان، على وجه الخصوص.

 

وناشدت في نهاية حديثها إلى "شفاف" الجميع وخاصة أبناء جيلها بممارسة الرياضة، معربة عن  أهميتها بشكل عام سواء في توسيع شبكة العلاقات الانسانية، وكذلك الخبرة الحياتية، مشيرة إلى أن فكرة الخوف من عدم القدرة على التوفيق بين الرياضة والدراسة غير مستحيلة، بل تحتاج إلى بعض التنظيم ليس أكثر، وشكرت أهلها على تشجيعهم لها ومساندتهم، وكذلك مدرستها بسبب دعمها الدائم.

 

 


تعليقات