انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: سامح خليل
12 أكتوبر 2014
11245

أماني بهجت

عم عزت عبدالخالق، مواطن مصري من أصول سورية يعمل كترزي وله محل صغير بمنطقة العرب بجسر السويس، المنطقة التي لطالما امتلأت بمظاهرات لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من ذلك تجد أن عم عزت قد علّق 16 بوستراً في محله تأييداً لـ"السيسي" ويفتخر بدعمه له، ذلك غير البوستر الذي يحمل صورة ناصر والسادات وأخيراً السيسي. حتماً سيبدأ الجميع بالحكم على عم عزت بأنه فلول صِرف ومن الفئة التي تُطلق مسميات مثل الطابور الخامس، النوشتاء والحكوكيين، ولكن هنا المفاجأة.

عم عزت ممن أيدوا الثورة طوال الخط من أول إسقاط مبارك حتى تولي مرسي الحكم، والذي قد دعمه لفترة من الوقت حتى أخلف مرسي بكل وعوده على حد وصف عم عزت، فقرر عم عزت تأييد إسقاطه، عم عزت كان ممن دعموا الثورة في عز وهنها ولكن أتعبته الحياة ومشاقها فأيد السيسي سعياً وراء الإستقرار، وهذا ما يجعلنا نتساءل فيما أخطأنا؟ لماذا الثورة بعد كل هذه التضحيات وكل ما مر به مؤيدوها لا زالت بعيدة عن الجماهير ومن الممكن في أي لحظة تركها سعياً وراء الاستقرار؟ عم عزت لا يُمثل نفسه فقط، هو يمثل شريحة كبيرة من الناس وقفت مع الثورة لكن سرعان ما تركتها، الثورة تستلزم ظهيراً شعبياً، تستلزم وعياً حقيقياً، تستلزم وجودنا بين الناس –أعلم يقيناً أننا لم نتركهم لحظةً ولكن يمكن لم نصل بالصورة التي يعرفونها- ليست لدي حلول جذرية ولا أعلم يقيناً ما الخطة القادمة كل ما أعرفه أننا قمنا بثورة وكانت النوايا الطيبة هي الغالبة، لم تنتصر الثورة حتى الآن.

يجب أن نعترف أن الشارع لم يعد معنا ويجب أن نعترف أن التعالي عن الإعتراف بإن الشارع لم يعد معنا سندفع ثمنه مستقبلاً كما دفعناه سابقاً. يجب أن نعلم أن ببساطة النوايا الطيبة ليست كافية وإن الطريق إلى جهنم محفوف بالنوايا الطيبة؛ النوايا الطيبة أمر محمود ومطلوب ولكنه غير كافي؛ النوايا الطيبة تستلزم عمل وجهد لكي تترجم تلك النوايا إلى برنامج عمل للثورة! نعم يجب أن يكون للثورة أجندة وبرنامج عمل وإلا سنبقى دائماً حيث نحن الآن؛ تور في ساقية.


تعليقات