انشاء حساب



تسجيل الدخول



سنة أولى كلية

كتب بواسطة: محمد عبد اللطيف
14 أغسطس 2016
14621

(1) سنة أولى جامعة لم تكن الساعات الأولى من الدراسة الجامعية علي المستوى المتوقع ولم أكن قروي ساذج ينتظر أن تبهره أجواء العاصمة.

شاب انتقل من مدينته الساحلية بعد صراع مع الأهل ليلتحق بكليته التي اختارها بإراداته مخالفًا رغبتهم بأن يلتحق بكليات الدراسات الإسلامية بدمياط لأنها قريبة!

1) ضابط برتبة نقيب يقف علي باب الكلية وأمامه طابور طويل من الطلاب الزاحفين نحو اللا شيء، كنت مثلهم ضمن القطيع لا أعلم أن الكلية عبارة عن اسم فقط لا يوجد مبنى ، لا يوجد منهج ،لا يوجد شيء.

كل ما يوجد هو الورق والأختام والحضور والغياب! وأخيرا بعد نجاحي بالاختبارات البدنية بالكلية، لم يكن هناك غير ما يسمى "ورقة الترشيح" تلك الورقة الصغيرة التي سوف تؤكد أني أصبحت من ضمن طلاب الكلية.

تلك الورقة أيضًا هي سبيلي حتى استطيع السكن في بيت طلاب المحافظة ، وبسبب تأخرها لم استطع أن أنهي إجراءات قيدي في الكلية ولا إجراءات السكن، حيث كان مكتوب بها "معهد فني مختبرات بكلية العلوم"ولكني قررت أن أدخل تربية رياضية وهذا كان هدفي من البداية، فكانت حيلة المعهد تلك من أجل إقناع أهلي، بأن البكالوريوس مهما كان أفضل من دبلوم!

حاورتهم بطريقة تفكيرهم ونجحت! ذهبت إلي شئون الطلاب بكلية التربية الرياضية ولم يساعدني أحد، ذهبت إلي كلية العلوم ولم يساعدني شيئ، كل ما كنت أحتاجه؛ مجرد لون أزرق برسمة معينة على الورقة لأنهي إجراءات السكن!

ورقة الترشيح مكتوب بها معهد فني مختبرات وأنا الآن في تربية رياضية، ولكن لا يوجد إثبات، ومن الممكن أن أفقد مكاني في سكن الطلاب، فلم يكن أمامي غير الحيلة ، نعم الحيلة هي من أنقذتني، بعد عناء

2) بمدينة بدر علي طريق السويس حيث كانت أول مرة أركب "التوكتوك" وصلت إلى شقة صديقي، استضافني حتى أُنهي إجراءات الكلية.

كنت استيقظ في السادسة صباحًا وأول محاضرة كانت في الثامنة والنصف، بالرغم من ذلك لم استطع ولو مرة اللحاق بموعد المحاضرة بسبب صعوبة المواصلات وتعنت الدكاترة.

كان ذلك قبيل ثورة الخامس والعشرين من يناير في نهايات سنة 2010 ؛

واذكر موقف قد حدث لي أثناء مكوثي بشقة صديقي، استيقظت في الصباح لأجد نفسي وحيدًا في الشقة، ليس تلك المشكلة، المشكلة أن الباب مغلق ولا يوجد به مقبض ولا استطيع أن افتحه إلا بمفتاح الشقة!

اتصلت كثيرا بصديقي ولم يرد وكان لابد من النزول، فكرت بالقفز من الشباك حيث أن الشقة كانت في الدور الأول ولم يكن هذا ارتفاع يقلقني، ولكني فكرت بأن قد يراني أحد فأبدوا كحرامي!

وعندما رأيت على الطاولة سكين وملعقة، نحيت فكرة القفز من ذهني ولمعت فكرة جديدة؛

يمكنني أن أفتح الباب بالملعقة والسكين عن طريق وضعهما في شق الباب، والذي كان كبير نسبيًا، فتمكنت من الضغط على اللسان فخرج من مكانه وفتحت الباب!

3) راهنت على قدرات موظفي الشئون البليدة أكثر مما راهنت على ذكائي! فهم لا يتعاملوا غير بالورق فأحضرت لهم الورقة التي يريدون!

طبعت ورقة ترشيحي المكتوب بها كلية العلوم"معهد فني مختبرات" وطبعت ورقة أخرى بها كلمة "كلية التربية الرياضية" وهنا استخرجت ورقة جديدة من الورقتين!

قمت بقص كلمة "تربية رياضية" من الورقة وألصقتها على كلمة" كلية علوم، معهد فني مختبرات" وصورتها عدة مرات، حتى أصبحت كأنها ورقة ترشيح مطبوعة!

وذهبت إلى موظف كلية التربية الرياضية، فختم الورقة على الفور! وأنهيت إجراءات سكني ببيت طلاب المحافظة! رغم أن اسمي لا زال بكلية العلوم، وللعلم، لم يظهر اسمي بكشف طلاب كلية التربية الرياضية غير بعد ثلاث شهور من بداية الدراسة! يتبع ......


تعليقات