انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: سامح خليل
26 مارس 2015
11727

ما أشبه اليوم بالبارحة..وما أشبه اليوم بالغد..

سطور نقرأها يومياً وواقع نعيش فيه يومياً, لكن السؤال, هل نحن نتعايش مع واقعناً الحالى؟؟

الأحداث متسارعة, نسمع الاخبار نجدها كما هى لا جديد فيها, أحداث متاولية متشابهة, صراعات قامت منذ وقت طويل ومازالت مستمرة وتتجدد يوم بعد يوم.

كل ذلك لا يهم, فالأخبار يومياً كما هى لا جديد فيها يستدعى الانتباه..

لكن الفكرة ليست فى الأخبار, فالأخبار وحدها لا تشكل الوعى، إنما هى وسيلة لنعرف ما يدور حولنا ليس إلا.

الفكرة تكمن فى ماهية الاخبار وكيفية استخدام الإعلام لها وإيصالها للقارئ, كيفية تضخيمه للأحداث العامة لتصل للمستمع أو القارئ على أنها أحد انجازات القادة العظام والأبطال الأبرار التى ستجعلنا فى مصاف الدول الكبرى.

فالإعلام كان ومازال وسيلة الحكام لإقناع الرعية بإنجازات حدثت فى عصورهم، وتضخم من الامور بشكل قد يكون مبالغاً فيه فتجد بعدها أن هذه الانجازات ما هى إلا حبر على ورق أو بمعنى أدق "فوتوشوب،" وما أكثر الإنجازات التى حاول من حكمونا إقناعنا بأنها وسيلة الرخاء والتقدم وما إلى ذلك من شعارات الرنانة.

ففى الستينيات خرجت الجرائد تحدثنا عن إنجازات الدولة وقيامها بتصنيع صواريخ تصل لعمق تل أبيب وهى صواريخ "القاهر- الظافر" وتصنيع الطائرة "حلوان300" لكن ماذا حدث مع كل هذه الضجة الاعلامية المصاحبة لهذه الانجازات؟؟

الصواريخ التى تم تصنيعها كانت تواجه عيوب كثيرة أهمها افتقادها لشريحة التوجيه و التى بدونها الصاروخ لا قيمة له

فالقريق سعد الدين الشاذلى قال فى مذكراته عنهما:

"عندما تسلمت أعمال رئــــيس أركـــان حرب القوات المسلحة المصرية لم يتطوع أحد ليخبرنى بشىء عن “القاهر” و”الظافر”، ولكنى تذكرتهما فجأة وأخذت أتقصى أخبارهما إلى أن عرفت القصة بأكملها، لن أقص كيف بدأت الحكاية، وكيف أنفقت ملايين الجنيهات على هذا المشروع، وكيف توقف، وكيف أسهم الإعلام المصرى فى تزوير الحقائق وخداع شعب مصر. إنى أترك ذلك كله للتاريخ، ولكنى سأتكلم فقط عن الحالة التى وجدت فيها هذا السلاح، وكيف حاولت أن أستفيد بقدر ما أستطيع من المجهود والمال اللذين أنفقا فيه".

و فى السبعينيات كان الإنفتاح الإقتصادى هو محور الأحداث فنرى كيفية تعامل الإعلام مع إنتفاضة 17 و 18 يناير من عام 1977.

 "إنتفاضة الخبز" التى حدثت نتيجة قرارات الحكومة الإقتصادية بعد الإنفتاح برفع الدعم عن بعض السلع وكيف سماها الرئيس السادات "انتفاضة الحرامية" فتعامل الإعلام معها على أنها أحداث قام بها الشيوعيون والناصريون لزعزعة استقرار الدولة و تعطيل مسار الانفتاح الاقتصادى.

و مشروع عصر مبارك القومى "توشكى" الذى أصبح فى ذاكرة التاريخ كأكبر الأوهام التى ضحك بها النظام على المصريون. أين توشكى الآن؟  هل حلت توشكى أزمة البطالة؟ هل استصلح أحد الاراضى؟؟ هل أخذ أى مواطن أرضاً فيها من الأساس؟؟

و ها نحن الآن نرى ما وصل إليه الاعلام من إضمحلال, فنرى السباب والشتائم ولا نسمع إلا صوت صراخ المذيعين فى التلفاز والحديث بلهجة حادة وتحدى للناس وتبريراتهم – أقل ما توصف به أنها مبالغ فيها - للحاكم وللأوضاع.

و مع ذلك مازالوا يصدقون، مازالوا يصدقون أن الشباب هم سبب النكبة, نجح الإعلام فى جعل الثورة نكبة..

الدولة عند أى كارثة تحل بالبلاد تقول "الجماعات الإرهابية سبب الكارثة." وقد تصل إلى حد القول بأن حادث تصادم بسيط بين سيارتين سببه الإخوان.

ووصل الأمر إلى قولهم أيضاً أن مجزرة إستاد الدفاع الجوى - التى قتل فيها أعضاء من أولتراس وايت نايتس التى يتهمونها بانها الجناح العسكرى للإخوان - قامت بها جماعة الإخوان, هذا ليس رأيى أو حديثى, هذا كلام الإعلام و كلام السيد النائب العام فى تعليقه على المجزرة..

و مع ذلك يصدقون..

الإعلام إعلام تبريرى, ومع ذلك مازالوا يصدقون...

الإعلام غير صادق..ومع ذلك مازالوا يصدقون..

الإعلام يخبرهم بأن المستقبل واعد, لكن هل ترون مستقبل دون شباب تجرمونهم وتقتلونهم أو تساهمون فى قتلهم سواء جسدياً أو نفسياً؟؟

الاجابة بأيديكم..فكل منا يتقن إجابته, وكل منا ثابت على مواقفه....

 

الصورة  لشارلى شابلين من فيلم The Dictator


تعليقات