انشاء حساب



تسجيل الدخول



"إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية"

الصحفي والروائي الفلسطيني "غسان كنفاني"
كتب بواسطة: إسراء عفيفي
11 يوليو 2016
13737

لا تزال كلماته تتردد في أذاننا، تُضمد الجرحى وتُرثي الشهداء، تُنعي الأمهات الثكالى، و ترسم وطنًا حرًا بلا مٌحتلين أو غزاه معتدين..

 ربما رحل الجسد لكن لا تزال الروح تُرفرف حول كل بيت فلسطيني، تبتسم لذلك الطفل الذي يقف بعيدًا يمسك حجرًا في يدٍ ويرفع علامة النصر بيدٍ أخرى، تُرافق الفدائيين لتُخبرهم أنه سوف يأتي يومًا يعترف فيه الصهاينة بعروبة فلسطين.

في الذكرى الرابعة والأربعين على اغتيال الصحفي والروائي الفلسطيني "غسان كنفاني" لا ندري أنُبكي رحيله أم نبكي على أنفسنا لفقدان رجل من رجال المقاومة دفع حياته ثمنًا للدفاع عن القضية الفلسطينية، لم يدخر جهدًا في الدفاع عن موطنه الذي سُلب عنوة على أيدي الإسرائيليين دون وجه حق، أفنى عمره بين المؤلفات والكتابات ليحكي عن معاناة الفلسطينيين وإجبارهم على النزوح خارج فلسطين.

بميلاد غسان عام 1936 كُتب للمقاومة الفلسطينية أن تأخذ شكلًا آخر، لا بالحجارة أو الرصاص وإنما كان القلم هو السلاح الحقيقي الذي يُحارب العدو ويفضح نواياه..

 فتح غسان عيونه على ظلم الصهاينة واستبدادهم فقد أُجبر على النزوح هو وعائلته في عام النكبة 1948 فعاش في سوريا ثم استقر في لبنان حيثُ حصل على الجنسية اللبنانية، انضم إلى حركة القوميين العرب، وعمل صحفيًا بجريدة الحرية، ثم اصبح رئيس تحرير لمجلة "المحرر" اللبنانية واصدر ملحقًا خاصًا باسم "فلسطين".

قضى غسان حياته في تجسيد مُعاناة الفلسطينيين، كان يُريد أن يُخبر العالم كله أن هذا الشعب لن يهزمه تلك العصابات الصهيونية، كان غسان هو الأمل هو الغد..

كيف لا وقد أنجبته فلسطين ؟! عاش كنفاني من أجل فلسطين، و له أكثر من ثلاثين عملًا أدبيًا وروائيًا استطاع من خلالهم أن يجعلك تعيش وسط الفلسطينيين، كأنك واحدًا منهم تُعاني معهم وتتألم لآلامهم. لم تقتصر كتاباته على الكبار فقط، بل كان غسان مُحبًا للأطفال حُبًا جمًا وكانت جملته التي لا تُفارق لسانه "الأطفال هم مُستقبلنا" وبعد وفاته نُشرت مجموعته القصصية بعنوان "أطفال غسان كنفاني" ببيروت، وقد كانت "لميس" ابنة اخته تفتخر به وتتخذه قدوةً لها...

لا زالت زوجته الدنماركية "آني" تُذكر عيد ميلاد "لميس" الثامن وهو يرسم بيديه الرسومات الأخيرة لقصة"القنديل الصغير" التي أهداها لها هدية عيد ميلادها، كانت لميس شديدة التعلق به حتى في لحظة الموت، رحلا كلاهما وتركا لنا قنديلهما الصغير مخضب بالدماء...

لم يتحمل الصهاينة رصاصات قلمه، لم يطيقوا تحمل أن يصبح العرب جميعهم غسان كنفاني، وفي صبيحة يوم 8يوليو 1972 سُمع دوي انفجار شديد بمنطقة الحازمية ببيروت، كان ذلك انفجار سيارة غسان وهو بداخلها وبرفقته ابنة أُخته "لميس" على يد المخابرات الإسرائيلية، كان مشهد مُفجعًا؛ دُخان كثيف وأشلاء متطايرة هنا وهناك. رٌبما استطاع الموساد أن ينهي مسيرته ونضاله، لكن في خلال 36 عامًا استطاع كنفاني أن يُرسخ أفكاره ومبادئه داخل كل بيت فلسطيني، فخلف من بعده أجيالًا لا تبالي بعمرها وإنما تحمل القضية على عاتقها. كان غسان وطنًا في رجل، كان أُمةً بأكملها، كان قضية والقضية لا تموت.

 

إقرأ أيضًا: "عياش" قائد المقاومة الفلسطينية الذي أربك قوات الاحتلال حتى اغتالته

 


تعليقات