انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: فاطمة حسن
14 يونيو 2016
15201

الإنسان بطبيعته دايمًا بيميل للراحة، بيعشق عمل اللاشئ ، اللي هو نايم على الكنبة ماسك الموبايل وريموت التليفزيون في نفس الوقت وكدة آخر انبساط طالما جوة دايرة الأمان اللى راسمها لنفسه. بيجى قدامه لينكات كتير هتفيده وبمنتهى الروقان يحفظها على أمل أنه هيشوفها بعدين ، بيشوف قدامه قصص نجاح لناس كتير وبيفرح أوى فيجربها؟ لا، بيعمل شير للبوست ويكتب "عن كمية البهجة اللي في الصورة"

طب وأنت؟ جربت تعمل أي حاجة بتحبها وتثبت نفسك فيها ؟

كتير إجابتهم بتكون لأ، طيب ليه بنخاف تجرّب؟ هل هو كسل؟ ولّا خوف من الفشل؟ ازاي أصلًا الواحد يخاف من حاجة لسة مجربهاش ولا خد خطوة فيها حتى؟ ممكن نسبة تروح لكفة الكسل ، لكن فيه نسبة لا بأس بها هتروح لكفة الخوف من الفشل؛ بناءً على خلاصة تجارب الناس اللي حوالينا.

لما الإنسان بيقرب من خطوة هتغير مسار حياته، فيه صوت كده بيسيطر عليه  وده غالبًا نابع من "النفس" اللي بتميل للراحة، بتفضل توهمه إنه لسة مش جاهز لده في المرحلة دي على الأقل، وأنه لسة بدري، عيش سنك والتعب جاي بعدين، وتخوفه بالناس اللي ممكن تشمت فيه لو فشل، وإنه هيكون حديث يومي لكل الناس ومادة للسخرية، وتبدأ ترسم حواجز كتير قصاده وهو يستسلم، ويفضَّل إنه يفضل مكانه على إنه يخاطر بشكله قصاد الناس.

ده نوع من الناس بيخاف يجرب علشان ما يفشلش، لكن فيه نوع تاني من الناس الفشل نفسه مستحيل يكون عائق قصادهم. شخص بيفضل يجرب ويفشل ويقع ويقوم ويقف تاني على رجليه، ويفضل يجرب لحد ما يوصل لهدفه.

تفتكروا إيه الفرق ما بين الاتنين ؟

الأولاني ده ما فشلش ، علشان كدة مفيش قصاده حافز يقوّيه ويشجّعه.  لكن التاني داق طعم الفشل، والفشل بيقوي، الإنسان لما بيجرب أول مرة بيكون كسر حاجز الخوف من التجربة، فحتى لو فشل أول مرة والتانية ، فالتالتة مسيرها يتكتب لها النجاح.

بما أن أغلبيتنا من النوع الأول اللي بيفضل الراحة عن المخاطرة، تفتكروا التاني ده مش بشر زينا؟ يعنى هل مثلًا ليه خصائص تانية بتميزه اتولد بيها ؟ هل هو من عيلة ناجحة فطلع ناجح بالوراثة؟ كلنا بيننا وبين نفسنا إنه لأ هو عادي زينا وكل الحاجات اللي قولناها دي حجج بنبرر بيها خوفنا من التجربة، وإنه مفيهوش حاجة زيادة عننا وأغلبية الناجحين من أسر فقيرة زي مثلًا دكتور "أحمد زويل" .

 

 صعب يكون فيه نجاح من غير مخاطرة. هنجني ثمار نجاحنا فعلًا لما نبطل نعمل حساب للناس ونجرب ونفشل ونجرب تاني، النجاح في حد ذاته نهاية تستحق المخاطرة، وهتعرف قيمة تعبك لما تنجح، وتحس قد إيه التجربة أثّرت فيك وغيرتلك حياتك كلها وفتَّحت عقلك لحاجات كتير أكبر وأحسن، وهتحس أنك اتكافئت على تعبك اللي وقت نجاحك أصلًا مش هتشوفه تعب وهتحس أن لسة عندك كتير علشان تديه .

ها، مش هتجرب بقى اللي جه في بالك دلوقتي وتحكيلنا عملت إيه؟


تعليقات