انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: Menna Elshafay
28 مايو 2016
13118

في نوفمبر 2013 كتبت دكتورة رباب المهدي دكتور العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية مقال بعنوان "الأيادي المرتعشة"، جاء هذا المقال بعد تجريم حق التظاهر و صدور قانون الإرهاب و الترويج بأن المرحلة تتطلب ضرورة الضرب بيد من حديد ، و بالتالي فليس هناك مجال للتظاهر أو الاعتراض أو حتى السخرية السياسية ، و من ثم فمن يرى عكس ذلك فهو ضعيف.. يده مرتعشة..لا يتفهم طبيعة المرحلة، سواء بطريقه ساخرة كبرنامج باسم يوسف أو بموقف جاد كاعتراض زياد بهاء نائب رئيس الوزراء حينها على قانون التظاهر.

هؤلاء في نظر النظام أيادي مرتعشة لا يتحلون بالقوة اللازمة لمواجهة المرحلة

و رأت في مقالها أن الأيادي المرتعشة ليسوا أولئك الذين يرفضون سياسات القمع والقتل و الاعتقال، و لكن الأيادي المرتعشة هي الأنظمة التيترتعب من إعلامي يسخر منها أو موقف معارض لها 

 

و الآن و بعد مرور نحو العامين و النصف على هذا المقال لا زال النظام القوي يخاف ، أو بمعنى أصح النظام الذي يدعي القوة ، فالنظام الذي يزعم أن كل الشعب يدعمه و يدعم سياسته الحكيمة هو نفسه النظام الذي يرتعب من مجرد رأي معارض له.

 

أليس ف هذا تناقض عجيب!

ألست نظاما حكيما؟

ألست علي حق و الكل يدعمك؟

أليس الحق منتصر لا محال؟

فلماذا إذا كل هذا الرعب ممن يغردون خارج سربك؟

 

ما التهديد الذي يشكله هتاف في مظاهره سلمية بمطالب موضوعية، ما التهديد الذي يشكله طالب أو طالبة يعبران عن رأيهما، أو حتى سياسي معارض، ما التهديد الذي يشكله التعبير عن الرأي!

و في حقيقة الأمر الموضوع  مثير للشفقه لدرجه تدعو إلى السخرية ، فنظام يسخر كل الآلات الإعلامية التابعة له و الغير تابعة لخدمة سياساته و يصدر من يهللون و يصفقون له و بعد كل ذلك مازال يخاف رأيا فرديا معارضا

فعندما يصبح مجرد التعبير عن الرأي خطرا على نظام ما فهذا أقوى دليل علي ضعف و هشاشة ذلك النظام

فكل أنظمة العالم مهما بلغت من رقي ستجد من يعارضها، و تظهر قوة النظام في طريقة تعامله مع تلك المعارضة

إما أنك نظام لا يشوبك شائبة ولا تخشى في الحق لائم ولا معارض ، و من ثم تترك من يعارض يعارض كما يشاء 

أو أنك نظام زجاج تخاف الطوبة المعارضة التي ستظهر ضعفك، و من ثم تسارع بالتقاط الطوب من المنازل و المقاهي والميادين 

هنا يتجلى الفارق بين قوة الدولة و دولة القوة

فيا من تقطنون النظام بادروا بتحطيم زجاجه و أعيدوا تأسيسه بأساس يحتمل الطوب المعارض قبل أن تتحول الطوبة المعارضة التي تشرخ  إلى طوبه ثائره تحطم


تعليقات