انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: سامح خليل
12 فبراير 2015
11541


مقال لـمحمد إيهاب


الرسائل البالية، أو في عبارة أخري الرسائل الخفية. هذه الرسائل غير الواضحة للعيان في صناعة الأفلام الهوليوودية ويمكن تعريفها كما يلي :- هي عبارة عن إثبات أو نفي لفكر او قضية ما، هي ليست بنظريات مؤامرة بقدر ما هي استيضاح لبواطن الأمور من الجانب التحليلي النقدي.

أوضح تلك الرسائل البالية تماماً للعيان الفكرة الرئيسية التي بنيت عليها ثلاثية افلام "The Matrix"، توجهت بوصلة الفكرة حذو مخالف للجاذبية الفكرية ضاربة العشرات من تفاح نيوتن الشهي النزعة في خلاط عبري المنشأ أمريكي التجميع مع خدمة ضمان سارية المفعول لحين نجاح ترسيخ المبدأ. ادعوا أن الأرض التى وصل لها بطل الفيلم "نيو- كيانو ريفز" المسماة ب Zion أو صهيون علي صعيد لغتنا العربية ما هي إلا أرض الميعاد ونقطة وصول وإلتقاء نهائية لتيه بني إسرائيل في صحراء قاحلة لمدة 40 ربيعاً. تجلي ذلك في مشهد البطل لإنقاذ البشرية والالالين بطرقة صنع السلام أو الشالوم المزعوم ما بينهم  ذلك ببرهنة إثبات فكر أن أرض صهيون هي أرض الميعاد المستحقة التضحية و القرابين، ببلورة تبرير ما يحدث من انتهاكات وتصفيات بشرية منذ عقود في فلسطين بأن هذا هو الطريق الوحيد لأرض الميعاد مهما كلف الامر من قتل او ضحد لعروق و شعوب ابتغاءاً الوصول للهدف مهما استغرق الوضع من ملح ودماء.

قفزة أخري الي أحد أفلام هولييود الرومانسية  في  2014 "The Fault of Our Stars" حيث عمل الفيلم علي توصيل رسالة ضمنية مذيلة بإمضاء سمو وسلمية "أنا فرانك" الفتاة اليهودية في زمن الهولوكوست و الرايخ الثالث الالماني. وفي غمرة حرق "هتلر" ونازيته الآرية المتكبرة المتغطرسة علي دبابير كتفية العسكرية والعرق المختار السامي و حرقة لليهود و خصوصاً عائلة "أنا" في أفران الغاز بسرد قصة اختبائها سنوات وراء مكتبة  منزلها بدون طعام أو شراب قط..واثبات براءة اليهود من دم ابن يعقوب وأن اليهود شعب الله المختار السامي المسالم المضطهد و أنهم لم يستحقوا القتل يوماً.
 

ولعل من أكثر الأفلام التي صنعت ضجة بمثابة تعانق بساتين الصحراء المقفرة مع أعمدة السماء الزرقاء هو فيلم "Exodus Gods and Kings"   من إخراج "ريدلي سكوت" ميكروسكوب تهويل اللاشئ السينمائي. يضع بهارات كل المؤثرات البصرية يمنياً و يساراً الممكنة وغير الممكنة في أي فيلم يصنعه ،وهذا يرجع لرأب صدع السياق التاريخي في سيناريوهات افلامه!
يهدف الفيلم لإثبات 3 محاور:-  عبودية بني اسرائيل في مصر، إثبات أن رمسيس هو فرعون الخروج و الأهم هو الإظهار للعالم أن بني إسرائيل هم بناة الأهرام وأصحاب الحق المسلوب تعسفاً.

السبب واضح للعيان:-

إسرائيل فقدت مصداقيتها أمام العالم باسره ويجب تلفيق أكاذيب ما لإنقاذ تلك المصداقية الذاتية من السقوط في آبار العدم الشاسعة. ومن يسترسل بتفكيره بضع سويعات علي مقياس عقارب الساعة اللادغة يدرك بطلان تلك الأكاذيب الملفقة بسهولة فائقة للعيان.

اليوم وأنا أتصفح  فيلم "Interstellar" وجدت أحد تلك الرسائل الخفية مثلها كالرسائل الملقاة داخل زجاجة في جنبات عرض البحر، الفكرة التى بني عليها الفيلم لا هى ثقب دودي أو أبعاد خماسية الفكرة أو تدعيم لصلابة الرابطة الابوية.
الامر برمته كان توصيل رسالة ال Resurrection "الاحياء أو البعث بعد الموت" في الأديان المقارنة.

الذي لاحظ "كوبر- ماثيو ماكونهي" في أول ساعة من الفيلم عند اكتشافه لمقر ناسا وتساؤله عن نشاطهم، أخبروه انه مشروع "Lazarus" والاسم بكل صراحة جذب انتباهي كاكتشاف هجرة الديناصورات غير الشرعية عن كوكبنا العزيز.

و هو يذهب لاحتمالين لا ثالث لهما يصبان في منبع البعث:-

الاحتمال الاول:- نبي الله عزير في الدين الاسلامي

 الذي أراه الله معجزتة عندما استلقى على ظهره بعد عناء رحلة سفر وأسند رجليه إلى الحائط, فنظر إلى سقف تلك البيوت ورأى ما فيها وهي قائمة على عروشها وقد باد أهلها ورأى عظاماً بالية فقال: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} فلم يشك أن الله يحييها ولكن قالها تعجباً فبعث الله ملك الموت فقبض روحه، فأماته الله مائة عام. فلم يصدق فنظر حولة فوجد حماره ميتاً و ثيابه واكله كما هما لم يتعفنوا!

فمقدرة الله تجلت في احياء الحمار بأن ركب الله عظامه وأعصابه و دمائه ولحم الحمار أمام عزير ليعرف تجلي مقدرة الله.

الاحتمال الثاني و المرجح من قبلي يكمن في اللاهوت المسيحي و اليهودي هو:-

لازاروس أو إلعازر "شقيق مرثا و مريم" وهي شخصية أقامها المسيح من الموت عندما أتت مرثا تبكي بعد وفاة أخيها ب 4 ايام، فطلب المسيح إزالة حجر قبره فصلي فقام "لازاروس" أو العازر من الموت وهو يمشي إلي أهله بكفنه.

وهناك يوم يعرف ب "سبت إلعازر" او "العازرية - Lazarium" .

وهو ما تبناة الفيلم في طياته في مشروع لازاروس في إنقاذ البشرية، مروراً بالمضاعفة الزمنية التي وصلت الي "23 سنة / يوم أرضي" علي سطح كوكب ما، ووصول سن البطل إلي 123سنة. كلها أشياء تثير حتمية الاحتمالات السابقة.

الجدير بالذكر أن هناك أيضاً في عصرنا الحالي متلازمة طبية تعرف بأسم "متلازمة لازاروس" و هي متلازمة تقوم بعد فشل الانعاش القلبي الرئوي.

و بداياتها تكون مع توقف نبضات القلب وإعلان الوفاة والذهاب للمشرحة أوالدفن، ويفاجأ الجميع باستيقاظ الميت من الموت.

أشهر مثال لتلك الحالة و حدث في مصر في عام 1992 توقف قلب الفنان المصري "صلاح قابيل" عن العمل وحسبه أهلة ميتاً و دفنوة و ذهبوا. وعند قيام الليل وبينما حارس المدفن كان بيأمل في كوب شاي ساخنة في ليلة صقيع مع أنفاس مساعدة كقبلة الحياة من بوصة جوزة المعسل سمع صراخاً وعويلاً، إلا أن الحارس قد إعتاد مثل هذة الأفعال في بيئة تقبع بين عالمين. ازداد صدي الصراخ الدامي بأن تحول الي نبرة استنجادية، الخوف سيطر علي الحارس وإعتبر الفعل من صنع الاشباح. في الصباح شوهدت جثة "قابيل" خارج قبره وعلي رأسه جراح دموية دامية. المنطقي  يبدو أن "قابيل"  قلبه عاد للعمل مرة أخري في القبر وفتح عينه في الظلام ليجد السواد عنوان المشهد، والبرد، والخوف قائدا لأوركسترا الموقف، تصاعد الإيقاع بأن صرخ كثير أو كثيراً جداً، الأكسجين يتسلل من رئتيه كسارق يلوذ بالفرار! أخذ يحاول تحريك حجر القبر مستعملاً قدماه و يداه في سبيل غريزة البقاء، ولكنه استخدم رأسه مراراً وتكراراً حتي زحزح حجر القبر وتشاء الأقدار وفاته متأثراً بجراحه، فهل كانت تلك متلازمة لازاروس ولم تسنح الفرصة لانقاذة؟!

في نهاية مطاف مكوك رحلتنا الفكرية لا يسعنا إلا أن نسلم بمدي تأثير زرع الأفكار الهوليوودية في الإعلام علي وجة العموم والأفلام علي وجه الخصوص علي الطريقة النولانية في زرع الافكار الانسيبشانية ب 7 طبقات و أستك بالي لا يستر عورة ما.

 يدفعنا هذا الي طريق لا مفر منه، طريق زلق منحدر بلا علامات، أو ضمانات، طريق سقط عليه إيكاروس يوماً من السماء محترقاً بمعرفتة الحقيقة المطلقة، طريق تناول الإعلام المصري خصوصاً في الفترة الاخيرة للأمور بأن أخذ يتبني ذلك الاتجاه النولاني وخصوصاً في صناعة الأفلام و لكن هنا علي طريقة ال Anti-Hero بإعتماد التجربة السبكية لجعل الشباب بدون وعي أشبه باشباه أرواح في مدينة الخلاص، و ذلك بزرع أفكار الهجرة، تعاطي المخدرات، و أن الأصالة المصرية ما هي إلا فرح كبير حيث صدي فتح المطاوي المقترن بزجاجات الاستيلا و بلطجي ما يراقص و يلاعب فتاة لعوب راقصة كحية الأصلة الافريقية بنهدين عارمين للعيان!

أولئك الذين ترعرعوا فى مستنقع الفساد والوشاية وإتباع الأوامر العليا، أولئك الذين تعودوا على بيع مواهبهم من أجل إرضاء السلطة الحاكمة، أشبه بشخصية "فرديناند دي لسيبس" الأسخربوطية أو أحد شخصيات رواية القاهرة 30.

أصبح الشغل الشاغل نظرية "الإلهاء"  وترك الصورة الكبيرة للنظر في الصورة الصغيرة، بجعل الفقير يزداد فقراً بالحفر في بئر خلاط الحياة، والغني يزداد عهراً ونفوذاً في تحويل تكات عقارب الساعة إلي أموال سواء أكان ذلك بطريقة شرعية أو بغسيل أموال بمسحوق غسيل يشوبه فساد أركان الدولة. لطالما كانت تلك صناعة اللاوعي، والواعي أشبه بمبصر يقاتل جيشاً من العميان بسلاح المعرفة، لذا وجب التنوية و الاحاطة.


بداية النهاية لنهاية البداية قد حانت، الفصل الأخير من العرض عزف علي بيانو متحطم في ضواحي مدينة أشباح منسية، إني أفضل ألا أشاهد تلك الهرطقة.

احذروا الرسائل البالية.

 


تعليقات