انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: كيرلس روماني
13 فبراير 2016
11913

نعم ارتكب جميع أنواع الشرور ولكن لا تلحد!

 

افعل ما شئت.. اقتل.. اذبح.. اسرق.. افعل ماشئت من شرور ولكن لا تلحد.

المجتمع يتسامح مع أي شيء و كل شيء ما عدا أن تلحد.

 

اقتل.. اذبح.. اسرق، ولن ينتبه عليك أحد، تلحد، تجد الجميع يفقد صوابه.

مجتمعات لديها استعداد لفعل جميع أنواع الشرور ما عدا الالحاد (فهي مجتمعات متدينة بطبعها).

يمكن لمجتمعاتنا أن تسامحك على أي شئ وتقبل بك، المهم انك مؤمن.

 

مجتمعات فقدت ورقة التوت التي كانت تغطي عورتها وظهر قبح مبادئها وأخلاقياتها. 

مجمعات مازالت تزيد شعوري بالاشمئزاز يومًا عن يوم، ويومًا عن يوم تتكشف ويتضح لنا أين نحن بالضبط من خريطة الإنسانية، نحن غير موجودين بالمرة!

 

لا أعلم ما هذا الموقف التعسفي، الذي لا يخلو من شعور بالتعالي من كل ما هو مختلف عنك في اعتقاده -خاصة الملحدين واللادينين فهم الأكثر اضطهادًا- مجتمعات لا تقبل إلحادك وتحاربه، ولكن تقبل بك عندما ترتكب أي جريمة.

 

اذكر أمام أي شخص أي من المذابح التي تحدث حاليًا، ستجده تأثر قليلًا، اذكر أمامه قضيه الإلحاد وأخبره أن محدثه ملحد، ستجد تعابير وجهه تغيرت بالكامل إلى النقيض، خليط من الغضب والاشمئزاز والكراهية، مع أن هذا كان من المفترض أن يحدث سابقًا عند ذكر أي من الشرور التي ترتكب على مرأى ومسمع الجميع كل يوم.

 

مع أن الإلحاد إذًا أضر، فهو في النهاية لن يضر إلا صاحبه، ولكن ما يستدعي أن نحاربه ونكرهه هو ذلك الخلل الحادث في أخلاقياتنا التي جعلت من السرقة والقتل والذبح أمور عادية نتقبلها ونتعايش معها ونمارسها إذا أتيحت لنا الفرصة.

 

إذا أردت أن تكره .. اكره، اكره القتل، اكره تلك المجاعات التي تودي بحياة ملايين من الأطفال كل يوم، اكره الجهل، اكره الظلم، اكره جميع تلك الموبقات وحاربها، لكن لا تكره إنسان غيرك كل جريمته فقط أنه يخالفك الاعتقاد.

 

محاولة أخيرة منا كي ننجوا معًا كأخوة.. أو لنهلك جميعًا كحمقى.


تعليقات