انشاء حساب



تسجيل الدخول



مواطنة مصرية تبكي فرحًا بخلع حسني مبارك
25 يناير 2016
14384

"اللي بيننا بقى بس أغاني" .. هو عنوان البرنامج الجديد لمديرة إذاعة "راديو هيتس"، عايدة سعودي، التي كانت يومًا ما تتحدث في برنامجها الذي كان يحمل اسمًا آخر - لا أذكره – عن الثورة، والفساد، وخطايا المسؤولين.. و"الإنسانية" .. ثم تعرضت للمنع أو التهديد – لا أذكر أيضًا! - فما كان منها إلا أن حولت اسم برنامجها إلى هذا الاسم.. "اللي بيننا بقى بس أغاني".. وكأنها رسالة من محبوبة إلى حبيبها أنهم "متخاصمين" وستكتفي فقط بإلقاء السلام عليه.

 

في طريقي إلى المنزل استمعت إلى البرنامج، الذي كان يعرض فقط أغاني الثورة.. أغاني فقط.. يفصل بينها عبارة "اللي بيننا بقى بس أغاني.. مع عايدة سعودي" .. سخرية القدر تتجلى هنا!

 

 

"ساعات بخاف تبقى ذكرى.. ونبعد عنك تموت الفكرة"


عبارة شديدة البؤس في حينها، شديدة الواقعية اليوم، تلك العبارة التي كتبها  وغناها أمير عيد وعايدة الأيوبي في وقت كانت فيه الثورة ما زالت تقف مرفوعة الرأس رغم العقبات، حينها كنت أنزعج من تلك العبارة.. كنت أتخطاها حينما أسمعها، لكن كان هناك صوتًا داخليًا يعنّف "عيد" قائلًا: "يا عم الملافظ سعد!"

اليوم رأيت صورة على "فيسبوك" لحازم صلاح أبو إسماعيل احتوت توقعًا من توقعاته معلقًا على عبارة "لما  ما يعجبكمش الوضع ابقوا انزلوا التحرير" .. قال الرجل أن تلك العبارة مجرد خدعة وأن الميدان سيغلق بالدبابات.. لن يكون هناك ميدانًا..


أتساءل الآن إن كان هناك من هو أكثر حنكة من الآخر؟.. حازم أم أمير؟

 


"قالولي يلا ع الجنة.. قلتلهم الجنة بلادي!"


"الكوبليه" الأكثر إثارة للقشعريرة في أغنية عزيز الشافعي التي شاركه فيها الغناء رامي جمال.. أغنية "بحبك يا بلادي". لن أتحدث عن التوجهات السياسية الحالية للشافعي،  لكن تخيل معي إلى أي مدى وصلت المشاعر حينها لتجعل كاتبًا موسيقيًا يكتب على لسان شهيد الثورة أن بلاده هي الجنة.. يا  عزيز بلادنا لم تكن جنة قبل استشهاده، ولم تصبح كذلك بعده.. للأسف.. حتى وإن رأيت أن الجنة هي كل مكان ليس به إخوان.

 

 

"إنت وقفت جنب جارك في اللجان"


في مرحلة من مراحل الثورة.. كان  من يمكن تسميتهم "الوجه الكيوت للثورة" يلعبون على استمالة "الأغلبية الصامتة" أو "حزب الكنبة" الذين شاهدوا الثورة عبر شاشات التلفاز، وكانت أطول مسافة قطعوها في فعل متعلق بالثورة هو النزول إلى "شارع بيتهم" لتأمينه من جحافل البلطجية الذين أطلقهم مبارك في الشوارع لترهيب الناس.


"انت وقفت جنب جارك في اللجان .. ثم نزلت هتفت سيسي سيسي أنت رئيسي" ... هكذا تبدو الكلمات أكثر منطقية.


ربما أحد أكثر النماذج الغنائية بؤسًا في سنوات الثورة هو نموذج حمزة نمرة، تأمل صوته في أغنية "ارفع راسك إنت مصري" .. تأمل كلمات محمد دياب في نفس الأغنية ... بهجة وانتصار ولهجة توحي بالفعل برؤوس ٍمرفوعةٍ، وعيون متطلعة إلى "مستقبل مشرق" – بغض النظر عن لمحة الحزن الدائم في صوت حمزة - .. ثم تأمل معي ما غناه في آخر سنتين.. 


أو لا تتأمل.. فالأمر لم يعد يستحق.

 

 

"وسّع خلي البنات تعدّي.. هي دي مصر اللي احنا عايزينها"


جملة من أغنية لم أسمعها كثيرًا، للمثل ومغني الراب "أحمد مكي".. احتوت مجموعة من مشاهد "المدينة الفاضلة" كما كان يطلق البعض على ميدان التحرير في فترة الاعتصام ضد مبارك، احتوت الأغنية على بعض المشاهد مثل الأسلوب المهذب للتفتيش على مداخل الميدان، أو حماية المسيحي للمسلم والمسلم للمسيحي أثناء الصلاة... ثم ختمها بعبارة "هي دي مصر اللي احنا عايزينها"


دعني أخبرك يا مكي أن البعض يرى أن الميدان كان كذلك حينها بفضل جماعته  المباركة.

 

 

"إزاي انا رافع راسك وانتي بتحني ف راسي.. إزاااي؟؟"


عادي يا "ملك" ... من غير إزاي.. دي مصر قريبة.

 

 

يا من تحفظون الثورة بين ضلوعكم..

احفظوها كما حفظ الأسبقون القرآن..

لعلها تنفع اللاحقين حينما يصل الطوفان.


تعليقات