انشاء حساب



تسجيل الدخول



عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ومحمد بدران، رئيس حزب مستقبل وطن
كتب بواسطة: محمد سمير
14 نوفمبر 2015
12292

فى مشهد إهتزت له أركان الدولة وفاضت المشاعر والأحلام والآمال  حتى ملأت القناة وتحطمت أمامه كل مقاييس المنطق وعجز العقل عن إدراكه, يدخل الرئيس المظفر على متن مركب المحروسة عابراً من بوابة التاريخ, مرتديًا زيه العسكرى المزين بقلادات عسكرية فى مشهد إرتعدت منه الفرائس وأعادنا إلى عصور ماقبل المدنية, الى عصور ملوك الفراعنة فما اشبه هذا المشهد بمشهر عبور أحمس بعد توحيد القطرين, ما زاد المشهد كمالاً وروعة وجود هذا الشاب المصرى  بجوار فخامته على متن نفس المركب يتبادلان الحديث حول المستقبل ليسطر التاريخ مزيجًا رائعًا ما بين الماضى والمستقبل عبر قناه السويس. 

هذا الشاب هو أصغر رئيس حزب فى تاريخ مصر وليس هذا ما يعنينا فمنذ شهور ليست ببعيدة كان هذا الشاب رئيسًا لإتحاد طلاب مصر واليوم هو رئيس حزب مستقبل وطن صاحب ثانى أكبر كتلة برلمانية حتى الآن, ولنعود بالذاكرة إلى الوراء قليلاً إلى عام 2012 العام المنكوب الذى توج فيه مرشح جماعة الإخوان بتاج الرئاسة, وتدخل مصر من حينها فى نفق طويل من الازمات والصراعات السياسية والغير سياسية بعضها صحى وطبيعى جداً ومطلوب, والبعض الآخر كان هدفه الوصول إلى ما نحن عليه الآن.

 

فى تلك الفترة من عام 2012 كنت مسئول مكتب  طلاب التيار الشعبى أو أحد أفراده -التيار الشعبى الذى تأسس بهدف خلق مظلة سياسية جامعة  وطريق ثالث يخرج بنا من مطرقة الإستبداد الدينى والبطش العسكرى لرحاب الثورة وأهدافها- وجاءت الإنتخابات الطلابية فى تلك الفترة لتكون أولى مواجهات التيار المدنى ضد جماعة الإخوان وحلفائها وجاء التركيز عليها من كل التنظيمات الثورية والمدنية بشكل غير مسبوق فانهال سيل من الإجتماعات والتنسيقات وحشد الطلاب المسيسين المتحمسين للمشاركة السياسية الأولى فى حياتهم.

وبالفعل جاءت نتائج الانتخابات مقياساً كونها أولى المشاركات السياسية لتنظيمات وليدة رائعة ولكن الإعلام صورها آنذاك بأنها إكتساح وإن لم تكن كذلك وظهر ذلك جليًا فى مرحلة التصعيد أو انتخاب أمناء الجامعات ومجالسها حيث سيطرت القوى المدنية على ما يقرب من النصف أو يزيد وسيطر الإخوان ومن والاهم على النصف أو يقل كانت كل القوى المدنية  تنفى ذلك جملة وتفصيلاً ولكن ذلك اتضح جليًا مرة أخرى فى إنتخابات أمين اتحاد طلاب مصر.

 

خاض طلاب الجامعات معارك انتخابية فى غاية القوة وبمنتهى النزاهة, دعم ذلك الحالة الثورية العارمة عند فئة الشباب والمجال العام المفتوح للممارسة السياسية بشكل كبير جداً, كان تدخل التنظيمات السياسية فى الانتخابات الأولية على مستوى الكليات ضعيف ويقتصر على دعم لوجيستى من مواد طباعة ومنشورات وبانرات إلى جانب دعم بعض الحفلات والندوات.

 تطور فى مرحلة التصعيد للجامعة إلى تحالفات كاملة مثل ما حدث فى جامعة حلوان من تحالف شباب كل القوى الثورية والسياسية والعمل على تصعيد إسلام فوزى ليفوز بمنصب رئيس اتحاد الجامعة بدعم كل القوى السياسية وتكرر الموقف فى جامعات كثيرة كالإسكندرية وبورسعيد وكفر الشيخ  وغيرهم فى تلك المرحلة بدأ الحديث عن المرشح لمنصب اتحاد طلاب مصر, فتقدمنا نحن باسم رئيس اتحاد جامعة حلوان وبدأ الاخوان فى تحالفاتهم للسيطرة على المنصب وظهر بشكل مريب مرشح آخر من القوى المدنية وهو رئيس اتحاد طلاب جامعة بنها الطالب الفذ محمد بدران.

 

 ظهور محمد بدران كان مصحوبًا بدعم غير عادى من قيادات كبيرة داخل الأحزاب السياسية والتنظيمات الثورية التى بدات بترويج أخبار كثيرة عنه, بداية من أنه فائز لا محالة إلى مقولة  "الولد دا تقيل جدا جدا ومسنود من كل الناس" ما أكد لنا ذلك بعد فترة قليلة وجود سيارة حكومية بسائق تتحرك بشكل دائم معه -سيارة رئيس الجامعة حسب قوله- بخلاف سكرتيرة خاصة تنظم مواعيده الخاصة واتصالاته.

ولم يكن خفيًا على تلك التنظيمات السياسية والثورية أن محمد بدران هو رئيس اتحاد جامعة بنها قبل الثورة مباشرة -إتحاد نوفمبر 2010- ومعلوم دعم أجهزة الأمن له بشكل كبير هذا بخلاف شائعات إنتمائه للحزب الوطنى التى نفاها ولكنها لم تنفى علاقته الوثيقة بقيادات حزبية كبيرة بالوطنى وعلاقته برئيس جامعة بنها على شمس الدين, ومن الجدير بالذكر أن محمد بدران خسر أول إنتخابات بعد الثورة

كان التيار الشعبى بكل ممثيله فى لعبة الانتخابات سواء أنا أو محمد جبالى عضو المكتب ومحمود صفوت أحد منسقى تحالف جامعة حلوان وعضو طلاب التيار مصممين على ترشيح إسلام فوزى كشاب ثورى محترم كونه لم يوصم بصفة التعريض, ولم يُدعم من أى جهة أمنية, ولكن كانت لعبة الانتخابات تمر من خلال وسطاء, يعنى كل فرد متحكم بكام صوت من أصوات الجامعات كان يوجد مجموعة لاعبين أساسيين متحكمين فى كتلة الأصوات من بينهم شخص معروف عنه انتمائاته الأمنجية ولكنه كان متحكم رئيسى بأصوات كثيرة.

 

 فى تلك الفترة عند إشتداد الصراع وجدنا توجيهات تأتى من مستويات تنظيمية أعلى تطالبنا صراحة بعدم الترشح أمامه لا والأكثر دعمه مباشرة للفوز  فدخلنا معركة محتدمة مع القيادات وغيرهم مارسنا فيها كل الضغوط الممكنة لمحاولة منع هذا البدران ولكن كنا نفاجئ فى كل مرة بدخول مستوى أكبر من الدعم وذلك حتى يوم التصويت الذى إضططرنا فيه آسفين سحب مرشحنا بعد تأكدنا من أن الإخوان قادرين على حسم منصب الرئيس لصالحهم.  

فى نظرة سريعة لنتائج الإنتخابات نجد أن بدران فاز بفارق صوت واحد عن مرشح الإخوان -المحسوب على تكتلهم- مصطفى منير بعد إمتناع البعض التصويت لهذا أو ذاك لتكون النتيجة 23 لصالح 22 صوت, نائب رئيس الإتحاد كان محسوب على تكتل الإخوان بخلاف ‘ن خمسة أعضاء من مجلس الإتحاد بشكل واضح منتميين إلى الجماعة تلك الأرقام تنفى زعمنا كقوى مدنية وثورية السيطرة على نتائج إنتخابات الطلاب حتى وإن كان ذلك حدث فى إنتخابات الكليات لكن عند التصعيد إستطاع الإخوان حسم مقاعد تكفل لهم التمثيل القوى داخل المجلس.

 

ممارسات بدران منذ بداية فترته كانت تشير تمامًا إلى أن هذا الشاب يعرف طريقه,  فما كانت تأتى مناسبة لممارسة التعريض إلا وكان يمارس تلك العادة بمهارة عالية, فما ترك حدث لإدانة الطلاب أو دعم دخول الحرس الجامعى داخل الأسوار أو قبول لائحة تقيد النشاط الطلابى وتسمح بعودة ممارسات ماقبل الثورة إلا وفعل.  

ليس الغريب موقف بدران ولكن موقف القوى السياسية والثورية الذى كان يشير إلى أن  تلك الأحزاب والتنظيمات تسير على خط التصالح مع الدولة القديمة بشكل أو بآخر وذلك لإسقاط الأخوان, وإتضح ذلك أكثر من تشكيل جبهة الإنقاذ المشوهة وما تلاها فى نكبة 30\6 التى كان ظاهر وبكل وضوح دعم كل الأجهزة الأمنية والمخابراتية ورجال النظام القديم لها وعلى الرغم من ذلك سارت تلك الأحزاب بجوارهم بكل  حب وسعة صدر.

محمد بدران يمتلك موهبة فطرية فى التعريض عمل على تنميتها وإصقالها حتى دخل التاريخ من بوابة مركب المحروسة وأظن أننا كان يجب أن ندرك ذلك منذ مرحلة الدعم الغير العادى من الأجهزة الأمنية له لينال منصب رئيس اتحاد طلاب مصر.  

 

لن أقفز إلى تحليلات تصب فى صالح نظرية المؤامرة ولكن كل الشواهد التى صاحبت صعود هذا الشخص منذ بدايته تشير إلى أن هناك إستعداد تام لتجهيزه لصناعة البديل, وأظن أن تلك المرحلة لم تاتى بعد فأمثال هذا البدران أدوارهم الكبرى ستأتى بشكل أكبر فى مرحلة مابعد الإنفجار    

إلى اللقاء بعد الإنفجار إن شاء الله. 


تعليقات